منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 10 - 2012, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

دعونا أحبائي نتذكر أن لطخة السقوط الكبرى التي لطخت الطبيعة البشرية هي الأنانية، إننا نولد ونحن ندور حول أنفسنا، ونريد كل شيء حولنا لخدمة ذواتنا! وطبيعة الحياة البشرية، مع أخطاء التربية، تجعل الأسرة تعيش من أجل الطفل، فينمو في أعماقه أنه هو المركز وكل ما حوله هو لخدمته. بل حتى الحياة الكنسية اليوم صارت تعمّق هذا الشعور في الشخص، فتشعره بأنه هو المركز، وحتى الله نفسه كائن لخدمته! وتتزوج الفتاة، أو يتزوج الشاب ويداخله هذا الإحساس الدفين بأنه المركز وهذا الشريك الجديد سوف يدور في فلكه ليشبع له كل احتياجاته!! وتظل المسكينة، أو يظل المسكين، يعيش في هذا الوهم بضعة أيام إذ يجد أنه فعلاً يشبع بعضًا من احتياجاته من خلال هذه العلاقة الجديدة مع شريك الحياة(مع عدم إدراك كامل حتى الآن لمعنى وخطورة كلمة ”الشريك“)، لكن بعد مرور الأيام الأولى، يكتشف كل منهما حقيقة الأمر: أن نظرية ”أنا المركز“ نظرية خاطئة؛ إذ يدرك أن هذا الآخر هو أيضًا يرى نفسه مركزًا وليس تابعًا لمركز!! هو أيضًا دخل لعلاقة الزواج ببراءة شديدة وسعادة كبيرة، ظنًّا منه أنه سيعيش فيها مركزًا، كما كان في الأسرة قديمًا، أو في الكنيسة حديثًا. فتظن هي أن هذا الزوج القوي والنبيل سيملأها شعورًا بالأمان، فهو هنا في هذا البيت ليدور في فلكها ويشبع لها كل احتياجاتها! ويظن هو أن هذه الزوجة الجميلة والناعمة ستدور في فلكه وتخلق له عالمًا رومانسيًا حوله يشبع له كل احتياجاته! ويغيب عن الاثنين أنه من المستحيل أن توجد دائرة واحدة لها مركزان!
موضوعات أسريه مهمه
هنا يبدأ الصراع، والذي إما ينتهي بهزيمة أحد الطرفين فيستسلم ويقبل أن يكون تابعًا، وهنا ينتهي التوتر ويسعد الطرف المنتصر لكن على حساب الطرف الآخر، وعلى حساب الصحة النفسية للأولاد، والأخطر والأهم - من وجهة نظري - هو أنه سيكون على حساب قصد الله من الزواج.
والاحتمال الثاني هو أن يستمر الصراع مدى الحياة، حتى يمتلئ الطرفان بالمرارة النفسية والأمراض الجسدية، ويمتلئ الأولاد بالعُقد والمشاكل النفسية والأخلاقية.
موضوعات أسريه مهمه
أما الاحتمال الثالث وهو الذي لا يلجأ إليه إلا الناضجين، ألا وهو أن يرفض كل منهما أن يكون المركز، ليس تنازلاً منه، لكن لأنه ببساطة غير مخلوق ليكون المركز. فقد يكون الرجل مخلوق ليكون الرأس، لكن ليس ليكون المركز. فالمركز الوحيد في كل الكون هو الله، ونحن جميعًا توابع ندور حوله، ونشبع احتياجاتنا منه من خلال تواجدنا في علاقة حميمة معه. وعندما يدرك كل من الزوج والزوجة أنه ليس المركز وأن شريك الحياة ليس هو التابع الذي يشبع له احتياجاته، وأن مركزية الذات خطية، بل هي الخطية؛ عندئذ سيتجه القلب نحو المركز الصحيح الوحيد، ويأخذ كل منهما مكانه كتابع له يدور في فلكه ويرتوي دائمًا منه، وعلى الفور سيذهب كلاهما إلى المذبح ليحرق كل منهما مركزية الذات أمام الله. وعندها سنجد أنفسنا أمام زوجين بدون صراع، بدون توتر، احتياجاتهما الأساسية مشبعة من خلال علاقة كل منهما بالله، وكلاهما قادر على إشباع الآخر طبقا لما وضعه الرب على كل واحد منهما من مسؤوليات تجاه الآخر.

لهذا قلت إن الأسرة هي أعظم مدرسة نتعلم فيها من جديد خطورة الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. فقد كان الأكل يومها في لحظة السقوط هو رفض صريح لمركزية الله واختيار أحمق لمركزية الذات .

