![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() الفصل الحادي عشر سبب آخر للتجسد . إذ عرف الله أن الإنسان بطبيعته لم يكن في مقدوره معرفته لكي يستطيع أن يجد فائدة من وجوده في الحياة, لقد خلقه على صورة الكلمة حتى يستطيع بذلك أن يعرف الكلمة. وبه يعرف الأب , أما هو فإذ احتقر هذه المعرفة هوى إلى العبادة الوثنية, تاركا الله غير المنظور واتبع السحر والشعوذة وذلك كله رغم إعلانات الله المتعددة عن نفسه. 1- وعندما خلق الله الضابط الكل الجنس البشري بكلمته, ورأى ضعف طبيعتهم, وأنها لا تستطيع من نفسها أن تعرف خالقها، أو تكون آيه فكرة عن الله على الإطلاق، لأنه بينما هو ( أي الله) غير مخلوق فقد خلقت الكائنات من العدم ، وبينما هو روح لا جسد له فقد خلق البشر، بطريقة أدنى، في الجسد، ولأن المخلوقات لم تستطع بأي حال أن تدرك وتعرف خالقها- لهذا تحنن الله على الجنس البشري على قدر صلاحه، ولم يتركهم خالين من معرفته، لئلا يروا أن لا منفعة على الإطلاق من وجودهم في الحياة. 2- لأنه آيه منفعة للمخلوقات أن لم تعرف خالقها؟ أو كيف يمكن أن تكون عاقلة بدون معرفة كلمة ( وفكر) الآب الذي أوجدهم في الحياة؟ لأنه أن كانت كل معلوماتهم محصورة في الأمور الأرضية فلا شئ يميزهم عن البهائم العديمة النطق. نعم ولماذا خلقهم الله لو كان لا يريدهم أن يعرفوه؟ 3- وتفاديا لهذا أعطاهم الله بصلاحه نصيبا من صورته- ربنا يسوع المسيح- وخلقهم على صورته ومثاله، حتى إذا ما رأوا تلك الصورة أي كلمة الآب ، استطاعوا أن يكونوا ، استطاعوا أن يكونوا فكرة عن الآب ، وإذا ما عرفوا خالقهم عاشوا الحياة الحقيقية السعيدة المباركة. 4- ولكن البشر في ضلالهم وتمردهم إذا تهاونوا- رغم كل هذا - بالنعمة التي أعطيت لهم ، تركوا الله كليا، واظلمت أنفسهم ، لا بمجرد فكرتهم عن الله، بل أيضا باختراعاتهم الكثيرة التي اخترعوها لأنفسهم الواحد تلو الآخر- لأنهم لم يكتفوا بأن يصوروا لأنفسهم التماثيل بدل الحق، ويكرموا المخلوقات - التي لم تكن من قبل- دون الله الحي- ويعبدوا المخلوق دون الخالق( رومية 1: 25، بل والأسوأ من الكل ، حولوا مجد الله إلى الخشب والحجارة، والى كل الأشياء المادية والى الإنسان، بل ذهبوا إلى أبعد من هذا كما بيننا في الرسالة السابقة. 5- ولقد بلغ بهم الفجور أنهم تقدموا لعبادة الشياطين، ونادوا بها آلهة ، متممين بذلك شهواتهم، فانهم كما ذكرنا آنفا قدموا محرقات من الحيوانات العديمة النطق، وذبائح من البشر كما يلائمهم، منحدرين بخطوات سريعة وراء نزعاتهم الجنونية. 6- من أجل هذا كثر بينهم تعليم فنون السحر، وأضلت العرافة البشر في أماكن متعددة, وأصبح كل البشر ينسبون سبب ميلادهم ، بل وجودهم إلى الكواكب وكل الأجرام السماوية ، إذ لم يفكروا إلا في المنظور. بالاختصار لقد أصبح كل شئ مشبعا بروح الكفر والاستباحة ، وصار الله وحده وكلمته غير معروف رغم أنه لم يخف نفسه من نظر البشر ولا أعلن نفسه بطريقة واحدة فقط, بل على العكس أعلن نفسه لهم بأشكال منوعة وطرق عدة . الفصل الثاني عشر ومع أن الانسان خلق في النعمة, الا أن الله إذ سبق فعلم ميله النسيان، أعد أعمال الخليقة لتذكرة بشخصه. والأكثر من ذلك أنه أعد الناموس والأنبياء الذين قصد بخدمتهم أن تكون لكل العالم ولكن البشر لم يلتفتوا الا لشهواتهم. 