منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 05 - 2012, 08:55 AM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

ابراهيم و لوط
ابراهيم و لوط
كان لوط قد انفصل عن ابراهيم كما عرفتم قبلاً، فبينما كانابراهيم يسكن في خيمة في أرض كنعان، كان لوط قد ذهب ليسكن في منزل في مدينة سدوم.
وذات يوم جاءت لكل منهما رسالة من الله. وكانت رسالة الله لإبراهيم خبراً طيباً، أما رسالته إلى لوط فكانت خبراً محزناً.
كان ذلك اليوم من أيام الصيف الشديدة ارة، ولكن تحت الشجرة التي ضرب عندها ابراهيم خيمته كان الجو في الظل رطباً منعشاً
ومن على بعد جاء ثلاثة رجال لابسين ملابس بيضاء لامعة. ولم يعرفهم ابراهيم، ولكنه قام لاستقبالهم لأنهم كانوا يتجهون في سيرهم نحو بيته. ولما اقترب منهم سألهم بأدب قائلاً: " ألا تدخلون خيمتي فتستريحوا قليلاً؟ لربما انتم في حاجة إلى شيء من الطعام والشراب"
وقاد ابراهيم الرجال الثلاثة إلى مكان ظليل، أفضل مكان وجده، وقدم لهم بعض الطعام من اللحم اللذيذ والخبز الطازج، ثم أحضر لهم ماء بارداً ليشربوا.
ومع أن ابراهيم لم يكن يعرف من هم ضيوفه الثلاثة، إلا أنه اعتنى براحتهم حسناً.
وبدا أحد الرجال الثلاثة كالسيد العظيم القدر والاثنان الآخران وكأنهما خادمان له.
وفجأة نظر ذلك الشخص المهيب إلى ابراهيم وسأله: " أين سارة زوجتك؟"
واجاب ابراهيم: " إنها هنابراهيم و لوط اك في تلك الخيمة" واشار بيده إلى خيمتها.
وقال الضيف: " سأعود إلى هنا بعد سنة من الآن، وعندئذ سيكون لسارة زوجتك ابن" فلما سمع ابراهيم هذا الكلام فرح جداً، والآن عرف ابراهيم من هو الشخص الجالس معه في ظل الشجرة إنه الرب نفسه.
ما أعظم هذا أن يأتي الرب بنفسه مع اثنين من ملائكته ليخبره بهذه البشرة السارة. قريباً من خيمتها هو الرب. لقد كانت تسمع الحديث الذي يجري بينهما، وسمعت ما قاله عن أنها سيكون لها ابن، ولكنها لم تستطع أن تصدق ما سمعت. وفكرت في نفسها قائلة:" ها أنا قد شخت" ثم هزت رأسها وضحكت. كانت سارة في يقة تضحك من الله!
وسأل الرب: " لماذا ضحكت سارة؟ هل يصعب على الله شيء؟ ".
وكذبت سارة لأنها خافت وقالت: " أنا لم أضحك".
ولكن الرب يعرف كل شيء ولا يغلط أبداً. فقال لسارة:" سارة، يجب الا تكذبي أبداً. أنت ضحكت، وعلى كلٍ فإن ما قلته لك سيحدث بكل تأكيد.".
وحان الوقت لكي يستأنف الرجال الثلاثة طريقهم، وسار معهم ابراهيم بعض الطريق، فوصلوا جميعاً إلى قمة تل مرتفع يستطيعون منها أن يروا مدينة سدوم على بعد، وبجانبها مدينة عمورة.
وقال الرب:" يا ابراهيم، لأنك صديقي سأخبرك بشيء. أنا ذاهب الآن إلى مدينتي سدوم وعمورة، لأرى إن كان سكانهما ما زالوا اشراراً ويكرهون الله. فان وجدتهم كذلك، فإني سأعاقبهم... سأدمر هاتين المدينتين الشريرتين.".
ودهش ابراهيم لدرجة أنه لم يستطع أن ينطق بكلمة. هل سيدمر الله حقيقة هاتين المدينتين تدميراً تاماً؟ لا شك أنهما تستحقان التدمير، ولكن ماذا بشأن لوط. إنه يسكن هناك وهو ليس ملحداً مثلهم ينكر وجود الله. إنه يحب الرب وربما يوجد هناك من هم مثله.
