سأل أخ الأب موتيوس قائلًا: إذا تركت العالم لأسكن في مكان، كيف تريدني أن أعيش هناك؟ أجابه الشيخ: إذا سكنت في مكان، لا تفكر أن يكون لك فيه اسم في أي شيء. أي لا تخرج إلى الاجتماع ولا تأكل في وليمة المحبة، لأن هذه تولد اسمًا كاذبًا ومن ثم تنال الغم والانزعاج. فالناس يتهافتون حيث يجدون مثل هذا". قال له الأخ: إذًا ماذا أعمل؟ أجابه الشيخ: "حيث تقيم، ليكن سلوكك كسلوك الجميع. ومهما يفعل الأتقياء الذين تثق بهم، افعله أنت أيضًا فترتاح، لأن التواضع هو أن تكون مساويًا لهم. فالناس إذ يرونك تعمل بالقانون ولا تحيد عنه، سيجعلونك في رتبة الجميع، وهكذا لا يزعجونك". فرحه بمن يعاديه ويزعجه:
تحدث عن الأب موتيوس تلميذه الأب اسحق (وصارا فيما بعد أُسقُفَين)، لقد بنى الشيخ للمرة الأولى ديرًا في أراكلة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ولما انتقل إلى موضع آخر، بنى ديرًا آخر. وبفعل الشيطان وُجد هناك أخ كان يعاديه ويزعجه. عندئذ نهض الشيخ وتوجّه إلى قريته، وبنى فيها ديرًا حبس نفسه فيه. وبعد مدة جاء إليه شيوخ الدير الذي غادره، وأخذوا الأخ الذي كان يسبب له الحزن وقصدوا الدير متضرعين أن يقبله فيه. فلما دنوا من الموضع الذي كان فيه الأب سوريس، تركوا أمتعتهم والأخ الذي أحزنه. ولما قرعوا الباب، وضع الشيخ السلّم وانحنى من الشباك، ولما عرفهم قال: أين هي ملابسكم؟ قالوا: إنها هنا مع الأخ. فما إن سمع الشيخ اسم الأخ الذي كان يزعجه حتى ضرب الباب بالفأس وكسره من فرحه وطفق يركض إلى حيث كان الأخ. ولما دنا منه سجد له وعانقه وأدخله إلى قلايته، وسُر به ثلاثة أيام. ففرح الأخ لهذا الاستقبال فرحًا عظيمًا، وهذا أمر لم يكن معتادًا على القيام به. ثم نهض وذهب معهم. وبعد حين رسم أسقفًا، لأنه كان يصنع العجائب. أما تلميذه اسحق، فقد رسمه المغبوط كيرلس أسقفًا أيضًا.