رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بطاركة صنعوا تاريخا ما بين أثناسيوس الرسولي..والبابا شنودة القمص روفائيل سامي جريدة وطنى 11 يوليو 2010 يصنع التاريخ نفسه أحيانا برجال عرفوا طريق النور والمعرفة يسطرون بين صفحاته بمداد من ذهب لإعلان حقائق إيمانية أو عقائدية أو ليجولوا بين أيامه طارحين علي البشر أنشودة الحب والسلام وأحيانا يحفرون علي صخوره الإيمان بالإله الواحد محاربين من يشكك في وحدته أو طريق خلاصه أو من يريد أن يزلزل تلك القوة الإيمانية التي لاتعرف إلا الإله الواحد الذي نعبده جميعا وإني أعتبر كل من ساهم في ذلك أنه صنع تاريخا ومن هؤلاء كان الآباء البطاركة الذين حظيت بهم الكنيسة القبطية منذ فجر المسيحية وحتي الآن... نعم إنهم قليلون علي عدد السنين فهم 117 بطريركا ولكنهم نجوم سطعت بهم سماء التاريخ فحفظناهم في قلوبنا فخرا بهم . القديس البابا أثناسيوس الرسولي: ولد هذا القديس في نهاية القرن الثالث الميلادي ما بين 295-298م في أحضان صعيد مصر ونزح إلي أغلي بقعة من ترابها المقدس مدينة الإسكندرية التي شهدت تاريخ أعظم بطاركة الكنيسة القبطية بداية من دم مامرقس وحتي الآن وهو تواجه وتحسم وتشهد وتحتمل ومات والداه كما والحال بالنسبة للبابا شنودة الثالث وتربي في أحضان الكنيسة وتحت رعايتها ممثلة في قداسة البابا ألكسندروس الذي أدخله المدرسة الإكليريكية التابعة للبطريركية واعتني به فدرس العلوم اللاهوتية والعقائدية وتتلمذ علي أيدي أكيمنضس وأوريجانوس وتعمق في دراسات أخري منها علم المنطق والفلسفة اليونانية والخطابة والقانون الروماني وغير ذلك من العلوم الرعوية وتقابل القديس أثناسيوس مع القديس أنطونيوس أب جميع الرهبان ومكث معه أكثر من ثلاث سنوات وكتب خلالها كتاببطلان الأوثان-ووحدانية الله وبعد ذلك رسمه البابا شماسا خاصا له فكان عينه ويديه وأذنه ولسانه وقلبه النابض وقام الشماس أثناسيوس بتنظيم أعمال البطريركية وبعد ذلك رسمه قداسة البابا قسا وكان أصغر الحضور في مجمع نيقية سنا ودافع بكل قوة أمام المجمع المسكوني الكبير الذي حضره118 أسقفا حتي قال سقراط عنه في ك2ف387:إن فصاحته في نيقية جلبت عليه كل البلايا.وقال عنه القديس باخوميوس:إنه سيواجه آلاما كثيرة في خدمة الديانة الحقة. القديس أثناسيوس بطريركا في الأيام الأخيرة من خدمة البابا ألكسندروس جمع الآباء الأساقفة والمطارنة وأوصاهم برسامة القس أثناسيوس بطريركا من بعده. ولما تنيح البابا ألكسندروس توجه الشعب لإحضاره فوجدوا أثناسيوس هرب منهم إلي الصحراء وبعد بحث طويل وجدوه عند الأنبا أنطونيوس وحضروا به إلي الكنيسة المرقسية وأغلقوا عليه الأبواب ووضعوا عليه الأيدي وكان عددهم حوالي 50 أسقفا في شهر بشنس عام 43ش وقضي قداسته سنين طويلة في الخدمة والرعاية يجول بين بلاده معلما ومدبرا ومحتملا للنفي الذي طاله خمس مرات والاعتداء عليه بالسب والتهم المزيفة ولم يطل عدو الخير منه نصيبا فكان الرب يقويه وينصره ومع أنه لم يتعد علي عمره وقت رسامته الثلاثون عاما إنما احتمل الكثير وحافظ علي الإيمان