منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 12 - 2012, 12:17 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

بين‏ ‏التراث‏ ‏والمعاصرة

السبت 08 ديسمبر 2012
لنيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏موسي أسقف‏ ‏الشباب


أخطر‏ ‏شئ‏ ‏أن‏ ‏نتوقف‏ ‏عند‏ ‏واحدة‏ ‏من‏ ‏الاثنتين‏,‏فإذا‏ ‏توقفنا‏ ‏عند‏ ‏التراث‏....‏تحجرنا‏....‏وإذا‏ ‏توقفنا‏ ‏عند‏ ‏المعاصرة‏...‏اندثرنا‏, ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏التراث‏ ‏هو‏ ‏الجذور‏,‏والمعاصرة‏ ‏هي‏ ‏الساق‏ ‏الحاملة‏ ‏للأوراق‏ ‏والثمار‏....‏فإذا‏ ‏توقفت‏ ‏الجذور‏ ‏عن‏ ‏إمداد‏ ‏الساق‏ ‏بالعصارة‏ ‏الحية‏,‏ضعفت‏ ‏الساق‏,‏وذبلت‏ ‏الأوراق‏,‏وانعدمت‏ ‏الثمار‏.. ‏وبالعكس‏....‏إذا‏ ‏ما‏ ‏استوعبنا‏ ‏التراث‏,‏واغتذينا‏ ‏به‏,‏تنمو‏ ‏الساق‏,‏وتورق‏,‏وتزهر‏,‏وتثمر‏!‏
أولا‏:‏التراث‏ ‏هو‏ ‏الجذور
التراث‏ ‏هو‏ ‏جذور‏ ‏الكنيسة‏...‏فالتراث‏ ‏معناه‏:‏
‏*‏أن‏ ‏نستوعب‏ ‏حياة‏ ‏الآباء‏ ‏القديسين‏,‏عبر‏ ‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏ ‏الطويل‏,‏كنماذج‏ ‏عاشت‏ ‏المسيحية‏ ‏في‏ ‏عمقها‏,‏فصارت‏ ‏أنوارا‏ ‏تضئ‏ ‏لنا‏ ‏الطريق‏.‏ولهذا‏ ‏تضع‏ ‏الكنيسة‏ ‏أمامنا‏ ‏صور‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏والشهداء‏ ‏والقديسين‏ ‏عليحامل‏ ‏الأيقونات‏,‏ووجوههم‏ ‏تنظر‏ ‏إلينا‏,‏بينما‏ ‏نحن‏ ‏جميعا‏ ‏ننظر‏ ‏إلي‏ ‏الشرق‏,‏وكأنهم‏ ‏يقولون‏ ‏لنا‏:‏ها‏ ‏نحن‏ ‏قد‏ ‏وصلنا‏ ‏إلي‏ ‏قدس‏ ‏الأقداس‏,‏تعالوا‏ ‏وراءنا‏ ‏وهكذا‏ ‏إذ‏ ‏نسير‏ ‏عليآثار‏ ‏الغنم‏ ‏لانضل‏,‏ولا‏ ‏نتوه‏!‏
‏*‏والتراث‏ ‏هو‏ ‏ما‏ ‏خلفوه‏ ‏لنا‏ ‏من‏ ‏تقليد‏ ‏كنسي‏,‏ودراسات‏ ‏كتابية‏,‏وشروحات‏ ‏مقدسة‏ ‏للطريق‏ ‏الروحي‏,‏وجهادات‏ ‏العمر‏,‏وما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يصادفنا‏ ‏من‏ ‏مصادمات‏,‏ومحاربات‏,‏وحيل‏ ‏من‏ ‏العدو‏,‏وغوايات‏ ‏خطيرة‏....‏إلخ‏,‏فالطريق‏ ‏لم‏ ‏يبدأ‏ ‏بنا‏...‏بل‏ ‏ساروا‏ ‏فيه‏ ‏قبلنا‏! ‏والكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏لن‏ ‏نبدأ‏ ‏في‏ ‏تفسيره‏ ‏الآن‏,‏بل‏ ‏قد‏ ‏فسروه‏ ‏قبلنا‏!‏
‏*‏والتراث‏ ‏هو‏ ‏ميراث‏ ‏العقيدة‏ ‏المقدسة‏,‏التي‏ ‏انعقدت‏ ‏عليها‏ ‏حياة‏ ‏آبائنا‏ ‏القديسين‏,‏إذ‏ ‏فهموها‏,‏وعاشوا‏ ‏والتزاموا‏ ‏بها‏,‏وحاربوا‏ ‏من‏ ‏أجلها‏ ‏هراطقة‏ ‏كثيرين‏,‏حفظا‏ ‏لأساسيات‏ ‏الخلاص‏,‏التي‏ ‏بدونها‏ ‏لا‏ ‏خلاص‏!‏
