رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا موسى : من يخاف من مستقبل الحكم في مصر غير مؤمن الأنبا موسي في حوار صريح جداً لـ "الخميس": لن تستقر مصر إلاّ برضا الشعب عن الرئيس جبهة الإنقاذ مكسب لمصر وأرفض هجرة المسيحيين اعترضنا علي الدستور ولن نتراجع عن المطالبة بحقوقنا فيديو الشيخ البرهامي يتعارض مع معانقته للأنبا بولا صدر إخواننا السلفيون بدأ يتسع للحوار والنقاش هذه هي أهم أسباب رفضنا للحوار مع الإخوان المسلمين لم أدعم الأنبا روفائيل وحسم قضية الطلاق قريباً الأزهر والكنيسة حرّاس للوحدة الوطنية في مصر بعد التصويت بنعم علي الدستور، وفي محاولة لكشف النقاب عن اعتراض الأقباط علي بعض مواده، اختص الانبا موسي اسقف الشباب "الخميس" بحوار مطول، وضع فيه النقاط علي الأحرف، إزاء اشكاليات جوهرية في الدستور الجديد، تحتاج- وفقاً لرأيه - الي تعديلات، تصون حقوق الاقباط، وتضمن تهدئة الأجواء المشتعلة، كما ساق الانبا موسي في حواره أطروحات اعتبرها خارطة طريق، تحول دون الفُرقة علي الصعيدين السياسي والمجتمعي.. حديثه المسهب والهادئ عكس شخصية دبلوماسية، صحّ وصفها بجسر التواصل بين الكنيسة وقيادتها وابنائها، فضلاً عن استقرائه للمستقبل بصورة منطقية، تطمح الي تفادي المأزق الذي تمر به البلاد في الوقت الراهن.. اختذال حديث الانبا موسي في سطور مقدمة متواضعة، يُفقد الرجل كثيراً من حقه، لذلك سنُعطي للسطور القادمة فرصة لاستكشاف ما يدور برأسه. > دعنا نبدأ حوارنا معك من الفيديو الذي أزعج الكثيرين وأقلقهم، وهو فيديو الشيخ ياسر برهامي، الذي تحدث فيه عن المادة 219، مؤكداً ان الكنيسة وقعت علي تلك المادة ومعها 35 شخصية في اللجنة التأسيسية، فما تعليقك؟ >> ينبغي أن تكون البداية من انسحاب الكنيسة وأسباب هذا الانسحاب، ومن هنا اؤكد انه ليست للكنيسة اية مشكلة مع المادة الثانية، فنحن من أوائل الموافقين عليها، خاصة انها تتحدث عن الشريعة، لكن المادة 219 تتحدث عن الفقه، والفقه ينطوي علي متغيرات ومدارس ومذاهب، الامر الذي خلع علي تلك المادة مخاوفاً لدي الاقباط، فعندما يقال أصول الفقه، فالكلام حينئذ يصبح عاماً. > ألا تتبدد هذه المخاوف بوجود المادة الثالثة من الدستور؟ >> الحديث يدور حول المادة الثالثة وكأنها متميزة عن غيرها، وانا اري ان تميزها يقتصر علي الامور الدينية فقط وليست المدنية، أي أنها تعطي للاقباط حقوقاً دينية، تضمنها لنا الشريعة الاسلامية منذ زمن بعيد، وهي أن نحتكم لشرائعنا في شئوننا الدينية فقط، وليس الامور المدنية، أما المادة 219 فتتعلق بالجانب المدني، أي الحقوق والواجبات، وبالتالي فإن بعض المدارس الفقهية المختلفة، قد تُحدث مشاكل للمواطن العادي وبالأخص المواطن القبطي. حدد لنا المخاوف التي تراود الشارع القبطي حال تطبيق مثل هذه المادة بعد إقرار الدستور؟ >> المسيحية لا تُحرّم المادة في حد ذاتها، وانما تُحرّم استخدامها، فالمخدرات علي سبيل المثال حرام، ولاتسمح المسيحية بتعاطيها، الا انه حال استخدام هذه المخدرات او المسكرات في العلاج، فماذا سيكون الموقف حينئذ؟ امام هذه الصورة سيكون للفقه ومذاهبه رأي حاسم، وهو: جلد المتعاطي او ما الي ذلك مما تنُص عليه الأحكام، لذلك كانت هناك مخاوف، لأن أحكام الفقه متّسعة ومتغيرة من مذهب الي آخر، أما الشريعة فهي ثوابت. ألا تري أن وجود المواد 2و3 و219 ماهو الا شراك فخ لتقييد الدستور، وتحويل الدولة إلي دينية بدلا من كونها مدنية؟ اولا المادة الثانية وبعد ان جري استفتاء الشعب عليها فرضت نفسها علي الجميع، والحمد لله انها مازالت مبادئ الشريعة وليست الشريعة ولا أحكامها، إذ ان ذلك ينطوي علي مرونة واتساع في الافق، ويشعرك بالاطمئنان، أما المادة 219 فهي جديدة وتفسيرية للمادة الثانية. هل تعود مخاوف الاقباط الي الشريعة ذاتها أم الي المفسريين لها؟ لهذا السبب قلنا مبادئ الشريعة، لأن ذلك يُفضي الي اتاحة مساحة اوسع من التفاهم وتهدئة لخواطر الاقباط، أما الشريعة فتنطوي علي أمور قطعية، وقد تؤدي الي بعض المشاكل والخلافات، والاحكام حينئذ ستكون قاسية لانها تُطبق الحدود. > البعض يري أن هذا الواقع قد يقودنا لمصير دولة الملل والطوائف، كما هو الحال في لبنان علي سبيل المثال؟ >> هذا كلام مبالغ فيه، فالثابت كما هو معروف للجميع، ان الاغلبية دائماً ما تحتضن الأقلية وتراعيها وترعاها، وبالتالي اخذت الاغلبية حقها، حينما قلنا مبادئ الشريعة، فالشريعة تخص الاغلبية، والمبادئ جعلت الصدر اكثر اتساعاً ورحابة للاقباط. > ماتعليقك اذن علي دعوة الشيخ البرهامي لأقطاب التيارات السلفيّة بالظهور علي الفضائيات، وتناول رفض الكنيسة والبطريرك للمادة 219؟ >> لم أشاهد الفيديو المنسوب للشيخ البرهامي، وأراعي دائماً عدم التعليق علي اي شخص، ولا ينبغي ابداً ان نتجاهل الصور، التي جسدت الشيخ البرهامي وهو يصافح ويحتضن الانبا بولا، فما يهمني هنا هو الجوهر، ونري ان صدر اخواننا السلفيين بدأ يتسع للحوار والنقاش، وباتوا اكثر تفاعلاً مع المجتمع، ولا ينبغي غض الطرف عن انهم حديثو عهد بالحياة السياسية. ما انطباعك عن الدستور والمناخ الذي جري فيه الاستفتاء، وكذلك ما خرجت به النتيجة، وما تخللها من رصد لبعض حالات التزوير، وأحيانا- وفقاً لتقارير بعض المنظمات التي كانت تراقب عملية الاستفتاء- حرمان بعض القري ذات الأكثرية القبطية في الصعيد من المشاركة، لما هو معروف مسبقاً عن رفضهم للدستور؟ لست جهة قضائية لأتحدث عن تزوير شاب عملية الاستفتاء، لكن ما أود الاشارة اليه هو أن الاستفتاء جري بالفعل وجاءت النتيجة بنعم، والدستور قادم "علي رأسنا" فلسنا من النوع المقاوم، لكننا نقول دائما، ينبغي ان نتفاعل مع الموقف، واذا افترضنا وجود حكم اسلامي في مصر، سنتفاعل معه وسنطالب بحقوقنا منه كاملة، ولن يرفض الحكم الاسلامي مطالبنا لان الاسلام كما عرفناه، وحسب ما فهمناه وحسب ماقاله صحيح الاسلام لايغلق صدره في وجه الآخرين. هناك قضايا منظورة أمام القضاء المصري ضد ماحدث من انتهاكات داخل اللجان ومنها انتهاكات وترهيب تعرض له الأقباط؟ دائما في الانتخابات والاستفتاء يستخدم كل فصيل وربما كل شخص اقصي ما لديه من آليات للفوز، لكن ما المحصلة؟ المحصلة وفقا للنتائج المعلنه أن الثلثين تقريبا قالوا نعم للدستور والثلث الباقي قال لا، وامام هذا الواقع اعتقد ان من قالوا نعم سيحترمون من قالوا لا. تقودني آراؤك الي الرغبة في استكشاف انطباعاتك حول التظاهرات، التي خرجت أمام قصر الاتحادية الرئاسي، معلنة رفضها للاعلان الدستوري، وطرح مشروع الدستور للاستفتاء. حينئذ رددت بعض القيادات الاخوانية ان الاقباط يقفون وراء تلك التظاهرات، الا تري ان ذلك يُعد تحريضاً علنياً علي الأقباط؟ لا اعتقد ان من ردد هذا الكلام يستطيع احصاء عدد الاقباط، الذين وجدوا امام قصر الاتحادية، اما عن وجود عدد من الاقباط في التظاهرات فهو حق طبيعي، اما ما يُقال عن وقوف الاقباط علي وجه التحديد خلف التظاهرات، او ان عددهم فاق غيرهم من المسلمين، فهو كلام مرسل، وما ينبغي الالتفات إليه فقط هو ان هناك مؤيدين ومعارضين، وهذا امر طبيعي، واؤكد انه لا توجد لدينا مشكلة مع نتيجة صندوق الاستفتاء، طالما ان التفاعل والمحبة والتوافق هو الأساس، لتعود بلادنا قوية، فإذا أراد الحاكم في اي بلد في العالم ان ينفرد بالحكم ويستحوذ عليه دون تفاعل مع معارضيه، فسيفشل حكمه حتماً، وللحيلولة دون ذلك يجب عليه ان يضع في حساباته ان هناك معارضة ويعمل من اجل الوصول معها الي توافق. لكن المعارضة في مصر تلقت اتهامات بالعمالة والخيانة وربما الكفر في بعض الاحيان وأنها لاتريد الخير للبلاد؟ اينما وجدت الانتخابات تبادل الخصوم الاتهامات، لكن الحق يظل باقياً، وهنا أقول لمن أراد المسحة الدينية لمصر، وماذا عنا هل ستنسونا؟، بالطبع لا، لأن الاسلام ليس فيه اقصاء للآخر، ووثيقة المدينة خير شاهد علي ذلك وتعد أول دستور يكتب في تاريخ مصر. مايحدث داخل الشارع القبطي حالياً، يختلف تماماً مع ما تقول، فهو الآن يبحث عن الهجرة خارج البلاد، وأحيانا اللجوء الديني، ويشعر بالقلق والخوف من وصول هذه التيارات المتشددة لسدة الحكم، خاصة بعد إقرار الدستور؟ الاقباط يهاجرون دائما، وكان البعد الاقتصادي هو السبب الحقيقي وراء هذه الهجرات، ورغم ان اسباب الهجرة حالياً تنطلق من مخاوف دينية، الا انني اري ان هجرة المسلمين قبل المسيحيين من مصر خطأ فادح، فهذه بلادنا ولن نتركها، فالفريقان هما امل مصر وسندها في ظل هذه الظروف العصيبة، فإنقاذ اقتصاد مصر يحتاج الي وقفة الجميع. الا تعتقد ان من يميلون الي الهجرة او قاموا بها لاحقتهم مخاوف النموذج السوري، وبوادر الحرب الأهلية التي ربما بدت أمام قصر الاتحادية؟ الامر في سوريا يختلف تماماً عما يجري في مصر، فما تشهده الاراضي السورية يعود لأسباب سياسية اكثر منها دينية. اذن هل سيتقبل الاقباط الوضع بسهولة ويتفاعلون مع نظام حكم يخشون منه؟ الكتاب المقدس علمنا أن نخضع للترتيب البشري، والخضوع هنا يعني أن نكون مواطنون صالحون اياً كان نوع الحكم، علي ان نطالب في نفس الوقت بحقوقنا، كما علمنا الكتاب المقدس في رسائل القديس بولس الرسول، ان نطالب بحقوقنا بأسلوب حضاري وتفاعلي. تعرضت الكنيسة خلال الآونة الأخيرة لحملات ضخمة من الهجوم والوعيد، خاصة علي منصّات المؤيدين للاعلان الدستوري والاستفتاء، ولم نجد ردا واحدا من الكنيسة، وفي نفس الوقت لم يخرج أي رد من رئاسة الجمهورية تجاه تلك الايذاءات التي تتعرض لها الكنيسة وقائدها؟ منهج الكنيسة الحالي في وجود البابا تواضروس هو عزوف الكنيسة عن اي تدخل في امور سياسية وهذا نفسه هو ماحدث طوال فترة القائم مقام البطريرك. المتابع للشأن الكنسي لاحظ طوال فترة القائم مقام البابا وحتي البابا الـ 118، أن الكنيسة تنأي بنفسها عن الضلوع في المعترك السياسي، وهذا بخلاف ما حدث في عهد البابا شنودة؟ في عهد البابا شنودة عاشت مصر فراغاً سياسياً، ولم يتحدث أحد طيلة عهد مبارك في اي امور تتعلق بالسياسة، لذا وجد البابا نفسه يدافع عن حقوق أولاده ويطالب بها، ففي الأحداث الكبيرة كان الأقباط يأتون إلي ساحات الكاتدرائية يهتفون ويصرخون، فكان علي البابا أن يقوم بهذا الدور، أما الوضع الحالي وبعد ثورة الـ 25 من يناير، اختلفت الأمور وتغيرت الاوضاع، فأضحي الأقباط يخرجون الي الشارع بعيداً عن الكنيسة للمطالبة بحقوقهم، مثلما كان يحدث من قبل، ونحن سعداء بهذا، فالقاعدة التي نؤمن بها: طالب بحقوقك اذا كان الامر يخصك، وطالب بحقوق مصر، اذا كان الامر يخص مصر. وهنا اصبح تدخل الكنيسة مقتصراً علي المواطنة والامور الوطنية، وليست الامور السياسية، لأن الكنيسة ليست حزباً ولا تطالب الاقباط بالانتماء الي حزب معين، او المطالبة بحصة في المجالس النيابية او اي شيء من هذا القبيل. لكن لايزال بعض رجال الدين من الأساقفة والكهنة يوجهون الأقباط لاختيار بعينه؟ هذا كلام مرسل ودائما مانسمعه، وأرجو ممن يردد هذا الكلام أن يأتي بأسقف واحد وجّه أحد من أولاده لانتخاب شخص بعينه أو لاختيار أمر ما، فما يحدث لا يتجاوز استشعار الأقباط أن الأسقف سيختار فلاناً، أو سيكون توجهه لأمر ما فيفعلون مثله، لكن ليس من حق الاسقف استخدام سلطان الحل والربط في مثل هذه الامور، لأنه يعلم جيداً ان ذلك سيعرضه علي الفور لمحاكمة كنسية. قد يفعل البعض ذلك من أجل التخوف علي مستقبل الاقباط علي سبيل المثال من صعود التيارات الاسلامية، فيدفعهم لاختيار بعينه؟ من يخشي من حكم ما أو مستقبل معين فهو غير مؤمن، حياتنا في يد الله أياً كان نوع الحكم. أنت أسقف للشباب وكثيرا ما تلتقي بالشباب القبطي وينقل لك تخوفاته وقلقه فماذا تقول لهم؟ الشباب لايخشي علي نفسه من أي شيء، ولكن كل تخوفه علي مستقبل مصر السياسي، وبالأخص الجانب الاقتصادي، وأي شكل من الأشكال سيكون عليه الاقتصاد المصري، هل هو الرأسمالي، أم الاشتراكي، أم الطريق الثالث، وربما يزيد هذا القلق في ظل الضبابية التي تكتنف الوضع الراهن، فالشباب القبطي مثل باقي الشباب في مصر. > ثورة يناير أنجبت داخل الشارع القبطي مجموعة من الحركات القبطية الثورية، كاتحاد شباب ماسبيرو، وائتلاف أقباط مصر، وما إلي ذلك من حركات، فما تأثير تلك الحركات علي الكنيسة وعلي الأقباط بصفة عامة؟ >> أنا شخصيا وكأسقف للشباب سعيد بهذا الامر، لأن الشباب القبطي يخرج للشارع ليعبر عن نفسه. هل تتواصل مع الشباب الذي ينتمي الي تلك الائتلافات عن طريق الحوارات أو اللقاءات؟ لا.. لأن لقائي معهم قد يُفهم علي أنني أريد أن أروضه، أو أريده أن يسير في اتجاه معين، فهؤلاء الشباب طلبوا لقائي منذ فترة ورفضت ذلك، وقلت لهم لاتطلبوا لقائي حتي تستطيعوا السير بإرادتكم وحريتكم. يقودنا ذلك الي الحديث أيضا عن التيار العلماني والدور الذي قام ويقوم به الآن في عهد البابا الجديد؟ التقي ممثلو هذه التيارات بالبابا، وطلب منهم أن يعملوا معه، نافياً فكرة العلمانيين المستقلين، لدرجة أن كمال زاخر خرج من اللقاء سعيداً، وقال: "إن هذا اتجاه جديد علي الكنيسة"، وأنا سعيد بهذا اللقاء، لأنني كنت علي اتصال بهم بصفتي الشخصية. هناك لقاء سري جري بينك والعلمانيين، وطلبت خلاله منهم التعتيم علي اللقاء، وعدم الحديث عنه إعلامياً، فماذا حدث؟ بالفعل حينما عقدوا المؤتمر الاول لهم، وكان ذلك في عيد تجليس البابا شنودة، وبعد الانتهاء من المؤتمر التقيت كمال زاخر وحده، وخلال جلسة أخري دعا بقية المجموعة، وجلسنا واتفقنا علي بعض الامور، وكان من ضمنها الا يخرج هذا الامر للاعلام، حتي تتم المقابلة التي كنت انسق لانعقادها مع البابا، وفي صباح اليوم الذي كنت أكتب فيه خطابا للبابا شنودة، اخبره فيه برغبتهم في لقائه، فوجئت بنشر الإعلام تفاصيل اللقاء الذي جري بيني وبينهم، فتراجعت عما كنت أعتزم القيام به. ما الرسالة التي ترغب في توجيهها لشعب مصر في ظل هذا المناخ المتقلب؟ أولا الإيمان بالله، ثانيا الثقة في تاريخ مصر الوسطي السمح، الذي عشناه طوال عمرنا، والمستقبل بيد الله وليس في أيدينا، وما ينبغي علينا هو التحاور وتفادي التصادم، أملاً في الوصول الي اتفاق. متي نري باب الكنيسة وبالأخص أسقفية الشباب مفتوحا للتحاور مع كل أطياف المجتمع بما فيها التيارات الجديدة، التي ظهرت علي الساحة، كالجماعات الاسلامية والتيار السلفي وشباب الاخوان المسلمين؟ منذ فترة ليست بقريبة طلب الإخوان حواراً مع الكنيسة، وتحدثت مع البابا شنودة في هذا الامر، وكان الرد هو: لكم حزب سياسي يتحاور مع الاحزاب السياسية، أما الكنيسة والاخوان فهذا شكل ديني، والكنيسة لاتتحاور في الاديان، فالحوار يكون بين الاحزاب السياسية، مع العلم بأنه حينما اردنا فتح باب الحوار مع الشباب من الطرفين، رفض أمن الدولة ذلك، أما الآن فهناك ما هو أصعب من أمن الدوله، وهو أن الأجواء صارت محتقنة، فإذا حاولنا جمع الشباب للتحاور في هذا التوقيت، فليس من المستبعد ان يحدث ما لا يُحمد عقباه، رغم ذلك انا علي يقين بأن الوقت المناسب للحوار قادم لا محالة، فالتعايش لابد منه، أما الحوار الساخن فقد يؤدي الي خلافات ومزيد من الفُرقة. ماتعليقك علي تعيين 13 نائبا قبطيا في مجلس الشوري؟ وهل تلقت الكنيسة اقتراحات مُسبقة بتلك التعيينات؟ لا أعلم بما إذا كانوا عرضوا تلك الاسماء علي الكنيسة أم لا، لكن ما أعرفه في مسألة تعيينات الاقباط في مثل هذه المجالس، أنه قبل ثورة 25 يناير، كان يُطلب من الكنيسة ترشيح أشخاص للتعيين، وتقدم الكنيسة بدروها الاسماء، الا اننا كنا نفاجئ باسماء جديدة غير التي تم ترشيحها، ولا يعني ذلك ان الكنيسة ستمتنع عن ترشيح اسماء، ولكن اذا طُلب منها ذلك. > لكن الشارع القبطي انتقد الاقباط الذين قبلوا بتلك التعيينات، وتساءل المنتقدون كيف يقبل هؤلاء بالتعيين في مجلس غير شرعي؟ >> أي شيء في الدنيا لن يرضي الجميع، والاسماء المعينة قد يقبلها البعض وقد يرفضها البعض الآخر. > البعض يري أن هذا التعيين، خاصة لهذا العدد من الاقباط يهدف الي اضفاء الشرعية علي مجلس غير شرعي؟ >> لا نستطيع أن نقول إنه مجلس غير شرعي، القضاء وحده فقط هو من يمتلك تحديد ذلك. > احد المعينين الاقباط في مجلس الشوري قال ان الكنائس الثلاث ستجتمع لتقديم اقتراحات حول بعض مواد الدستور المقلقة، وستقدمها في جلسات الحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية؟ >> لم أسمع أن الكنائس الثلاث ستجتمع من أجل تقديم مقترحات حول ما يقلق الاقباط من الدستور، وأي حوار نتحدث فيه ونحن منسحبين من التأسيسة؟ > لماذا لاتنتهز الكنيسة هذه الفرصة وتحاول نقل مخاوفها من بعض مواد الدستور لرئاسة الجمهورية؟ >> الحوار جاء بدون اتفاق، بمعني أنه منذ بداية انسحاب الكنيسة، قلنا إنه لابد أن يكون موقف الكنائس الثلاث مستقل حتي عن القوي المدنية، وقلنا إن قرارنا مستقل، وكانت القوي المدنية في ذلك الوقت قد جمدت موقفها، لكنها انسحبت تزامناً مع انسحابنا، وبالتالي فأي حوار ونحن منسحبيين من التأسيسة؟، وبعد ذلك حدثت اتصالات تطلب من الكنيسة حضور الحوار، وكان هذا في الجلسة الرابعة، لكن مندوب الكنيسة لم يلب الطلب. > دعني أتحدث معك عن العلاقة التي تربط الازهر بالكنيسة، خاصة بعد تصاعد التيارات الاسلامية، فكان معهوداً حال مرور البلاد بأزمات طائفية، ان يُخمد لقاء الكنيسة بالأزهر نيران الفتنة، فماذا عن موقفكم الآن؟ >> لكل حادث حديث، ولكن لو وقعت أحداث ما لاسمح الله، فطبيعي أن يلتقي الطرفان لاخماد أي فتنة، لأن الطرفين هما حراس الوحدة الوطنية، والتلاقي بينهما يكون لأجل الحفاظ عليها، وهذا من الثوابت الراسخة علي مر التاريخ. > هل اخماد الفتن الطائفية دور الدوله أم مؤسستا الكنيسة والأزهر؟ >> الحكومات تختلف من حكومة لأخري، وكل واحدة لها طريقة تختلف عن الاخري وتوجهات متباينة، لكن هاتين المؤسستين وطنيتان راسختان، تؤصلان للوحدة الوطنية، كما انهما يحملان مردوداً شعبياً، فالاقباط يريدون معرفة توجه الكنيسة، وكذلك المسلمون يرغبون في معرفة توجه الازهر، ويعد ذلك مكتسباً شعبياً لمصر يجب الحفاظ عليه، ونحن سعداء به، أما الحكومات فهي قوالب أي تتقلب، وكل مؤسسة لها دورها حتي لايطل شبح الفتنة علي مصر وشعبها، والازهر مؤسسة وسطية للاسلام ليس في مصر وحدها بل في العالم. لك عبارة شهيرة إبان إجراء القرعة الهيكيلة التي جاءت بالبابا شنوده ليكون البابا 117، فقلت حينئذ "الرب يحب الكنيسة لأنه أتي بالبابا شنودة"، فماذا قلت بعد أن أتت القرعة بالبابا تواضروس؟ في قداس القرعة الهيكلية رفعت قلبي الي الله، وقلت له من ستأتي به سيكون الافضل، والبابا تواضروس شخصية جميلة جدا، لم يكن يعرفه أحد لانه جديد علي الساحة الاعلامية، الا انه يمتلك افقاً واسعاً، فضلاً عن انني اعرفه جيداً نظراً لخدمتي معه قرابة 15 عاماً. لكنك كنت من الداعمين للأنبا روفائيل؟ ما يقال الآن حول دعمي للانبا روفائيل، أو مايتردد عن أنني ضغطت عليه للبقاء في قائمة المرشحين كلام غير صحيح، فما حدث هو انه جاءني وقال لي إنه يريد الانسحاب، فقلت له حقك، ماتريد أن تفعله افعله، فأنا لست زعيماً كنسياً، وبالفعل ذهب الي اللجنة ومعه الورقة التي سيقدمها للانسحاب من الترشح، حينئذ علمت اللجنة بما هو مقدم عليه، وقبل أن يصل اليها طلبت منه الا يفعل ذلك حتي لاينهار العمل كله، وتصبح القائمة غير شرعية، لان ترتيبه في القائمة كان الخامس، وهذا مانصت عليه اللائحة، وهو ألا يقل عدد المتقدمين للترشح عن 5 ولايزيد علي 7، واوصته اللجنة بأن امامه انتخابات وهناك قرعة هيكلية والله يفعل مايريد، وفي نهاية المطاف خضع لطلب اللجنة. > هل كان اختياره سكرتيراً للمجمع المقدس مجاملة له؟ >> هذا المنصب ليست فيه مجاملات، لكن ماحدث أنه خلال أول اجتماع للمجمع مع البطريرك الجديد، لم يعلم احداً من سيكون سكرتير المجمع، وبمجرد أن دخل كل الاباء الاساقفة قام الانبا باخوميوس - لانه كان الاكبر سنا وكان القائم مقام البطريرك - وقال هذا وقت اختيار سكرتير المجمع وقال ما رأيكم؟ فكان أول المتحدثين هو الانبا بيشوي، وتوقعنا أنه سيرشح نفسه ليكون سكرتيراً للمجمع، لكنه فاجأ الجميع وقال أنا أرشح الانبا روفائيل، فوافقنا بالاجماع علي كلام الشأن الداخلي للكنيسة، ومجئ بطريرك جديد، وتركة واسعة، ومشاكل ضخمة، أصبحت جميعاً صداع في رأس الكنيسة، كتعديل لائحة انتخاب البابا، وكذلك ملف الاحوال الشخصية، وبناء الكنائس وما الي ذلك، فما أهم الامور التي تحتاج لتدخل سريع من قبل البابا من وجهة نظرك؟ صراحة البابا تواضروس ذهنه متسع وصدره رحب جدا، ولديه رؤيه مستقبلية رائعة للكنيسة وللوطن، وعندما عرضها في الاجتماع الاول للمجمع المقدس، قدم مايقرب من خمس مجالات، وبدأ في اعداد اللجان التي ستقوم بهذا الامر، وأيضا بدأ العمل في اعداد وتجهيز مشاريع قوانين لامور كثيرة. > هل معني ذلك أن الكنيسة في ظل هذا التصاعد وهذا المناخ ستسعي لإعداد مشروع قانون خاص بلائحة انتخاب البابا؟ >> البابا نفسه طلب من لجنة الترشحيات أن تبقي ولاتُحل وأن تعمل علي الائحة مجدداً، كما طلب منهم أيضا أن يضيفوا في اجتماعهم القادم، الشخصيات القانونيه التي يرون فيها القدرة علي تقديم المساعدة حتي تخرج لنا لائحة جيدة. > هل أنت مع مبدأ القرعة الهيكلية أم لا؟ >> أوافق بوجهة نظري الخاصة علي مبدأ القرعة الهيكلية، لأننا من خلاله نعطي فرصة لله كي يختار المناسب. |
|