آية وقول وحكمة ليوم الجمعة 12/10
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ }
(يو 3 : 16)
قول لقديس..
(الموت أمر مرعب، لكن ليس لأولئك الذين تعلموا الحكمة الحقيقية التي من فوق. فإن من لا يعرف شيئا عن الأمور العتيدة يحسب الموت انحلالاً ونهاية للحياة، فيرتعب ويخاف كمن يعبر إلى لا وجود. أما الذي يتعلم بنعمة الله الأمور الخفية السرية لحكمة الله، ويحسب الأمر رحيلاً إلى موضع افضل، لا يجد سببًا للرعدة، بل بالأحرى يفرح ويبتهج، إذ بتركنا الحياة الفانية نذهب إلى حياة أفضل وأبهى وبلا نهاية. هذا ما يعلمنا إياه المسيح بتصرفاته حيث يذهب إلي آلامه، لا متغصبًا بل بإرادته، جاء إلى الموت طوعًا)
القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة لليوم ..
+ إِنْ كُنْتَ حَكِيماً فَأَنْتَ حَكِيمٌ لِنَفْسِكَ وَإِنِ اسْتَهْزَأْتَ فَأَنْتَ وَحْدَكَ تَتَحَمَّلُ. أم 9:12
If you are wise, you are wise for yourself; And if you scoff, you will bear it alone.Pr.9:12
من صلوات الاباء..
" يا من تألم مجربا وانت قادر ان تعين المجربين، ومن تأمر عليه سلطان الظلام وأعوانه من الجهلة والاشرار وانت هو القدوس والبار. ويا من قام منتصرا على قوات الظلام والشر، نضرع اليك يا مسيحنا القدوس ان تنظر الى المضطهدين والمتضايقين والذين يعانون من التمييز الدينى البغيض، وكل اشكال الظلم. وترفع عن كاهلهم كل ظلم وتجبر وبليه وتلهمهم الصبر والقوة والحكمة والعزاء وتقيم العدل على الارض. فيارب اسمع منا الدعاء، أمين."
من الشعر والادب
"ساعة الظلمة "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
لماذا ارتجت الامم ؟
وقامت جماعة الاشرار،
على القدوس والبار،
ومن يتبعوه وهم كالانوار!
أحسد الظلمة للنور؟
أم الشيطان الدافع للشرور؟
أم الخيانة والغدر!
عندما الوحشية تثور؟
أم الرعاع ومن يقودوهم
فى الجحور والقبور؟
أم العسكر فى دعم البربر؟
والحاكم الظالم عندما يتجبر!
غير عالم ان الله هو الاقدر؟
انها ساعة الظلمة ولابد ان تعبر.
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 12/10
يو 1:18- 14
قَالَ يَسُوعُ هَذَا وَخَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ، حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتلاَمِيذُهُ. وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ، لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيراً مَعَ تَلاَمِيذِهِ. فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟»أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ. فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ»، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. فَسَأَلَهُمْ أَيْضاً: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ».أَجَابَ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هَؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ». لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً».ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. وَكَانَ اسْمُ الْعَبْدِ مَلْخُسَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: «اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟». ثُمَّ إِنَّ الْجُنْدَ وَالْقَائِدَ وَخُدَّامَ الْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ، وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلاً، لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ يروي لنا الإنجيلي ليس قصة القبض على يسوع المسيح، بل بالأحرى تسليم نفسه للجند لمحاكمته. أخذ تلاميذه وانطلق على ضوء القمر حيث كان احتفال الفصح والقمر كاملاً، ودخل بستانًا يملكه أحد أحبائه، اعتاد أن يدخله ويجتمع مع تلاميذه فيه كثيرًا. لقد جاءت الساعة لكي يدخل رئيس خلاصنا دائرة الآلام ليحقق الخلاص الذي جاء من أجله، وصارت اللحظات الأخيرة من حياته هنا على الأرض تحمل أحداثًا متوالية تمس كل كياننا. كأن السيد المسيح قد مارس أولاً عمله كمعلمٍ يقود تلاميذه إلى الحق الإلهي، ثم ككاهنٍ يشفع فيهم لدى الآب، وكذبيحةٍ يبذل ذاته، وكملكٍ يملك بالحب العملي الباذل، يفتح بدمه القلوب ويؤسس عرشه في داخلنا؛ إنه المعلم والكاهن والذبيحة والملك. لقد اختار البستان أرضًا للمعركة للقبض عليه وتسليم نفسه، ولم يختر بيتًا ما داخل المدينة، حتى لا يحاول البعض من الشعب أو الأحباء الدفاع عنه، فيدخلون في معركة وبسببه يحدث سفك دم. في البستان يمكن للتلاميذ أن يهربوا دون سفك دماء بسببه، أما في المدينة، فقد يعترض البعض صفوف القادمين للقبض عليه، وقد يتحول الأمر إلى معركة. إنه لا يطلب كرامة بشرية، ولا مدافعين عنه بل ينسحب لكي يحمل آلام الغير. جاء ليحمل أتعاب الآخرين لا أن يحمل الآخرون أتعابه. هكذا قدم لنا مثلاً حيًا بأن المسيحي كقائد محب لا يلقي بهمومه أو متاعبه أو آلامه على الآخرين، ولا يشتكي لأحد، بل ينحني مع سيده ليحمل أتعاب الآخرين.
