رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مصالحة بين السماء والأرض بقلم: البابا شنودة الثالث قبل ميلاد السيد المسيح كانت هناك خصومة بين السماء والأرض. مرت فترة طويلة كانت فيها شبه قطيعة بين السمائيين والأرضيين: لارؤي, ولا أحلام مقدسة, ولا أنبياء, ولا كلام من الله مع الناس, ولاظهورات مقدسة, ولاأية صلة واضحة.. كانت الأرض بعيدة عن السماء طوال تلك الفترة... كانت خطايا الناس كليالي الشتاء: باردة ومظلمة وطويلة: وكانت تحجب وجه الناس عنهم.. وكانت الخصومة بينهم وبين الله, يمثلها في الهيكل الحاجز المتوسط الذي لايستطيع أحد من الشعب أن يجتازه الي قدس الأقداس.. وزادت خطايا الناس حتي وصلت إلي عبادة الأصنام. واحتدم غضب الله عليهم, واستمرت القطيعة. ولم يحاول البشر أن يصطلحوا مع الله. ولم يعرفوا... *** ثم جاء السيد المسيح, فأقام صلحا بين السماء والأرض, وأرجع الصلة بينهما. وبدأت تباشير الصلح تظهر. وعادت العلاقة كما كانت من قبل, وأكثر... وأول شيء في تباشير هذا الصلح, هو كثرة نزول الملائكة الي الأرض, في مجيء المسيح وقبل مجيئه: ظهورات متوالية, فردية وجماعية, كسفراء من الله.. كما تهلل الملائكة بفرح عظيم, وأرادوا أن يشتركوا في بهجة هذا الميلاد العجيب: فظهر ملاك يبشر زكريا الكاهن بولادة يوحنا( لو1:11). وملاك يبشر القديسة العذراء بالحبل بالمسيح( لو1:26). وملاك ظهر ليوسف في حلم يبشره بحبل العذراء( متي1:20).. وملاك يبشر الرعاة بولادة المخلص( لو2:10). بالإضافة الي هذا جمهور من الملائكة ظهروا مسبحين الله وقائلين المجد لله في الأعالي, وعلي الأرض السلام, وفي الناس المسرة( لو2:14,13). *** إن ظهور الملائكة بهذه الكثرة, يدل علي أن العلاقات بدأت ترجع بين السماء والأرض. ويدل علي مشاركة الملائكة للبشر في الفرح وظهور الملائكة في فترة الميلاد كان مجرد طلائع للملائكة الذين ملأوا العهد الجديد.. ملائكة كانوا يخدمون السيد المسيح علي جبل التجربة( مر1:13), وملائكة القيامة الذين ظهروا للنسوة( لو24) ولمريم المجدلية(يو20) ومثل الملاكين اللذين طمأنا الرسل وقت صعود الرب(أ ع1:10)... كان هؤلاء جميعا طلائع تعرف بها الملائكة غير المرئيين المحيطين بنا الآن, الذين قال عنهم القديس بولس الرسول أليسوا جميعهم أرواحا خادمة, مرسلة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص(عب1:14) ولم تكتف السماء في صلحها مع الأرض بظهور سفرائها من الملائكة, بل امتدت الي الأحلام المقدسة بما فيها من توجيه ومن إعلان: اجتمع الأمران معا بالنسبة الي يوسف النجار: ملاك ظهر له في حلم ليخبره بالحبل المقدس( متي1:20). وملاك ظهر له في حلم يأمره بالذهاب الي مصر( متي2:13). ثم بعد ذلك ظهر له ملاك في حلم يأمره بأن يرجع من مصر الي بلاده( متي2:20). ولما خاف أن يذهب الي اليهودية بسبب أن أرخيلاوس كان يملك هناك, أوحي اليه في حلم أن ينصرف إلي نواحي الجليل, فذهب وسكن في الناصرة( متي2:22) كذلك بالنسبة الي المجوس, بعد أن قدموا هداياهم الي الطفل يسوع, أوحي اليهم في حلم أن لا يرجعوا الي هيرودس, فانصرفوا الي كورتهم(متي2:12). وحديث المجوس يذكرنا بظهورات مقدسة أخري. ونقصد النجم الذي ظهر للمجوس, وأرشدهم الي مكان المزود المقدس. وفي صلح السماء والأرض لم يقتصر الأمر علي ظهور الملائكة, والأحلام المقدسة, بل رجعت روح النبوة مرة أخري, من عمل الروح القدس في الناس. نقرأ عن يوحنا المعمدان في بشارة الملاك الخاصة به أنه من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس( لو1:15). وفي بشارة الملاك