عاش نيكاندر وماركيان في القرن الرابع الميلادي في الغالب في ديوروستورُم Durostorum ببلغاريا Bulgaria، وخدما لفترة في الجيش الروماني، ولكن حين صدرت مراسيم اضطهاد المسيحيين تركا الجندية، فكان ذلك سببًا في القبض عليهما وإحضارهما للمحاكمة أمام ماكسيموس Maximus حاكم الولاية. أعلمهما القاضي بالأمر الإمبراطوري الذي يأمر الكل بالتبخير للأوثان فأجاب نيكاندر بأن هذا الأمر غير مُلزِم للمسيحيين لأنهم لن ينكروا الإله الحي لكي يعبدوا أخشاب وحجارة. أثناء ذلك كانت داريا Daria زوجة نيكاندر واقفة تشجع زوجها، فصرخ ماكسيموس نحوها: "أيتها المرأة الشريرة لماذا تريدين الموت لزوجك؟" أجابته داريا: "أنا لا أريد موته بل على العكس أن يعيش في الله فلا يموت أبدًا". وحين ادعى ماكسيموس أنها تريد موت زوجها لرغبتها في الزواج من آخر أجابته: "إذا كنت تشك في ذلك فعلًا اقتلني أنا أولًا". تحوّل ماكسيموس إلى نيكاندر مرة أخرى وقال له: "راجع نفسك الآن وقرّر ما إذا كنت تريد الموت أم الحياة"، فأجابه نيكاندر: "لقد قررت بالفعل أن سلامتي هي ما أرغب فيه الآن". اعتقد القاضي أن نيكاندر قرر التبخير للأوثان للنجاة بنفسه، ولكن القديس خيَّب ظنه حين وقف وصلى بصوت عالٍ معلنًا فرحته للنجاة من ضيقات وتجارب هذا العالم. سأله القاضي: "كيف يكون هذا؟ إنك منذ قليل أعلنت رغبتك في الحياة والآن تطلب الموت؟" أجابه القديس: "الحياة التي أطلبها هي الحياة الأبدية وليس الحياة المؤقتة في هذا العالم. الآن أنا أسلم جسدي إليك لتفعل به ما تشاء، فإني مسيحي". التفت القاضي إلى المتهم الآخر: "وما رأيك أنت يا مارقيان؟" فأعلن تمسكه بكل ما قاله زميله في المحاكمة، وعند ذاك أمر ماكسيموس بوضعهما في السجن حيث مكثا عشرين يومًا. أُحضِرا مرة أخرى أمام القاضي الذي سألهما إن كانا ينويان إطاعة أوامر الإمبراطور، فأجابه مارقيان: "كل ما تقوله لن يجعلنا نترك ديننا أو ننكر إلهنا الذي نؤمن بوجوده معنا وأنه يدعونا إليه، فنرجو منك ألا تتأخر في إرسالنا إليه ذاك الذي صلب من أجلنا". إذ أعرب الحاكم عن رغبته في ضرورة تنفيذ الأوامر الصادرة إليه أمر بقطع رأسيهما، فشكره القديسان قائلان: "ليكن لك السلام أيها القاضي الطيب". سارا فَرِحَين إلى مكان الإعدام وهما يمجدان الله أثناء مشيهما، وكانت تسير وراء نيكاندر زوجته داريا وطفله بابينيان Papinian الذي كان يحمله بين يديه شقيق الشهيد باسيكراتس Pasicrates. وأيضًا تبعت الشهيدان زوجة مارقيان ولكنها كانت تبكي وتنتحب محاولة بكل قوتها أن تثنيه عن عزمه فكانت تذكِّره بابنهما الصغير. وعند مكان الإعدام قبَّل مارقيان ابنه ونظر إلى السماء وقال: "يا سيدي وإلهي كلِّي القدرة، أنت تأخذ هذا الطفل تحت رعايتك وحمايتك"، ثم وبّخ زوجته لضعف إيمانها وطلب إليها أن تمضي بسلام لأنها لن تكون لها الشجاعة أن تراه يموت. ظلّت زوجة نيكاندر بجواره وكانت تشجعه على الثبات والفرح، وقالت له: "ليتقوى قلبك يا سيدي. عشر سنوات عشتها في منزلي بعيدًا عنك ولم أكف عن الصلاة لكي أراك مرة أخرى، والآن قد استرحت وأحسب أنك ماضٍ إلى المجد وأحسب نفسي زوجة لشهيد. قدم لله الشهادة اللائقة بقداسته حتى تنتشلني أيضًًا من الهلاك الأبدي"، وكانت تعني أنه بعذاباته وصلواته لعله يجلب لها الرحمة. أخيرًا غمَّى الجلادون أعين الشهيدين بمناديل ثم قطعوا رأسيهما".العيد يوم 17 يونيو.