ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانت الجلجثة يوم الصليب مكتظة بالناس أشكالاً وألوانًا. كثيرون أتوا بدوافع مختلفة مُتباينة: منهم مَنْ أتى بدافع الفضول وحب الاستطلاع، ومنهم مَن جاء بدافع التشفي والشماتة، ومنهم مَنْ كان يؤدي مهمة، ولكن هناك أيضًا كانت ”نساء عند الصليب“ يرفعن عيونهن الدامعة نحو المصلوب ناطقة بكل معاني المحبة والولاء والوفاء. كانت هذه الجماعة تتكون من أربع نساء، وكان معهن يوحنا الحبيب تلميذ المسيح الوفي. أما النساء الأربع فهن: مريم أم يسوع، وأخت أمه (وهي على الأرجح سالومي أم يعقوب ويوحنا ابني زبدي. ولم يذكر يوحنا اسمها، فكما تحاشى ذكر اسمه تواضعًا منه، هكذا أيضًا تحاشى ذكر اسم أمه)، والمرأة الثالثة هي مريم زوجة كلوبا، والرابعة مريم المجدلية. وللنساء الحق أن يفتخرن على الرجال لِمَا أظهرنه في حياة المسيح وفي موته. فلا نقرأ عن امرأة خانت المسيح أو أنكرته، ولا امرأة أهانت المسيح أو قاومته. بل على العكس، فبينما هرب تلاميذه الرجال كلهم، كان عند الصليب أكثر من امرأة. إنهن كن آخر مَن غادر المشهد في غروب يوم الصليب، كما كُنَّ أول مَن ذهب إلى القبر في فجر يوم القيامة. أَوَلَيس هذا عجبًا، أن يلوذ الرجال بالفرار وتبقى النساء صامدات؟! حقًا «قُسي الجبابرة انحطمت، والضعفاء تمنطقوا بالبأس» ( 1صم 2: 4 ). تأمل ـ أيها القارئ العزيز ـ ماذا تستطيع النعمة أن تعمل للضعيف وبالضعيف! فها صاحبات القلوب الواهنة الضعيفة يقفن في ثبات وشجاعة إلى جوار «مكروه الأمة»، لا يعبأن بالإهانة التي قد تلحقهن، ولا بالخطر الذي قد تتعرض له حياتهن، لعلهن يستطعن تخفيف أحزان «المُهان النفس» وآلامه. فإن ذلك المصلوب كان بحق هو محور حياتهن. قد يقول أحدنا إنه كان أيسر على النساء في ذلك اليوم العصيب، الوجود في مكان الصليب. وقد يكون لهذا القول نصيب من الصحة، لكن الشيء الجميل أنهن استخدمن تلك الإمكانية استخدامًا حسنًا. وما أجمل أن يبادر الواحد منا ليعمل الحسن الذي يعرفه، فإن «مَن يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل، فذلك خطية له» ( يع 4: 17 ). |
|