رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كثرة العمل العمل قانون إلهيّ: " بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً " (تك19:3)، وكما قال مُعلّمنا بولس الرسول: " إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضاً " (2تس10:3). فلو كان يكفى لنا أن نتمنى هذا الشيء أو ذاك، حتى نراه موجوداً أمامنا دون القيام بأي عمل يُذكر، لَمَا كان هناك معنى لحياتنا على الإطلاق، وأصبحنا مجرد كائنات ضعيفة إلى أبعد الحدود، وها نحن نتساءل: ما معنى حياة تدور في عجلة الخلاء وليس فيها هدف أو عمل على الإطلاق؟! أليس في مواجهة المصاعب والتجارب.. وملاقاة العوائق ثم محاولة التغلب عليها متعة كُبرى؟! إنَّها متعة الراحة بعد التعب! أو النصرة بعد الجهاد! أو القيام بعد السقوط! إنَّ كل الأعمال التي نقوم بها هي التي تطبع صورتنا في الوجود، فإن لم نعمل لا يكون لوجودنا هدف أو لحياتنا معنى، والواقع أنَّ كل فعل يقوم به الإنسان ما أن يتم حتى يلتحم بنسيج الأحداث، لكي يصبح جزءاً لا يتجزأ من صميم الوجود، وهو حين يلتحم بنسيج الحياة، فإنّه يحيا في باطنه دون أن يطرأ عليه الفناء، قد تضعّف ضربات الذبذبات المنبعثة منه، ولكن ما حدث لا يمكن لأيّة قوة أن تمحوه من الوجود! إلاَّ أنَّ كثرة العمل وعدم رغبة الإنسان في العودة إلى منزله ورؤية زوجته أو مقابلة أهله وأصدقائه، ورفضه القيام بواجباته نحو أُسرته.. تعد من أخطر الوسائل الهروبية أو الحيل الاصطناعية، التي يخفى الإنسان وراءها اضطرابه العاطفي، أو عدم استقراره النفسيّ! إنَّ كثيرين يعملون وكأنّهم من خلال عملهم يحاولون الهرب من شيء، أو تعويض نقص ما في شخصياتهم، فما أكثر الذين يعملون لكي تزداد ثرواتهم أو ممتلكاتهم، على أمل أن يسترعوا انتباه الآخرين ويحظوا باهتمامهم، فالعديد من هؤلاء يرون في الممتلكات امتداداً لإشباع ذواتهم الناقصة، إنَّه قناع سميك من الأقنعة الكثيرة، التي يرتديها الإنسان عندما يفشل أو تضطرب عواطفه! |
03 - 12 - 2012, 10:46 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: كثرة العمل
مشاركة اكتر من رائعة يا ماري |
|||
04 - 12 - 2012, 07:33 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كثرة العمل
شكرا على المرور |
||||
|