سلام وسط الآلام
«فاذا الذين يتألمون بحسب مشيئة الله فليستودعوا انفسهم كما لخالق امين في عمل الخير» (1 بطرس 4: 19)
من خلال خدمتي وعملى أشعر أننا في أيام أخيرة، فالخليقة كلها تئن وتتمخض؛ كبارًا وصغارًا، أغنياء وفقراء. نعم نحن في أيام أخيرة، أيام الألم والوجع، أيام الشقاء والعناء، ولكنني أؤمن انه مع الألم يوجد رجاء.
لقد وعدنا الرب انه سيكون لنا في العالم ضيق، لكنه قال أيضاً «قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. انا قد غلبت العالم» (يوحنا 16: 33). فإن جاز ان نأخذ من كلام السيد في انجيل يوحنا، فرسالة بطرس الرسول الأولى هي رسالة السلام وسط الآلام.
انها رسالة لا تعني "ممنوع الالم للمؤمنين"، فالرب لم يقل كلمتكم بهذا لكي يكون لكم في العالم سلام بل ليكن لكم فيّ سلام. وسط آلامنا هناك سلام.
كيف تختبر بحق السلام وسط الآلام؟
ما هو العلاج المسيحي لآلام البشرية؟
وهناك رسالتين أرى فيهما علاج، رسالة فيلبي هي العلاج المسيحي للاكتئاب بينما رسالة بطرس الأولى هي العلاج المسيحي للآلام، فهي أكثر رسالة جاءت بها كلمات "آلام وتألمتم ونتألم".
ذكرت كلمة الألم ومرادفاتها 16 مرة بينما ذكرت كلمة المجد وكلمة الأمجاد 17 مرة في هذه الرسالة. لذلك عندما نقرأ كلمة الآلم نتوقع ان نقرأ بعدها كلمة المجد. «الآلام التي للمسيح والامجاد التي بعدها» (1 بطرس 1: 11). لا توجد الام بدون امجاد.
أني لا أتكلم عن مسكنات لتخفيف الآلام وتغييب الوعي والعيش في عالم من الخيال، حاشا، ولكني أقول بنعمة الله ومن خلال كلمة الله، انه وسط الآلام ليس هناك فقط تعزيات ولكن هناك أمجاد. فقد تكون متألم في حدث ومعوز ومحتاج ولديك ضغوط شديدة، لكنك تتمتع بالمجد؛ فأنت ولدت للمجد وتتمتع بالمجد وأيضاً ينتظرك مجد.
كلما اقترب من هذه رسالة أكثر، أنحني أمامها أكثر، لما فيها من عمق عجيب، إنها روشتة كاملة متكاملة لعلاج الألم. فهي علاج لكل نفس تشعر أنها متألمة أو تعاني، سواء في جسدها أو نفسيتها أو تتألم روحياً. إنها للصغير والكبير، لمن يتالم ألمًا حادًا أو ألما مزمنًا، لمن يتالم من الأصدقاء والأحباء أو من الغرباء والاعداء، لمن يتألم من يد الرب أو من مكايد إبليس؛ فهي دواء واسع المدى وممتد المفعول يصلح لكل آلامنا وأحزاننا. لذلك لن ندرس هذه الرسالة آية آية ولكننا سنستخرج منها بعض الأدوية الفعالة التي تشفي الأعماق والكيان. دعنا نثق في إلهنا الذي «أرسل كلمته فشفاهم». (مزمور 107: 20).
اتريد ان تقهر حزنك وتتحدى ألمك؟
هل تريد ان تتمتع بسلام المسيح؟
مجدي صموئيل