رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نسمع في هذه الأيّام الصعبة العديد من العبارات التي تشوِّه الحقيقة، وتقدِّم للأسف معاني مقلوبة.. مثل: إنّنا أغلبيّة مُضطَهَدة، نريد أن نتساوي مع الأقليّة، ويقصدون بها المسيحيين.. وأتعجّب كيف تشوّهَت أذهان الكثيرين نتيجة التغذّي المستمرّ بالأكاذيب، والتحريض على كراهية الآخَر والتعالي عليه، مع خلل واضح في الموازين الفكريّة للبعض نتيجة التعاليم المتطرّفة.. حتّى صارت حالة الكثيرين تدعو للرثاء، وتؤثّر بشكل مباشر على سلام الوطن وازدهاره.. في محاولة مُختصَرة، أقدِّم لكل أحبائنا شركاء الوطن بعض الحقائق عن المسيحيين.. لعلّ معرفة الحقيقة الصادقة عن الآخَر تساهم في نجاح العلاقات بين الجميع، والمزيد من الانسجام والترابُط، من أجل النهوض ببلادنا الغالية مصر: أولاً: المسيحيون مصريون أصلاء يحبون وطنهم مصر ويطلبون رِفعته.. ويسعون دائمًا للمصلحة العامّة لبلادهم، فهم غير منحصرين في مصالحهم الضيّقة.. كما لا يعملون أيضًا لصالح أيّة أجندة خارجيّة، لأن انتماءهم الأصيل هو لبلادهم الغالية مصر، التي ليس لهم سواها.. وحتّى الذين يعيشون منهم خارج مصر، فحُب مصر يجري في دمهم، ويطلبون باستمرار نهضة وطنهم الأم، وهم على استعداد أن يقدّموا كل خبراتهم وإمكانيّاتهم لخدمة مصر. ثانيًا: المسيحيون من أكثر الفئات المصريّة التزامًا في أخلاقيّاتهم وفي أعمالهم. وعلى الرغم من سياسة الاستبعاد التي طالتهم طوال عقود من الزمن، إلاّ أن التزامهم وجدِّيتهم جعلهم ناجحين في أعمالهم الخاصّة، وسبب نهضة لبلدهم في كافّة المجالات التي يشاركون فيها. ثالثًا: المسيحيون يحبون التعمير ولا يوجَد في ثقافتهم أو في تاريخهم أعمال هدم أو حرق، فهُم يهتمُّون بالبناء والابتكار، ويشجِّعون الأنشطة المتنوِّعة واستثمار الطاقات والمواهب.. لذلك فعندما نرى أحد أبنيّة الكنائس مرتفعًا شامخًا وعلى مستوى راقٍ من الفن المعماري الجميل، لا يجب أن نغتاظ، بل بالأحرى نفهم أنّ المسيحيين مُبدِعون، وأنّه إذا أُتيحت لهم الفرصة كاملة بدون قيود سيقومون بتعمير مصر كلّها على أحدث مستوى..! رابعًا: المسيحيُّون يتميّزون بالأمانة في أي عمل يُسنَد إليهم وهذا أحد أسرار نجاحهم. فوصيّة الإنجيل تشجِّعهم: "كُن أمينا إلى الموت"(رؤ2: 10).. ومع أنّ الأمانة أصبحت عُملة صعبة في هذا الزمان الغارق في الفساد، إلاّ أنّ أغلبيّة المسيحيين متمسّكون بأمانتهم، ويحصدون منها بركة إلهيّة، ونموًّا وامتدادًا، على الرغم من كل الظروف المُعادية..! خامسًا: المسيحيّون صانعو سلام. فهم أبناء ملك السلام، الذي يمنحهم سلامه باستمرار.. فيمتلئون بالسلام، ويفيضون على الآخرين.. ولأن قلوبهم ممتلئة بالسلام فهم يسعَون دائمًا إلى صُنع السلام بين الناس، وبالتالي لا يمكن تصديق أيّة أكاذيب تُشاع عن أنّ كنائسهم مملوءة بالأسلحة، ويُعدُّون أنفسهم لحرب أهليّة مع إخوتهم المسلمين، فهذه التخاريف التي يتمّ إشاعتها من آن لآخَر يجب أن تُحتَقَر، بل ويُحاسَب مَن يروِّج لها بتهمة التحريض على الفِتنة وتعكير سلام البلاد. سادسًا: المسيحيُّون يحترمون القانون ولا يريدون أيّة استثناءات لصالحهم بالمخالفة للقانون ولكنهم أيضًا كأي بشر يحبُّون العدالة، ولن يقبلوا بأيّة قوانين أو إجراءات جائرة تأكل حقوقهم، أو تقيِّد حرّيتهم في عبادة الله بحسب عقيدتهم، أو تحول دون ممارسة شعائرهم الدينيّة بكل أمان.. سابعًا: المسيحيُّون لهم إله قوي، يحميهم ويدافع عنهم. فمهما بَدَوا أنّهم طيبون ومسالمون، فإنّ إلههم ليس ضعيفًا بل هو جبّار وكُلِّيّ القُدرة.. وهو يطمئنهم باستمرار قائلاً: "لا تنتقموا لأنفسكم.. لي النقمة أنا أجازي"(رو12: 19).. وقد قال سابقًا لأحد مضطهدي المسيحيين: "صعبٌ عليك أن ترفس مناخِس..!"(أع9: 5)، أي أنّه ليس في مصلحتك أن تصمّم على مواصلة الاصطدام بشيءٍ حاد وإلاّ ستُجرَح وسينزف جسدك.. وهي رسالة تحذيريّة من الله للجميع في كلّ الأجيال، لكي لا يظنّ أحدٌ أنّ المسيحيين بدون حماية.. وأحيانًا يأتي انتقامه مهولاً، وأحيانًا يصبر ليعطي فرصة لأولاده لأخذ بركة الآلام لأجل اسمه، ويعطي أيضًا فُرصة لتوبة المُقاوِمين لأنّه "يريد أنّ جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحقّ يُقبِلون"(1تي2: 4). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا تدعوني صالِحًا؟ | عظة للقمص يوحنا نصيف |
القداس الالهى للقمص يوحنا نصيف |
لحن أنا الصغير فى إخوتى - للقمص يوحنا نصيف |
أمدح فيكى يا مختارة - القمص يوحنا نصيف |
ترنيمة أنا السامرية - القمص يوحنا نصيف |