شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
التثنية 26 - تفسير سفر التثنيه
آية1، 2:-و متى اتيت إلى الأرض التي يعطيك الرب الهك نصيبا وامتلكتها وسكنت فيها.فتاخذ من اول كل ثمر الأرض الذي تحصل من ارضك التي يعطيك الرب الهك و تضعه في سلة وتذهب إلى المكان الذي يختاره الرب الهك ليحل اسمه فيه.
كانت الباكورات تقدم في عيد الخمسين (خر16:23 + لا26:28 + تث10:16) أو في أى وقت. وكان صاحب الأرض يطوف بين أشجاره ويعلم الباكورات التي تظهر من الثمار بعلامة خاصة. ومتى تم نضجها يجمعها كلها ويضعها في سلة. وفي هذا تعليم لهم أن يفضلوا الله على شهواتهم فالباكورات هي شهوة كل أحد. ومهما أعطينا الله فنحن نعطيه مما له.
آية3:-و تاتي إلى الكاهن الذي يكون في تلك الأيام وتقول له اعترف اليوم للرب الهك اني قد دخلت الأرض التي حلف الرب لابائنا ان يعطينا اياها.
وبنفس المفهوم تعلمنا الكنيسة حياة الشكر وتضع صلاة الشكر في بداية كل صلواتنا. ولنذكر قصة العشرة البرص وكيف أن المسيح فرح بالواحد الذي رجع ليشكر. وهنا فمقدم البكور يعترف للرب بأنه أدخله أرض الميعاد.
آية4:-فياخذ الكاهن السلة من يدك ويضعها امام مذبح الرب الهك.
وضع السلة أمام المذبح معناه أنهم يقدمونها للرب. وفي هذا اعتراف أن الله هو مصدر هذه الخيرات.
آية5-11:-ثم تصرح وتقول امام الرب الهك اراميا تائها كان ابي فانحدر إلى مصر وتغرب هناك في نفر قليل فصار هناك امة كبيرة وعظيمة وكثيرة. فاساء الينا المصريون وثقلوا علينا وجعلوا علينا عبودية قاسية.فلما صرخنا إلى الرب اله ابائنا سمع الرب صوتنا وراى مشقتنا وتعبنا وضيقنا.فاخرجنا الرب من مصر بيد شديدة وذراع رفيعة ومخاوف عظيمة وايات وعجائب.و ادخلنا هذا المكان واعطانا هذه الأرض ارضا تفيض لبنا وعسلا.فالان هانذا قد اتيت باول ثمر الأرض التي اعطيتني يا رب ثم تضعه امام الرب الهك وتسجد امام الرب الهك.و تفرح بجميع الخير الذي اعطاه الرب الهك لك ولبيتك انت واللاوي و الغريب الذي في وسطك. أراميًا تائهًا كان أبى = قد تشير العبارة إلى إبراهيم وإسحق ويعقوب. عمومًا فإبراهيم أتى من بلاد ما بين النهرين. ولكن العبارة تشير بالأكثر ليعقوب الذي عاش عند خاله لابان نحو 20 سنة في أرام وتزوج بنات خاله وولد أولاده كلهم ما عدا بنيامين في أرام وقوله تائهًا لأنهم كانوا مغتربين يرتحلون من مكان إلى آخر. نرى في هذا الطقس إرتباط الشكر بالتسبيح، فالله لا يفرح بالماديات بقدر ما يفرح بالقلب الشاكر المسبح. ملحوظة :- يقول العلماء أن المعترف مقدم الباكورة كان يردد عبارات أراميا تائها... فأساء إلينا المصريون.. العبارات التي تتحدث عن ضعفهم يرددونها بصوت خفيض، إشارة لحالتهم الضعيفة وأصلهم البسيط فإبراهيم وعائلته كانوا قليلين ويعقوب وبنيه كانوا 66 نفسًا بينما العبارات التي تتحدث عن عمل الله معهم يرددها بصوت عالٍ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فها هم ببركة الله صاروا بلدًا كبيرًا وشعبًا عظيمًا.
آية12:-متى فرغت من تعشير كل عشور محصولك في السنة الثالثة سنة العشور واعطيت اللاوي والغريب واليتيم والارملة فاكلوا في ابوابك وشبعوا.
هذه عن العشر الثاني. سنة العشور = هكذا تدعى السنة الثالثة والسادسة التي يؤدون فيها العشور في بيوتهم. ويفرحون في محبة أخوية مع اللاوى والغريب واليتيم والأرملة
آية13:-تقول امام الرب الهك قد نزعت المقدس من البيت وايضا اعطيته للاوي والغريب و اليتيم والارملة حسب كل وصيتك التي اوصيتني بها لم اتجاوز وصاياك ولا نسيتها.
صيغة الاعتراف الذي يقوله من دفع العشر الأول والثاني. قد نزعت المقدس من البيت = أي أفرزت حقوق الله المقدسة ومن بينها العشور. ولأنها مقدسة للرب فهي محرمة على أي إنسان حتى صاحبها لذلك يقول نزعت حتى لا تكون سبب لعنة لو احتفظ بها.
آية14:-لم اكل منه في حزني ولا اخذت منه في نجاسة ولا اعطيت منه لاجل ميت بل سمعت لصوت الرب الهي وعملت حسب كل ما اوصيتني. لم آكل منها في حزنى = وقت الحزن أي وقت الحداد على بيت ومن المعروف أن من يتلامس مع ميت يتنجس. ولا أخذت منه في نجاسة = أي لم تمتد يدي إليه وأنا غير طاهر. ولا أعطيت منه لأجل ميت = الميت هنا هو كل ما ينتمى لهذا العالم الميت (أوثان / خطية...).
لذلك قال المسيح " دع الموتى يدفنون موتاهم" إذًا المقصود أن ما هو للرب قد احتفظ به الشخص ولم تمتد إليه النجاسة.
آية16:-هذا اليوم قد امرك الرب الهك ان تعمل بهذه الفرائض والاحكام فاحفظ واعمل بها من كل قلبك ومن كل نفسك.
العطاء لله بدون قلب وبدون محبة غير مستحب
آية17-19:-قد واعدت الرب اليوم ان يكون لك الها وان تسلك في طرقه وتحفظ فرائضه و وصاياه واحكامه وتسمع لصوته. وواعدك الرب اليوم ان تكون له شعبا خاصا كما قال لك وتحفظ جميع وصاياه. وان يجعلك مستعليا على جميع القبائل التي عملها في الثناء والاسم والبهاء وان تكون شعبا مقدسا للرب الهك كما قال قد واعدت الرب = أي أنكم أعلنتم قراركم الحكيم أن تتخذوا الرب إلهًا لكم فلا تعبدوا غيره وإحفظوا وصاياه.