وسجد ابراهيم على ركبتيه أمام الرب وقال: " يا سيد! ربما يوجد البعض في سدوم ما زالوا يحبونك، ربما يوجد خمسون."
وأجابه الرب:" إن وجدت خمسين في المدينة يحبونني، سأصفح عن كل المدينة".
وفكر ابراهيم أنه قد يوجد أقل من خمسين فقال للرب: " وماذا إن كان فيها خمسة وأربعون ؟".
وقال الله :" سأصفح عن المدينة إن وجد فيها خمسة وأربعون"ابراهيم و لوط
وسأل ابراهيم: " ربما يوجد أربعون فقط".
وقال الرب:" عندئذ لا أعاقب المدينة".
وقال ابراهيم: " ربما لا يوجد سوى ثلاثين".
وأجاب الله :" حتى في هذه الحالة سأنقذ المدينة".
وقال ابراهيم:" آه يا رب، لا تغضب مني... لكن ربما يوجد فيها عشرون فقط من الناس الذين يحبونك ويعبدونك".
وأجاب الرب:" إن وجدت عشرين من هؤلاء لا اعاقب المدينة"
ولم تكن لإبراهيم الشجاعة الكافية أن يقول أكثر مما قال، ولكنه كان يعرف أن الرب طيب وصالح. لذلك سأل مرة أخيرة وبكل احترام قائلاً: وماذا يا رب ان كان يوجد هناك عشرة اشخاص فقط يحبونك؟".
وسمع ابراهيم الرب يقول له: " إن كنت أجد عشرة اشخاص يحبونني في كل سدوم، فلن أدمر المدينة من أجل العشرة."
ولما تشجع ابراهيم ونظر إلى أعلى، وجد نفسه وحيداً، وهناك على بعد مسافة كان الملاكان يسيران نحو سدوم.
وسار ابراهيم راجعاً إلى بيته ببطء وهو حزين يفكر في سدوم، ولكنه عندما وصل إلى الخيمة تذكر البشرى السارة التي أتى الرب بنفسه ليخبرهما بها. أما سارة فلم يتسرب اليها الشك في ان سيكون لها طفل.
وانتظر ابراهيم وسارة معاً الطفل الذي وعدهما به الله.
أما لوط فقد حمل له الملاكان خبراً سيئاً. كانت مدينة سدوم يحيط بها سور مرتفع، وبالسور بوابة، ولم تكن هناك طريقة لدخول المدينة إلا عن طريق تلك البوابة.
ولما وصل الملاكان إلى سدوم كان الظلام قد حل. وهناك عند بوابة سدوم كان يجلس لوط مع بعض رجال سدوم.
فلما رأى لوط الرجلين الغريبين، قال في نفسه: يجب علي أن اهتم بأمر هذين الغريبين حتى لا يؤذيهما رجال سدوم الأشرار.
وأخذ لوط الرجلين إلى بيته وقدم لهما طعاماً ودعاهما لقضاء الليلة عنده. وفجأة سمع لوط ومن معه ضجة عظيمة خارج المنزل. كان هناك طرق شديد على الباب، و مرتفع يقول: " أين الرجلان الغريبان؟ إننا أتينا لنأخذهما. افتح الباب يا لوط واتركنا نهتم بأمرهما".
وكان رجال سدوم قد أحاطوا بالمنزل حتى لا يستطيع أحد أن ينخرج منه، وكانوا يتصايحون في غضب. كان الرجال اشراراً جداً، ولم يكن الرجلان الغريبان في أمان من شرهم. ولم يكن لوط خائفاً. فخرج من منزله وقال لأولئك الرجال الأشرار: لا تؤذوا هذين الغريبين فإنهما لم يؤذيا أحداً منكم. هلابراهيم و لوط فعلا بكم شراً؟
ولم تأتِ كلمات لوط بفائدة. فقد ازداد أشرار سدوم غضباً وصاحوا في وجهه: ماذا! أتريد أن تعلمنا ما يجب أن نفعل وما لا يجب؟ تعال إلينا فنفعل بك أشر.
وهجم الرجال على لوط، ولكن الملاكين جذباه إلى داخل المنزل وأغلقا الباب بالقفل وعنذئذ حدثت معجزة!
فقد أراد رجال سدوم الأشرار أن يحطموا الباب، ولكنهم لم يستطيعوا أن يروا الباب. وبالرغم من أنهم بحثوا عنه كثيراً، لم يجدوه. فقد ضربهم الملاكان بالعمى وبعد أن تعبوا من البحث. انصرفوا. وهكذا حفظ الله لوطاً ومن معه.