للقديسة العذراء, قوله لها الروح القدس يحل عليك, وقوة العلي تظللك(لو1:35). وفي زيارة العذراء لأليصابات قيل فلما سمعت اليصابات سلام مريم, ارتكض الجنين في بطنها, وامتلأت اليصابات من الروح القدس(لو1:41). وقيل عن زوجها زكريا ــ لما فكت عقدة لسانه امتلأ زكريا من الروح القدس وتنبأ (لو1:67). كذلك نقرأ عن سمعان الشيخ أنه كان رجلا بارا, والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي اليه بالروح بالقدس أنه لايري الموت قبل أن يري مسيح الرب(لو2:26) وكان من تباشير الصلح أيضا: رجوع المعجزات, والنبوة, والكشف الالهي. كان انفتاح رحم اليصابات العجوز العاقر هو معجزة. وكان الحكم بصمت زكريا الكاهن تسعة أشهر, ثم انفتاح فمه, معجزتين أخريين. كذلك أهم المعجزات حبل القديسة مريم بالمسيح وهي عذراء( لو1:35). وارتكاض الجنين بابتهاج في بطن اليصابات عند سماعها سلام مريم, كانت معجزة أخري وهناك الكشف الالهي لاليصابات في قولها لمريم العذراء من أين لي هذا, أن تأتي أم ربي إلي وقولها لنا أيضا طوبي للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب(لو1:45,43) ثم أيضا كثيرة هي المعجزات التي حدثت في مصر, عند زيارة العائلة المقدسة لها, مما قد رواه التاريخ, وبعد ذلك ما أعجب المعجزات وأكثرها, التي تمت علي يدي المسيح. كل هذا يدل علي أن يد الرب كانت قد بدأت تعمل في وقت ميلاد السيد المسيح الذي كان مقدمة لصلح السماء مع الأرض علي أن الصلح الحقيقي تم علي الصليب, بالفداء: حين محا الصك المكتوب علينا, وغفر لنا خطايانا التي كانت حاجزا بيننا وبين الله. وفتح لنا الطريق الي الأقداس... وهكذا تبررنا وصار لنا سلام مع الله( رو5:1) لأننا بالفداء قد صولحنا مع الله( رو5:10). ولكن ينبغي أن نحيا في حياة التوبة والنقاء, لنستمر في هذا الصلح, عارفين أن محبة العالم هو عداوة الله(يع4:4) لأن كل ما في العالم هو شهوة الجسد, وشهوة العيون, وتعظم المعيشة( ا يو2:16) لذلك فإن السيد المسيح أعطي وكلاءه علي الأرض خدمة المصالحة(2 كو5:18). وهكذا قال القديس بولس الرسول: اذن نسعي كسفراء عن المسيح, كأن الله يعظ بنا, نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله(2كو5:20) ونحن ننادي في بداية هذا العام: تصالحوا مع الله لأن الانسان الذي يحيا في الخطية, هو في عداوة مع الله. يحيا بعيدا عن الله. يكسر وصاياه, ويعصي أوامره الالهية. ويشعر بأن هناك حاجزا بينه وبين الله. ولايستطيع أن يصطلح معه إلا بالتوبة. ولايستطيع أن يقترب من السرائر الالهية إلا بالصلح مع الله لذلك نحن نبدأ القداس الالهي بصلاة الصلح. ونعني به الصلح مع الله, وبالتالي مع الناس أيضا. وهكذا أيضا فإن العالم الذي تطحنه المشاكل والحروب والضيقات, هو محتاج كذلك أن يصطلح مع الله, لكي يخلصه من كل هذا... من أجل هذا نصلي أن يرضي عن العالم, ويرفع عنه كل ضيقة, وأن يحفظ بلادنا مصر, ويباركها ويبارك قائدها الرئيس مبارك, ويجعل عهده عهد سلام ورخاء, كما يبارك كل العاملين في هذا الوطن العزيز وكل عام وجميعكم بخير |
16 - 05 - 2012, 01:33 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
ميرسى كتير ربنا يباركك
|
||||
14 - 11 - 2012, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مصالحة بين السماء والأرض
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنتقال مريم الى السماء وتتويجها سلطانة السماء والأرض (مدينة الله السريّة) |
السماء والأرض |
مصالحة السماء والأرض-البابا شنودة الثالث |
مصالحة بين السماء والأرض |
السماء والأرض |