1- لأنه وان كانت نعمة مماثلة الصورة الالهية كافية في حد ذاتها معرفة الله الكلمة ، ومعرفة الأب به، الا أن الله، العارف ضعف البشر، أعد علاجا شافيا لإهمالهم، حتى إذا كانوا لا يعنون بمعرفة الله من تلقاء أنفسهم، استطاعوا بواسطة المخلوقات أن يتجنبوا الجهل بالخالق ( أو أن يعرفوا الخالق) 2- واذ تسفل اهمال البشر قليلا فقليلا الى السفليات، أعد الله مرة أخرى علاجا لضعفهم هذا، بارسال ناموس وأنبياء، رجال معروفين لديهم، حتى إذا ما تغافلوا عن أن يتطلعوا الى السماء ليعرفوا خالقهم، استطاعوا أن يتعلموا ممن يعيشون بينهم، لأن البشر يستطيعون أن يتعلموا من البشر بسهولة أكثر من السماوات 3- وهكذا كان في استطاعتهم، إذا ما تطلعوا الى السماء وأدركوا جمال الخليقة وتناسقها، أن يعرفوا مدبرها - كلمة الآب- الذي يعرف الأب للجميع بسلطانه على كل الأشياء والذي يحرك الأشياء لهذه الغاية عينها حتى يستطيع الجميع أن يعرفوا الله. 4- أو - ان لم يكن ذلك في مقدورهم - كان ممكنا لهم أن يلتقوا على الأقل بالقديسين، وبواستطتهم يعرفون الله جابل كل الأشياء، أبا المسيح ويعرفون أن عبادة الأوثان كفر بالله، ومملوءة من كل فساد 5- أو كان يسيرا عليهم أن يعيشوا حياة فاضلة خالية من كل رجس وفساد لو عرفوا الناموس. لأن الناموس لم يعط لليهود فقط. ولا أرسل الأنبياء الى اليهود فقط، الا أنهم كانوا قد أرسلوا الي اليهود واضطهدوا من اليهود، الا أنهم كانوا بمثابة مدرسة مقدسة لكل العالم لتعليم طريق معرفة الله وارشاد النفس. 6- ورغما عن عظمة جود الله ورحمته فقد خدع البشر بالملذات العابرة والغوايات والاغراءات التي أرسلتها الأرواح الشريرة، ولم يقاوموا الحق فقط، بل ثقلوا نير أنفسهم بالشرور والخطايا، فلم يعودوا يظهرون بعد كخليقة عاقلة ، بل دلت طرقهم على أنه مجردون من العقل. " الفصل الثالث عشر وهنا أيضا أكان ممكنا لله أن يسكت وأن يترك للآلهة الكاذبة تلك العبادة التي أمرنا بتقديمها اليه؟ أن الملك إذا عصيته الرعية يذهب اليهم بنفسه بعد أن يرسل اليهم الرسائل. فكم بالأحرى يعيد فينا الله نعمة مماثلة صورته. هذا ما لم يستطع البشر أن يتممواه لأنهم ان هم الا نموزج. لهذا كان لزاما أن يأتي " الكلمة نفسه ليجدد الخليقة وأيضا ليبيد الموت في الجسد 1- وإذ صار البشر مثل البهائم، وسادت غواية الشيطان كل مكان حتى حجبت معرفة الاله الحقيقي، فما الذي كان يفعله الله؟ أيسكت أمام هذا الأمر الجسيم، ويدع البشر يضلون بتأثير الأرواح الشريرة ، ولا يعرفون الله؟ 2- ما هي الفائدة من خلقة الانسان أصلا على صورة الله؟ كان خيرا له لو أنه خلق على صورة البهائم العديمة النطق من أن يخلق عاقلا ناطقا ثم يعيش بعد ذلك كالبهائم 3- وهل كانت هنالك ضرورة مطلقا أن يعطي الإنسان فكرة عن الله في بداية الأمر؟ لأنه أن كان حتى الآن غير مستعد أن ينالها فكان الأولى لأن لا تعطى له من البداية. 4- وماذا ينتفع الله الذي خلقهم وكيف يتمجد ان كان البشر الذين خلقهم لا يعبدونه، بل يتوهمون أن بعض الخلائق الأخرى هي التي خلقتهم؟ لأنه بهذا يبرهن الله أنه قد خلقهم لا لنفسه بل للآخرين. 5- ومرة أخرى نسوق هذا التشبيه : أن أي ملك من ملوك الأرض – وهو مجرد انسان بشري- إذا امتلك بلادا لا يتركها لآخرين لكي تخدمهم، ولا يتنازل عنها لغيره، ولكنه ينذر أهلها برسائله، ثم يتصل بهم بواسطة الأصدقاء مرارا، وإذا اقتضى الأمر يذهب اليهم بشخصه كآخر وسيلة يلجأ اليها لتوبيخهم – كل ذلك لكي لا يخدموا آخرين فيذهب عمله هباء منثورا. 6- أفلا يشفق الله بالأولى على خليقته كي لا تضل عنه وتعبد الأشياء الباطلة التي لا وجود لها، مادام تبين أن ضلالهمقد سبب تلفهم وخرابهم، ولم يكن لائقا أن يهلك أولئك الذين كانوا وقتا ما شركاء في صورة الله. 7- اذن فما الذي كان ممكنا أن يفعله الله؟ وماذا كان ممكن أن يتم سوى تجديد تلك الخليقة التي كانت في صورة الله وبذلك يستطيع البشر مرة أخرى أن يعرفوه؟ ولكن كيف كان ممكنا أن يتم هذا الا بحضور نفس صورة الله – ربنا يسوع المسيح؟ كان ذلك مستحيلا أن يتم بواسطة البشر لأنهم لم يخلقوا على صورة الله – لهذا أتى كلمة الله بشخصه لكي يستطيع – وهو صورة الآب – أن يجدد خلقة الانسان على مثال تلك الصورة 8- ثم أن ذلك لم يكن ممكنا ان يتم أيضا دون القضاء على الموت والفساد 9- ولذلك كان واثقا بطبيعة الحال أن يأخذ جسدا قابلا للموت حتى اذا ما أباد الموت فيه نهائيا أمكن تجديد البشر الذين خلقوا على صورته. اذن لم يكن كفؤا لهذه الحاجة الا كلمة الآب الفصل الرابع عشر ان فسد الرسم وجبت إعادته من الوصرة الأصلية, وهكذا أتى أبن الآب لكي يطلب ويخلص ويجدد الحياة ولم تكن هنالك طريقة أخرى ممكنة لأن الانسان إذ طمس بصيرته بنفسه، لم يستطع أن يبصر لكي يشفي وشهادة الخليقة فشلت عن تحفظه أو ترده عن ضلاله أما الكلمة فهو وحده الذي استطاع أن يتمم هذا ولكن كيف؟ ليس الا بإعلان نفسه كإنسان. 00000 1- وإن تلطخت الصورة المرسومة على الخشب بالأدران من الخارج وأزيلت، فلابد من حضور صاحب الصورة نفسه ثانية لكي يساعد الرسام على تجديد الصورة على نفس اللوحة الخشبية لأنه اكراما لصورته يعز عليه أن يلقي بتلك اللوحة, وهي مجرد قطعة خشبية بل يجدد عليها الرسم. 2- وعلى هذا المثال عينه أتى الى عالمنا ابن الآب الكلي القداسة اذ هو صورة الآب، لكي يجدد خلقة الانسان الذي خلق مرة على صورته – ويجده كضال بمغفرة الخطايا، كما يقول هو نفسه في الإنجيل : " أني جئت لكي أطلب وأخلص الضال (لوقا 19: 10) ومن أجل هذا قال أيضا لليهود : " أن كان أحد لا يولد ثانية" ( يوحنا 3: 3و5) وهو لا يقصد بهذا – كما ظنوا – الولادة من امرأة، وإنما قصد التحدث عن إعادة ميلاد النفس ، وتجديد خلقتها على مثال صورة الله. 3- ولكن إن كانت العبادة وثنية والمعتقدات الألحادية قد سادت العالم، وان كانت معرفة الله قد أخفيت، فمن ذا الذي كان يقوم بتعليم العالم عن الآب؟ أن قال أحد أن هذه هي مأمورية الانسان أجبناه أنه لم يكن في مقدور الانسان أن يجتاز الى كل مكان تحت الشمس، لأنه ليست لديه القوة الجسدية التي تمكنه من أن يركض بهذه السرعة، ولا هو يستطيع أن يدعي المقدرة على القيام بهذا الأمر، ولا هو يستطيع من تلقاء نفسه – مقاومة غواية الأرواح الشريرة وحيلها. 4- لأنه إذا انحرف الجميع في تيار غواية الشيطان وأباطيل الأوثان فكيف كان ممكنا لهم أن يربحوا نفس الانسان وعقلهوهم عاجزون حتى عن رؤية النفس والعقل، وكيف يتاح لشخص أن يجدد ما لم يبصره. 5- ولعل أحد يقول أن الخلقة كانت كافية. ولكن لو كانت الخلقة كافية لما حدثت كل هذه الشرور الجسيمة مطلقا، لأن الخلقة كانت موجودة فعلا، وكان البشر لا يزالون يتخبطون في نفس الضلالة عن الله 6- فالى من أذن كانت تدعو الحاجة الا لكلمة الله الذي يبصر النفس والعقل، والمحرك لكل ما في الخليقة وبها يجعل معرفة الآب ظاهرة لأن كان بعلم البشر عن الآب بأعمال عنايته وبتدبيره لكل الأشياء، هو الذي يستطيع أن يجدد ذلك التعليم عينه 7- وكيف كان ممكنا أن يتم هذا؟ رب امرئ يقول أنه كان أي بأعمال الخليقة ولكن هذه لم تعد وسيلة مضمونة بل بالعكس أن البشر سابقا رفضوا أن يبصروها، ولم يعودوا يشخصون بأبصارهم الى فوق بل الى أسفل. 8- لهذا اذ ابتغى منفعة البشر كان طبيعيا أن يأتي الينا كإنسان آخذا لنفسه جسدا كسائر البشر، ليعلمهم من الأمور الأرضية – أي بأعمال جسده- حتى يستطيع من لا يدرون أن يعرفوه من أعمال عنايتهوسلطانه على كل الأشياء أن يبصروا الأعمال التي عملها بجسده الفعلي، ويعرفون كلمة الله الحال في الجسد، وفيه يعرفون الآب. الفصل الخامس عشر وإذ رأي " الكلمة" أن البشر حصروا في الأمور الجسدية تنازل الى مستوى تفكيرهم وأخذ جسدا والتقى بأحساساتهم في منتصف الطريق. وسواء اتجهت ميولهم الى عبادة الطبيعة أو البشر, أو الأرواح الشريرة، او الموتى فقد أظهر نفسه ربا على كل هؤلاء. 1- وكما أن المعلم الصالح – الذي يعني بتلاميذه- يتنازل الى مستواهم، أن رأى البعض منهم لم يستفيدوا بالعلوم التي تسمو فوق ادراكهم، ويقدم اليهم تعاليم أبسط، هكذا فعل كلمة الله كما يقول بولس أيضا ( إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف بحكمته استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة (1كو21:1) 2- لأنه إذ رأى أن البشر رفضوا التأمل في الله، وانحطت نظراتهم الى أسفل كأنهم قد غاصوا في العمق، باحثين عن الله في الطبيعة وفي عالم الحسيات، ومخترعين لأنفسهم آلهة من البشر الق5ابلين للفناء ومن الجن – لهذا فان مخلص الكل محب، كلمة الله أخذ لنفسه جسدا وكإنسان مشى بين الناس، وقابل احساسات البشر في منتصف الطريق وحتى يستطيع من يتخيلون الله هيوليا (1) أن يدركوا الحق بما يعلنه الرب في جسده، ويدركوا الآب فيه. 3- وهذا لأن البشر هم بشر، ولأن كل أفكارهم أصبحت بشرية ففي كل الأمور التي ركزوا فيها احساساتهم وجدوا أنفسهم قوبلوا في منتصف الطريق وعلموا الحق من كل ناحية. 