عندئذ أخبر الملاكان لوطاً عن الغرض من مجيئهما، وقالا انهما أتيا ليعاقبا أهل سدوم لأنهم أشرار جداً، وصرحا للوط بأنهما سيهلكان المدينة وكل من فيها.
وكان هذا الخبر رهيباً وارتعب لوط بسببه.
وقال الملاكان:ولكن يمكنك أن تنجو يا لوط. ولكي تنجو يجب عليك أن تخرج من المدينة وتبتعد أنت وزوجتك وابنتاك.
وبالكاد استطاع لوط أن يصدق الخبر! أصحيح يجب عليه أن يخرج من المدينة؟! وماذا فيما يختص ببيته؟ هل سيتحطم هو أيضاً؟ وماذا بخصوص غنمه وبقره وحيواناته الأخرى؟ هل عليه أن يتركها أيضاً؟ لقد اشتغل كثيراً بجد وتعب حتى حصل عليها وصار غنياً، فهل لا بد له من ترك كل شيء ويصبح فقيراً؟
ولم يستطع لوط أن يقرر ماذا يفعل. إنه لا يريد أن يترك المدينة، لأنه يحب بيته وممتلكاته الكثيرة الأخرى.
وبدأ النور يشع في الخارج، فقد مضى الليل وجاء يوم عقاب سدوم.
وقال الملاكان للوط: " أسرع يا لوط بالخروج وإلا فأنت أيضاً ستهلك." ولكن لوطاً ظل جالساً وكأنه لا يسمع كلام الملاكين.
عندئذ امسك الملاكان بيده وسحباه إلى الخارج هو وزوجته وابنتيه وساروا جميعاً إلى خارج المدينة.
وصاح الملاكان: " والآن اهربوا لا تتوقفوا عن السير. ولا تنظروا إلى الوراء فإنكم إن نظرتم إلى الخلف ستموتون".
وبدأ الأربعة حينئذ يجرون. وبدأت الأرض خلفهم تتزلزل ونزلت نار من السماء واشتعلت البيوت بالنار، وتهدمت كل المدينة، ثم انشقت الأرض وابتلعت المدينة بأكملها. وهكذا هلك كل سكان سدوم الأشرار، وعاقبهم الله على خطاياهم.
والمكان الذي كان قبلاً مدينة سدوم هو اليوم بحيرة مالحة واسعة تسمى الآن " البحر الميتابراهيم و لوط "
ونجا لوط وابنتاه. ولكن ماذا حدث لزوجته؟ آه إنها لم تكن مطيعة.
لقد أراد الله أن يخلصها هي أيضاً من الهلاك، ولكنها كانت تفكر فقط في بيتها الجميل وفي حليها الذهبية. ولم تحتمل أن تتركها وراءها، ولذلك نظرت إلى الوراء، وفي الحال وقع عليها عقاب فظيع فهلكت هي الأخرى. مسكينة زوجة لوط!
واستيقظ ابراهيم مبكراً في ذلك الصباح وتسلق التل لينظر ناحية سدوم. كانت سحابة كثيفة من الدخان تغطي الأرض، ولم يكن هناك أثر لمدينة سدوم. حينئذ عرف ابراهيم أنه لم يكن في كل مدينة سدوم ولاحتى عشرة رجال يحبون الله.
أما لوط فذهب هو وابنتاه ليسكنوا في الجبال. لقد كان كل همه أن يصير غنياً، أما الآنه فهو يسكن في كهف كرجل لا يملك شيئاً. كان يحب بيته وأمواله وقطعانه من الغنم والبقر، أما الآن فقد فَقَدَ كل شيء. ولكنه كان يحب الرب، ولذلك لم يخسر الرب. كان الله ما زال معه وصديقاً له.

عندما يكون الله معك، فأنت لست فقيراً.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أمانة اللص - المعلم ابراهيم عياد - الشماس انطون ابراهيم عياد
ايها الابن الوحيد الجنس - المعلم ابراهيم عياد - الشماس انطون ابراهيم عياد
ابراهيم
ترنيمه آمين آمين تناهتى /ابراهيم وانطون ابراهيم عياد aghapy
لحن خين افران للمعلم ابراهيم عياد و انطون ابراهيم عياد


الساعة الآن 10:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024