ثالثا: الأسرة هي أفضل مركز تدريب في الزمان فيه نتهيأ للآبدية

في الأبدية لن نكون كائنات خاملة، بل سيكون لنا عمل عظيم. هذا لأن العمل والإبداع هما من سمات الكائن الروحي، كما ظهرا في الخالق بأجلى بيان، ثم في الإنسان المخلوق على شبه الخالق. وبالتالي فلا يمكن بعد أن نكتمل ونلبس أجسادنا الروحانية المصمَّمة لخدمة الروح، نكون هناك بلا عمل مبدع يشبع قلب الخالق ويفرحه بنا. وليس عندي نور كامل من جهة طبيعة خدمتنا هناك وأبعادها، لكنني في نفس الوقت لست في ظلام تام من جهتها. فالكتاب أعطانا بعض الإعلانات في العهد الجديد، ولا سيما في رسالة أفسس وفي سفر الرؤيا، عن طبيعة هذه الخدمات هناك.

فمن الواضح من أفسس 3: 10، 21 ورؤيا21: 11، أن للكنيسة وظيفة إعلانية لباقي المخلوقات العاقلة في الحاضر وفي الأبدية، بمعنى أن الله في الأبدية، وهو الذي من الأزل وإلى الأبد مُعلَن في المسيح، سيعلن ذاته من خلالنا لكل خلائقه! هذا لكون المسيح في الكنيسة. أي ستصبح الكنيسة في الأبدية هي الإعلان المكتوب، أو الكتاب المقدس الجديد لكل الخلائق إلى دهر الدهور! ونحن نعلم أن الله لم يكتب في هذا الكتاب سوى حياة المسيح، فالمسيح هو الكل في الكل. لكنني أعتقد أننا هناك سنختلف أحدنا عن الأخر في حجم الدور الذي سنقوم به، فكل واحد سيظهر المسيح لكن بجمال معين وبقدر معين نختلف فيه أحدنا عن الآخر! والسؤال: ما الذي يحدد هذا القدر والنوع هذا الجمال؟ أعتقد هو القدر الذي نظهر به جمال المسيح ونوع الجمال الذي نظهره هنا في الزمان. وفي اعتقادي أيضا أنه لا يوجد مجال على الأرض يمكن أن نتدرب فيه على هذا مثل الأسرة.
في الأسرة حيث الروابط العاطفية والجسدية من جانب، والإلتزامات والشعور بالمسؤولية من الجانب الآخر، بالإضافة لكونها علاقات ملزمة ومجزية، يتعمق الاحتياج ويزداد الحماس لتحقيق النجاح في العلاقات الأسرية. وليس هناك من طريق لهذا سوى أن نشابه المسيح. فطريق نجاح الزوج مع زوجته ومع أولاده هو المزيد من حياة المسيح فيه، وطريق نجاح الزوجة مع رجلها وأولادها هو المزيد من حياة المسيح فيها. هذا سيحتم على الطرفين طاعة الرب والعيشة في القداسة لينطلق الروح القدس بحرية ويطلق حياة المسيح فيهما.

أيضًا يتضح من مواضع كثيرة في العهد الجديد مثل أفسس1: 23؛ ورؤيا21: 24 وغيرها أن الكنيسة ستحكم مع المسيح ليس فقط في الملك الألفي بل وفي الملكوت الأبدي (2بط1: 11).

ومن مثل الوزنات في متى25، ومثل الأمناء لوقا19 ومن حديث الاجتهاد في 2بطرس1؛ يمكننا الاستنتاج أن مساحة كل واحد فينا في الحكم ستختلف عن الآخر. ومن نفس هذه المواضع يمكنني أن أستنتج أن هذا الاختلاف يعتمد على مقدار حكم الواحد لنفسه هنا في الزمان. ويا ترى هل هناك مجال يحتاج النجاح فيه لممارسة حكم النفس مثل الأسرة؟ إنني شخصيًا أعتقد أنه لا يوجد مجال آخر يدانيها، بشرط أن يكون مفهومك للنجاح فيها هو تحقيق غرض الله في أسرتك. وبالتالي تصبح الحياة الأسرية اليومية هي مركز التدريب الروحي لنتعلم حكم النفس التي طالما تريد أن تشطح وتلقي النير وتجمح سواء في رغباتها أو في أفكارها أو في قراراتها واختياراتها.

  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تجربة موضوعات الصور كروم
تجربة موضوعات الصور على سفارى
موضوعات هامــه لطفلك
موضوعات هامه تخص طفلك
موضوعات عن الخلوة الروحية


الساعة الآن 09:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025