‏*‏صارعوا‏ ‏ضد‏ ‏آريوس‏ ...‏الذي‏ ‏طعن‏ ‏في‏ ‏ألوهية‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏,‏فإن‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏الرب‏ ‏هو‏ ‏الإله‏ ‏المتجسد‏,‏فما‏ ‏قيمة‏ ‏فدائه‏ ‏لنا؟سيصير‏ ‏فداء‏ ‏محدودا‏ ‏لايكفي‏ ‏سوي‏ ‏شخص‏ ‏واحد‏!‏
‏*‏وصارعوا‏ ‏ضد‏ ‏مقدونيوس‏....‏الذي‏ ‏طعن‏ ‏في‏ ‏ألوهية‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏,‏فكيف‏ ‏يخلصنا‏ ‏إن‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏هو‏ ‏الله؟
‏*‏وصارعوا‏ ‏ضد‏ ‏نسطور‏....‏الذي‏ ‏نادي‏ ‏بفصل‏ ‏الطبيعتين‏ ‏في‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏فصار‏ ‏الفاديمجرد‏ ‏إنسان‏(‏في‏ ‏نظره‏ ‏هو‏ ‏طبعا‏).‏
‏*‏وصارعوا‏ ‏ضدأوطاخي‏ ‏الذي‏ ‏أذاب‏ ‏الناسوت‏ ‏في‏ ‏اللاهوت‏.‏فمن‏ ‏يكون‏ ‏المخلص‏,‏مادام‏ ‏ليس‏ ‏إنسانا‏ ‏كاملا‏ ‏مثلنا‏ ‏فيما‏ ‏خلال‏ ‏الخطية‏ ‏وحدها؟
‏*‏وصارعوا‏ ‏ضدسابليوس‏ ‏الذي‏ ‏جعل‏ ‏الله‏ ‏أقنوما‏ ‏واحدا‏,‏فكيف‏ ‏يكون‏ ‏الله‏ ‏هو‏ ‏الباطن‏,‏والظاهر‏,‏والفاعل؟وكيف‏ ‏تكون‏ ‏الوحدة‏ ‏الثالوثية‏ ‏حيث‏ ‏يحب‏ ‏الله‏ ‏الآب‏ ‏ابنه‏ ‏في‏ ‏الروح‏ ‏القدس؟ستكون‏-‏إذن‏- ‏وحدة‏ ‏مصمتة‏,‏وهذا‏ ‏ضد‏ ‏طبيعة‏ ‏الثالوث‏ ‏القدوس‏,‏والكتاب‏ ‏المقدس‏,‏واللاهوت‏ ‏السليم‏.‏
‏*‏وصارعوا‏ ‏ضدأبوليناريوسالذي‏ ‏نفي‏ ‏وجود‏ ‏روح‏ ‏إنسانية‏ ‏في‏ ‏المسيح‏,‏مكتفيا‏ ‏باللاهوت‏,‏فصار‏ ‏المسيح‏ ‏بلا‏ ‏روح‏ ‏إنسانية‏,‏أي‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏إنسانا‏ ‏كاملا‏...‏كيف‏ ‏مات‏ ‏إذن؟
‏*‏والتراث‏ ‏هو‏ ‏الطقوس‏ ‏المقدسة‏ ‏التي‏ ‏تسلمناها‏ ‏من‏ ‏آبائنا‏ ‏القديسين‏,‏حيث‏ ‏صار‏ ‏الطقس‏ ‏وعاء‏ ‏للعقيدة‏ ‏يحوي‏ ‏تفاصيلها‏ ‏لنعيشها‏ ‏يوميا‏,‏ثم‏ ‏يقدمها‏ ‏لنا‏ ‏في‏ ‏ممارسة‏ ‏ليتورجية‏ ‏روحية‏ ‏تشبع‏ ‏أرواحنا‏ ‏وكياننا‏ ‏الإنساني‏ ‏كله‏.‏
إن‏ ‏أبسط‏ ‏قواعد‏ ‏الحياة‏ ‏تقول‏:‏من‏ ‏كان‏ ‏بلا‏ ‏ماض‏ ‏يستوعب‏ ‏دروسه‏,‏لايكون‏ ‏بلا‏ ‏مستقبل‏ ‏ينمو‏ ‏فيه‏....‏وإذا‏ ‏فقدت‏ ‏الأمم‏ ‏ذاكرتها‏ ‏التاريخية‏,‏فقدت‏ ‏مستقبلها‏ ‏أيضا‏!(‏يتبع‏)‏







رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كل همه هيفضل إنك تدوق طعم الحياة
يد الظلم تخنق شعبك
بين‏ ‏التراث‏ ‏والمعاصرة
بين‏ ‏الهوية‏ ‏والعقيدة‏ -8 ‏
عايز تدوق الحب؟


الساعة الآن 06:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024