المستقيم كما أنه عاصر جناحي الرهبنة في مصر وجالسهم وهم الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس ولا تنسي الكنيسة أن البابا أثناسيوس هو أول من رسم أول مطران لإثيوبيا وهو الأنبا سلامة. وفي نهاية أيامه صمتت الإنسانية أمام مشيئة الله الذي يصنع لكل جيل رجاله الذين يسطرون للتاريخ سطورا مضيئة صانعين تاريخا فتنيح البابا أثناسيوس العشرون في تعداد البطاركة عن عمر يناهز نيفا وسبعين عاما قضي منها حوالي نصف قرن بطريركا وعاصر 16 إمبراطورا ودفن في دير المغارة بالإسكندرية ثم نقل جسده إلي روما والآن موجود رفات من جسده أسفل الكاتدرائية الكبري بالعباسية وترك لنا هذا القديس حوالي 83 مؤلفا منهاتجسد الكلمة -ومقالات الرد علي الأريوسيين-رسالة عن الروح القدس-ورسالة إلي اليونانيين-ورسائل أثناسيوس الفصحية-سيرة القديس أنطونيوس-الأسفار الإلهية-رسالة في المزامير-رسائله إلي باسيليوس- قوانين القديس أثناسيوس-دفاعه أمام كوستنطس-دفاعه عن الهروب-رسائله إلي أساقفة مصر وليبيا- ورسائل متنوعةقيل عن القديس أثناسيوس إن سمعت كلمة لأثناسيوس ولم تجد قرطاسا لتكتب عليه فاكتب علي قميصك ولقبوه بحامي الإيمان وضد العالم وأعظم لاهوتيي الكنيسة القبطية كما صنع الميرون المقدس ووزعه علي كل كنائس مصر نعم صنع تاريخا وهو البطريرك العشرون في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية. قداسة البابا شنودة الثالث وجدت وبدون مجاملة في التاريخ كثيرا من أوجه الشبه ورأيت أن التاريخ يعيد نفسه ويرجع بنا بعد مرور ستة عشر قرنا من الزمان بأثناسيوس آخر يصنع تاريخا حديثا للكنيسة القبطية ألا وهو قداسة البابا شنودة الثالث المولود أيضا في صعيد مصر قرية سلام التابعة لمحافظة أسيوط في 3 أغسطس عام 1923م والذي تركه أبواه وهو طفل ليتربي في أحضان الكنيسة ويلتحق بجامعة فؤاد الأول ليحصل علي ليسانس آداب بدرجة ممتاز عام 1948م ثم يتخصص في دراسة التاريخ ويلتحق بالإكليريكية ليدرس ويتعمق في الدراسات اللاهوتية وكان تلميذا ومعلما في وقت واحد وكان في كنائس شبرا مصر خادما ومعلما ومعاصرا للأرشيدياكون حبيب جرجس ويدرس في الكلية الإكليريكية ويخرج من بين يديه آباء وخدام أصبحوا الآن أعمدة في الكنيسة ثم يذهب إلي البرية طالبا الرهبنة ويقيمه الرب راهبا في 18 يوليو عام 1954 ليعيش في نسك القديس أنطونيوس ويحمل اسمه راهبا فلم يغادر الدير لمدة عشر سنوات ويعيش في مغارة بعيدة عن الدير متوحدا كانت تبعد عن الدير بحوالي 7 أميال ليؤكد للتاريخ أنه أثناسيوس جديد لعالم جديد يحتاج إلي تعليم في ثوب جديد ويتدرج إلي أن يصل في الدير إلي أمين الدير ومكتبته ويفكر البابا كيرلس في من يتحمل المسئولية بعده فيعده ويقيمه سكرتيرا خاصا له ثم يجعله أسقفا للتعليم والمعاهد اللاهوتية والتربية الكنسية في 30 سبتمبر عام 1962 وكان أول أسقف للتعليم في العصر الحديث وبعد نياحة البابا كيرلس السادس وفي عام 1971م وفي اليوم الرابع عشر من نوفمبر وبعد اجتياز القرعة الهيكلية تم تجليس قداسة الباب شنودة الثالث بطريركا للكنيسة القبطية خليفة