4- فإن نظروا الى الخليقة بدهشة ورهبة رأوهاتعترف بالمسيح ربا وان اتجهت عقولهم نحو البشر ليتوهموا أنهم آلهة وجدوا أن أعمال المخلص – ان قارنوا بأعمال البشر- قد أظهرته وحده ابن الله دون سائر البشر، لأنه لم يقم بينهم قط من استطاع أن يأتي الأعمال التي عملها كلمة الله. 5- وا انحرفوا الى الأرواح الشريرة وجب أن يدركوا بعد أن رأوا الكلمة يطردها، أنه وحده هو الله ، وأن تلك الأرواح لا شئ. 6- وان انحدرت عقولهم فوصلت الى الأموات حتى عبدوا الأبطال والآلهة التي تحدث عنها الشعراء، وجب بعد أن رأوا قيامة المخلص، أن يعترفوا أن تلك آلهة كاذبة، وأن الرب وحده هو الاله الحق.. كلمة الآب، وهو رب الموت أيضا. 7- لهذا السبب ولد وظهر كإنسان، ومات، وقام ثانية بعد أن غطى بأعماله كل أعمال البشر الذين سبقوه، حتى إذا ما اتجهت أفكار البشر الى أية ناحية استطاع أن يستردهم من هذه الناحية ويعلمهم عن أبيه الحقيقي، كما يقول عن نفسه : " أنا قد جئت لكي أطلب وأخلص ما قد هلك لوقا 10:19 الحواشي (1) أي ذا جسد الفصل السادس عشر إذا فقد جاء لكي يجذب أنظار البشر الحسية اليه كإنسان وبذلك يقودهم لكي يعرفوه كإله. 1- لأنه إذا انحط فكر البشر نهائيا إلى الأمور الحسية فقد توارى الكلمة بظهوره في الجسد ، لكي يستطيع كإنسان أن ينقل البشر الى ذاته, ويركز إحساساتهم في شخصه وإذ يتطلع اليه البشر كإنسان, فإنه يقنعهم بالأعمال التي عملها أنه ليس مجرد إنسان بل هو اله أيضا، وكلمة الله الحق وحكمته. 2- وهذا أيضا ما قصد أن يشير اليه "بولس" أذ يقول " وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين وما هو الطول والعرض والعمق والعلو وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا الى كل ملء الله ( أفسس 3: 17-19 3- لأن كل الأشياء امتلأت من معرفة الله بإعلان (الكلمة) نفسه في كل ناحية – فوق وتحت- في العمق والعرض. أما فوق ففي الخليقة وتحت في التأنس, وفي العمق بنزوله الى الجحيم، وفي العرض أي في العالم، لقد امتلأت كل الأشياء من معرفة الله. 4- ولهذا السبب أيضا فإنه لم يتمم ذبيحته عن الكل بمجرد مجيئه مباشرة بتقديم جسده للموت وإقامته ثانية ، لأنه لو فعل ذلك لجعل ذاته غير ظاهرة، ولكن صبر نفسه ظاهرا جدا بالأعمال التي صنعها وهو في الجسد. بهذه الأعمال التي عملها والعلامات التي أظهرها ، لم يعد معروفا بعد كإنسان، بل كالله (الكلمة) 5- لأن المخلص بتأنسه تمم عمليتي المحبة (أولا) برفع الموت عناوتجديدنا ثانيا (ثانيا) باعلان نفسه وتعريف ذاته بأعماله بأنه كلمة الآب، مدبر وملك الكون، إذ كان غير ظاهر ولا منظور |
||||
![]() |
|