رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دهـنـة الـزيـت في ليلة حالكة ، توفيَّ الأب الفاضل، تاركاً وراءه امرأة وأولاد صغار ودَيْناً كبيراً... لم يتقدّم أحد من الاقارب لإعانة هذه الارملة وأولادها أو لكي يساعدها على ايفاء ديونها التي راحت ترتفع بالفائدة مع مرور الايام...وما زاد المأساة ضيقاً، أنّ المداين كان يلحّ على الارملة ويطرق بابها كلَّ يوم مطالباً إياها بماله والفائدة ، حتى هدّدها أخيراً بأنه سيضطر لأخْذ ولَديْها الكبيرين له كَعبدَين ! فضاق الأمر على تلك الارملة ، وراحت تبكي وتصلّي الى الرب ان يجد لها منفذاً من هذه التجربة الصعبة... فأرشدها الله في الصلاة أن تقصد نبيّه الأمين أليشع ، وتعرض مشكلتها المتفاقمة ...رأى النبي الملهم مقدار هذه التجربة ، كما أدرك مستوى ايمان هذه الارملة بالإله القادر أن يفتح باب المستحيل. فسألها النبي قائلا: "ماذا لكِ في البيت؟" ولم تكن الارملة مبالِغةً في جوابها حين قالت: "ليس لي شيء في البيت إلا دهنةَ زيت!" فقال لها النبي: "إذهبي استعيري لنفسك أوعية فارغة من عند جميع جيرانك، لا تقلّلي . ثم ادخلي واغلقي الباب على نفسكِ وعلى بنيكِ وصبّي في جميع هذه الاوعية ، وما امتلأ انقليه.".... لقد قدّم النبي أمرَ الله لهذه الارملة ، والذي كان يفوق المنطق والمعقول ؛ فكيف يمكن لدهنة زيت أن تملأ أوعية فارغة كثيرة ؟ أمّا المرأة فلم تنجرف بالعقل والمحدود ، بل انقادت بالايمان اللامحدود بالله وبكلمته المقتدرة . ففعلت كما قال لها النبي: استعارت أوعية كثيرة ، وأغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها ، وصبّت الزيت حتى ملأت الأوعية كلّها ؛ وعادت لتسأل النبي عن ارادة الله في هذه المعجزة ، فقال لها : "إذهبي بيعي الزيت وأوفِ دينكِ وعيشي مع بنيكِ بما بقي!" لا حدود للبركة التي يمنحها الله لكل مَن يؤمن بكلمته المقدسة ، لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد ، وبكلمته لنا غذاء للنفس والروح ، بل وللجسد ايضاً . لقد قال السيد المسيح: الكلام الذي اٌكلّمكم به هو روح وحياة ... أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد والخبز الذي سأعطيه انا هو جسدي لحياة العالم (يوحنا: 6 - 51 - 52 ) ======================================= |