تكوين أصحاح ( 13 , 14 , 15 )
على عكس بابل المتمردة كان إبراهيم مثالا لحياة الإيمان في طاعة كلمة الله (تكوين 4:12)
كانت دعوة إبراهيم تتطلب إيمانا حتى يترك كل مقومات الأمن والاستقرار في الحياة ويذهب إلى أرض لم يرها من قبل
لم يكن يعلم إلى أين يأتي ولكنه كان يؤمن بكلمة الله (عبرانيين 8:11؛ يعقوب 21:2-24)
أتت دعوة الله لإبراهيم بينما كان في مدينة أور الكلدانيين ، وهي بلد تعبد الأصنام وتقع بالقرب من خليج العقبة (يشوع 2:24)
إن إبراهيم هو مثال لنا من جهة الدعوة الروحية لأولئك الذين هم أعضاء في عائلة الله - أبا لجميع الذين يؤمنون (رومية 11:4،16)
إن دعوة إبراهيم هي نقطة البداية لكل من يريد أن يطيع الله.
فالمطلب الأول هو الانفصال عن العالم - لأن كل ما في العالم.. ليس من الآب (1 يوحنا 15:2-17)
كان إبراهيم مدعوا أيضا لترك أهله وعشيرته.
فإن أوثق ربط المحبة البشرية والولاء للقيادة البشرية يجب أن تقطع في سبيل خضوعنا الكامل لما كتبه الله في كلمته.
عندما اقترب إبراهيم من أرض الموعد واجهته تجربتان . كان الكنعانيون حينئذ في الأرض (تكوين 6:12)
وبالإضافة لهذا التحدي، حدث جوع في الأرض (10:12).
لقد أرسل الله الجوع لامتحان إيمان إبراهيم - فتخيلوا مجاعة في أرض الموعد!
وكما يحدث معنا عادة عندما نواجه مشاكل غير متوقعة، استخدم إبراهيم تفكيره الشخصي فنزل إلى مصر بحثا عن الطعام بدلا من الثقة في أن
الله سيعوله أينما يقوده.
عندما قرر إبراهيم أن يجد الطعام في مصر، أصبحت مشاكله أخطر من مجرد نقص في الطعام.
إن مصر ترمز إلى نظام هذا العالم؛ والتحالف مع العالم وحكمته هو فشل للإيمان.
ويل للذين ينزلون إلى مصر للمعونة ... ولا ينظرون إلى قدوس إسرائيل ولا يطلبون الرب (إشعياء 1:31).
ولكن من المشجع أن نقرأ أن إقامة إبراهيم في مصر كانت قصيرة :
فصعد إبراهيم من مصر ... إلى بيت إيل ... إلى مكان المذبح ... ودعا هناك أبرام باسم الرب (تكوين 1:13،3-4)
المذبح يشير إلى الخضوع لله وتقديم العبادة له اعترافا باحتياجنا إلى قيادته.
إن امتحان إيمان إبراهيم هو أيضا امتحان جميع أولاد الله.
فالاعتراف يجب أن يمتحن، وفشل إبراهيم هو بمثابة تحذير من التأثر بالظروف بدلا من التأثر بمواعيد الله.
وأخذ امتحان الإيمان يزداد (كما هو الحال دائما)
فنقرأ عن حدوث مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط (7:13).
كان ذلك بمثابة فرصة لإبراهيم لكي يمارس إيمانه، فقال للوط: لا تكن مخاصمة بيني وبينك ... لأننا نحن أخوان
ثم أعطاه حرية الاختيار (8:13-9).
وهنا ظن لوط أنه قد أصبح على الطريق السريع المؤدي إلى النجاح الباهر، فاختار كل سهول الأردن الجميلة ذات المياه الوفيرة وسرعان ما
أصبح من أعيان سدوم وصار يشغل فيها مركزا مرموقا.
فبحسب ذهنه العالمي، قرر لوط أن يؤجل احتياجاته الروحية لوقت أكثر رخاء.
ولكن نظرة الإيمان الفاحصة كانت تستطيع أن تميز أن الناس السائدين على سدوم والمتحكمين فيها كانوا أشرارا وخطاة لدى الرب جدا
(10:13-13).
وكما سبق القول بالنسبة لنمرود فإن كلمة "لدى الرب" تعني ضد الرب.
إن الطمع يسعى نحو الاختيار الأفضل ويصارع من أجل المكان الأول، ولكن الإيمان يثق في الله حتى أنه لا يحتاج أن يصارع من أجل حقوقه
وفي الواقع فإنه يعرف تماما أنه مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ (أعمال 35:20؛ رومية 10:12؛ فيلبي 3:2).
إعلان عن المسيح:
من خلال رئيس الكهنة ملكي صادق (تكوين 18:14-20). عبرانيين 15:4-16؛ 5:5-10؛ 1:7-4)
ان المسيح هو اليوم رئيس كهنتنا الذي يشفع فينا بالصلاة.