+ بدات أحداث المشهد الأخير فى حياة الرب يسوع على الأرض، بخروجه إلى بستان جَثْسَيْمَانِى فى وادى قدرون شرق أورشليم ناحية جبل الزيتون، وصحب معه تلاميذه. وكان يهوذا الخائن يعرف المكان الذى كان يذهب اليه السيد المسيح مع التلاميذ فى خلوات عديدة، ويصور أيضا مشهد خروج الجمع للقبض على الرب يسوع. لقد ذهب السيد المسيح للموت بنفسه لمواجتهه، ولم يدخلوا هم إليه. وأشار القديس يوحنا لعلم المسيح بإشارة جديدة لتأكيد لاهوته، لقد إجاب الجند والرؤساء الذين يبحثون عنه "أنا هو" فسقط للوراء الاتين للقبض عليه وكأن المسيح يقول ليس لكم أن تقبضوا علىَّ، ما لم أسلِّم أنا لكم ذاتى للموت. أعاد المسيح السؤال، وأعادوا نفس الإجابة، فقدّم نفسه هذه المرة لِما أتى من أجله، ولم يَفُتْهُ أن يفتدى تلاميذه، بل طلب إطلاقهم.
+ الشيطان هنا يقود مجموعة من كل قوات الظلمة، التلميذ الخائن والرؤساء الدينين الاشرار وخدامهم والفريسيين المتطرفين وجنود الرومان. وسيظل هذا هو الوضع ضد الكنيسة لآخر الأيام، صراع بين قوات الظلمة وشعب الله حتى يأتي الرب في مجده لينهي سلطان إبليس. ولقد رفض السيد الأسلوب البشرى الانفعالى الذى قام به بطرس، باستلال السيف وضربه لملخس عبد رئيس الكهنة بل وابراء له اذنه التى قطعت وطالب بطرس برد السيف الى غمده، فهو يستطيع ان ياتى بجيش من الملائكة ان اراد تدافع عنه ولكن من اجل هذا قد أتى، فلقد قبل كأس الألم بارادته وحده ليتمم الفداء على الصليب. وبالرغم ان المسيح كان وحيدا، وهم زمرة اشرار لكنهم خافوه واوثقوه، ربما خوفا من هروبه فى الظلام، أو إمعانا فى وضعه فى شكل المتهم المذنب، إذ كان الحقد أخذ منهم نصيبا. وفى اقتياد السيد المسيح للصلب تطابق مع قصة إسحاق، الذى أوثقه إبراهيم ليقدمه ذبيحة. ثم مضوا به إلى حنّان أولا، لأنه كان حما قَيَافَا الذى كان رئيسا للكهنة فى تلك السنة. وكان قَيَافَا هو الذى أشار على اليهود، أنه خير أن يموت إنسان واحد عن الشعب. كان حنّان رئيسا أسبق للكهنة، ويحتفظ كل رئيس كهنة بعد مدة رئاسته بلقبه. فحَرِصَ الخدام على هذا اللقاء السريع بحنّان لكبر سنه، وتقدمه فى الكرامة كرئيس كهنة سابق. أما قَيَافَا، صهره، فقد أراد القديس يوحنا أن يذكّرنا به، فهو صاحب الرأى بأن يموت إنسان عن الشعب وهذه الإشارة لها أهميتها فى توضيح أن المحاكمة اليهودية صورية، وأن القرار بموت الرب يسوع كان مُبَيّتا.