للقديس مرقس الرسولي. ومنذ هذا التاريخ انطلقت النهضة الروحية علي يد البابا شنودة الثالث الذي أخرج نور التعليم الأرثوذكسي إلي بلاد المهجر وأقام أساقفة مؤهلين للخدمة وأنشأ كليات لاهوت متعددة في كل الكرازة وخاضت الكنيسة القبطية في زمانه بحار المسكونية ومجامعها مرة أخري لتؤكد ريادتها للعالم وتتصدر قائمة الكنائس المحافظة علي الإيمان والعقيدة ولقب العالم قداسته إنه معلم الأجيال لمواظبته علي محاضراته الأسبوعية في القاهرة والإسكندرية علاوة علي المحاضرات التي يلقيها قداسته في الكليات اللاهوتية والمعاهد المتخصصة ومن خلال كل هذا ساعد علي تدعيم رابطة خريجي الكلية الإكليريكية التي أسند رئاسة مجلسها لنيافة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم ونائبه الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة اللذين حرصا علي ظهور مجلة الكرمة التي كان يصدرها الأرشيدياكون حبيب جرجس في ثوب جديد تخرج كل عام وتحتوي علي أبحاث علمية في علوم الكنيسة وتحت رعاية أثناسيوس القرن قداسة البابا شنودة الثالث الذي اهتم أيضا بالمؤتمرات العلمية الدولية وأعطاها مكانا في مصر لتبحث وتوصي وفتح لها المركز الثقافي القبطي الذي يجمع بين أحضانه كما هائلا من الأبحاث والمخطوطات والكتب.نعم فقد اهتم بالتعليم وعمارة الأديرة وتجديدها ورسامة آباء رهبان أكفاء فانتشرت الأديرة العامرة وعادت الأديرة القديمة للعمار والظهور مرة أخري كما أنشأ أديرة قبطية جديدة في مصر وبلاد المهجر ولأول مرة في التاريخ يتعدي رسامة الآباء الأساقفة إلي أكثر من مائة والآباء الكهنة إلي أكثر من 400 كاهن غير الرهبان الذين تمت رسامتهم في الأديرة بأعداد لاتحصي. كان البابا أثناسيوس يجول في البلاد ليعلم ويدشن كنائس وهكذا البابا شنودة يجول في كل ربوع مصر وخارجها معلما ومدشنا لكنائس ومذابح جديدة قام البابا أثناسيوس بعمل الميرون وهكذا البابا شنودة عمل الميرون مرات كثيرة, عرف العالم البابا أثناسيوس المجاهد وعرف العالم البابا شنودة أنه بابا لكل العرب وبلاد المهجر لقد صنع البابا أثناسيوس تاريخا لمصر فعرفها العالم وصنع البابا شنودة تاريخا لمصر وعاصر في خدمته بطريركا الرئيس السادات والسيد الرئيس حسني مبارك وتمتع بوطنيته ومحافظته علي وطنيته وقال مقولته الشهيرةإن مصر ليست وطنا نعيش فيه وإنما هي وطن يعيش فينانعم صنع تاريخا علي صخرة الإيمان والعقيدة بالإله الواحد في كتابات تقول إن مصر التوحيد ومصر الإيمان وكما أن القديس أثناسيوس في كل مراحل حياته لم ينس نسكه ورهبنته فهكذا البابا شنودة مع كل هذه الأعمال يذهب إلي ديره كل أسبوع منفردا مع الله في قلايته لذا تسانده النعمة الإلهية وتدفع به روح أثناسيوس ويشفع له جهاد مارمرقس فلم يكن عجيبا أن تقف أمامه وعلي مكتبه في وسط حضور آلاف البشر تلك الحمامة البيضاء وكأنها مرسلة من السماء تقول له إنك صنعت تاريخا.فحقا نستطيع أن نقول إنه أثناسيوس زمانه وجيله فكل عام وقداستكم بخير يا لسان العطر ياخليفة القديس مرقس الرسول يا من تصدرت قائمة بطاركة صنعوا تاريخا لمصر. |
|