منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 05 - 2012, 02:48 PM
الصورة الرمزية john w
 
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  john w غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

"وأنت فهل تطلب لنفسك أموراً عظيمة . لا تطلب "
(إر 45 : 5 )

مقدمة

لم يكن باروخ الكاتب نبياً أو ملكاً ، ولكنه كان - إذ صح التعبير - الساعد الأيمن لإرميا النبى ، وسعيد إرميا إذ عثر على هذا المساعد الأمين ، الذى عندما قدم نفسه للخدمة ، لم يقدمها طمعاً فى مال ، فأغلب الظن أنه كان من عائلة غنية شريفة ، ولم يقدمها طمعاً فى جاه ، إذ قبل على العكس أن يكون ثانياً للنبى ، عندما يريد الناس أن يعرفوه ، فإن معرفتهم به ستأتى خلال معرفتهم للنبى العظيم ، وإذا تحدثت قصته إلينا بشئ فإنها تؤكد أن خدمة اللّه ليست قاصرة على أصحاب الخمس الوزنات ، بل هى فى حاجة إلى أصحاب الوزنتين أيضاً ، وأن أعظم حركات التاريخ لم تتم بدون هؤلاء المساعدين الذين يقفون إلى جوار العظماء والأبطال ، كما وقف يشوع إلى جوار موسى ، وكما وقف أليشع إلى جوار إيليا ، وكما وقف تيموثاوس إلى جوار بولس ، إنهم قد يكونون من الرعيل الثانى فى الخدمة عندما يسقط الرداء عن الرعيل الأول ، ومهما يكن الدور الذى يلعبونه ، فقد يكون دور الغلام الصغير المساعد ، الذى كان لابد أن يقوم به ، عندما قدم الخمسة أرغفة من الشعير والسمكتين ، فصنع بها المسيح معجزة إطعام الخمسة اللاف رجل ما عدا النساء والأولاد .
وعلى هذا الأساس يمكن متابعة قصة باروخ فيما يلى :
باروخ : من هو
كان باروخ بن نيريا ، ونحن لا نعلم من هو نيريا هذا على وجه التحديد لكن العائلة - على الأغلب - كانت من العائلات الشريفة الارستقراطية ، إذ أن سرايا أخا باروخ ( إر 15 : 95 ) كان من الرؤساء الذين رافقوا الملك صدقيا إلى بابل ، و أو بعبارة أخرى ، كانت هذه العائلة من العائلات التى انتظم واحد من أبنائها فى السلك السياسى ، وآخر فى السلك الدينى ، .. واحد كان صديق الملك وفى معيته ، وآخر كان صديق النبى وفى صحبته ، ويبدو أن العلاقة بين سرايا وإرميا كانت طيبة ، وفى الغالب كان سرايا من الرجال الطيبين ، الذين مس اللّه قلبهم ، حتى أن إرميا كلف برسالة خاصة يحملها إلى بابل ، تحدث عن عمق إيمان النبى بمصير المدينة العظيمة التى أذلت بلاده ، وحطمتها تحطيماً : " الأمر الذى أوصى به إرميا النبى سرايا بن نيريا بن محسيا عند ذهابه مع صدقيا ملك يهوذا إلى بابل فى السنة الرابعة لملكه ، وكان سرايا رئيس المحلة فكتب إرميا كل الشر الآتى على بابل فى سفر واحد كل هذا الكلام المكتوب على بابل . وقال إرميا لسرايا إذا دخلت إلى بابل ونظرت وقرأت كل هذا الكلام ، فقل أنت يارب قد تكلمت على هذا الوضع لتفرضه حتى لا يكون فيه ساكن من الناس إلى البهائم بل يكون خرباً أبدية . ويكون إذا فرغت من قراءة هذا السفر أنك تربط به حجراً وتطرحه إلى وسط الفرات ، وتقول : هكذا تغرق بابل ولا تقوم من الشر الذي أنا جالبه عليها ويعيون " " إر 51 : 59 - 64 " .. ومهما تختلف الظروف الاجتماعية بين أخوين ، ومهما يكن خط كل واحد منهما ، فيكون الواحد فى القصر الملكى ، ويكون الآخر فى الكوخ الصغير ، فإنه لا يجوز لأحدهما أن يتعالى على الآخر ، وعلى كل منهما أن يتمم رسالته ، ويؤديها مهما يكن حظه أو وضعه فى الحياة !! .. ومهما يكن من وضع باروخ ، فمما لا شك فيه ، أن الرجل كان آية فى الوداعة والتواضع ونكران الذات ، وذلك لأنه جاء دائماً ثانياً بعد إرميا وفى موضع الظل منه ، .. فهو لم يضع حساباً لأصله وفصله كما تعود الناس أن يأخذوا هذا فى الاعتبار والحسبان . وهو لا يمانع فى خدمة إرميا وحمل حذائنه ، والمسير معه ، والمبيت على الطوى ، دون أن يرى فى هذا أية مهانة أو تحقير لحياته ومركزه ، .. ومع ذلك فقد كان الرجل شجاعاً ، ولعله كان من أشجع الناس فى جيله، لقد كان عليه أن يحمل رسالة إرميا الثقيلة ضد الملك ورؤساء البلاد بل وضد الشعب نفسه ، ولا يستطيع أن يفعل ذلك إلا من بلغوا أعلى درجات الجسارة والبطولة ، .. من السهل جداً أن يصفق الناس لمن يرضى عليه الرئيس أو لملك ، أو من يتمشى مع لغة الجماهير والشعوب ويتملقها ، ... ولكن أصعب الصور أن يسبح الإنسان ضد التيار مهما كان عاتياً وقوياً ، .. وكان باروخ بهذا المعنى فى مواجهة التيار بل كان باروخ ، أكثر من هذا ، من أخلص الناس وأوفاهم ، لقد ظل فى صحبة النبى وخدمته عشرين عاماً على الأقل ، وقد صاحبه ، لا فى مختلف الظروف فحسب ، بل فى جولاته وتنقلاته ، وقد ذهب معه إلى مصر ، وهكذا كان الرفيق الوفى الأمين لنبى الأحزان ، ... وإذا كان الناس قد درجوا فى العادة على الفخر بالوفاء والإخلاص لمن ضحكت لهم الحياة وابتسمت الدنيا ، فإن الوفاء الأصدق والأعمق يبدو فى الحقيقة عندما تأتى المحن والآلام ، ... كان فخر لوقا أن بولس وصفه بالقول : " لوقا وحده معى " ، .. " 2 تى 4 : 11 " فى الوقت الذى قال فيه : عن الآخرين فى احتجاجى الأول لم يحضر أحد معى بل الجميع تركونى لا يحسب عليهم " !! .. " 2 تى 4 : 16 " وهكذا جاء باروخ ليعطى صورة للوفاء والولاء ، عندما عز هذا أو ذهب من بين الناس !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إرميا 36 :4 فدعا ارميا باروخ بي نيريا فكتب باروخ
باروخ
لغة سفر باروخ
باروخ
باروخ


الساعة الآن 03:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024