القس يعقوب حنا
فكرة عامة عن الكتاب المقدس :
خلال النمو المطرد للكتابات التى كونت الكتاب المقدس ، وتنوعها ، لم يكن ممكنا أن تأخذ هذه الكتابات اسما واحدا 0 فسميت اولا الكتب 0
" أنا دانيال فهمت من اكتب عدد السنيين التى كانت كلمة الرب الى أرميا النبى لكمال سبعين سنة على خراب أورشليم "
أما العهد الجديد فقد أشار الى أسفار العبرية القانونية ، بالكتب ++++++ures أو الكتب المقدسة Sacred Writing
" اجاب يسوع وقال لهم : تضلون اذا لا تعرفون الكتب ولا قوة الله :
( مت 22 : 29 )
" وأنت منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالايمان الذى فى المسيح يسوع " ( 2 تى 3 : 15 )
وكان المعتاد بين الكتاب اليونانيين أن يعبروا عن العهدين القديم والجديد على ضوء كونهما فو مجموعة واحدة ، كانوا يعبروا عنها " بالكتب " Biblia . وفى القرن الثالث عشر حدث تغيير فى القاعدة اللغوية للكلمة فاصبحت تعنى أسم مفرد: كتاب . وهكذا استبدلت ترجمتها من " الكتب المقدسة " الى " الكتاب المقدس " وبذلك استقرت فى الكنيسة هذه التسمية التى – ربما بوحى الهى – أكدت وحدة الكتابات المقدسة بالرغم من اختلاف احقابها التاريخية وتباين محتوياتها الداخلية 0
كيفية جمع أسفار العهد القديم ؟
يمتد زمان كتابة العهد القديم الى نحو سنة 1491 ق. م . وهو تاريخ خروج بنى اسرائيل من أرض مصر 0 وغالبية هذا التراث كتبت باللغة العبرانية – لغة اسرائيل القديمة – التى تقلصت تدريجيا بعد السبى وأعقبتها اللغة الآرامية 0 وهى لهجة مقاربة للعبرانية ومن نفس عائلتها 0 كذلك كتبت بعض اجزاء من العهد القديم باللغة اليونانية فى عصور متأخرة 0
وهاك تحديدا للاجزاء التى وجدت مكتوبة باللغة الارامية :
1-تك 31 : 47
2-2 مل 18 : 26
3-عزرا 4 :8 ، 6: 18 ، 7 : 12 –26
4-أشعياء 36 : 11
5-أرميا 10 : 11
6-دانيال 2 : 4 ، 7 : 28
ومن البديهى أن يكون كتاب العهد القديم قد نشأ عن الكتابات المتفرقة من مذكرات وتسجيلات رجال الله القديسين المسوقين من الروح القدس 0 الذين عاشوا فى أجيال متباعدة ودونوا الهامهم فى ظروف متباينة ، بجانب التراث الروحى الشفاهى الذى تسلمة الخلف عن السلف بالتقليد المقدس ، قبل أن تصبح الكتاة أمرا متداولا بين الناس 0
وكتاب العهد القديم لا يضم سوى مجموعة مختارة من الكتابات الدينية التى ظهرت فى تاريخ الشعب الاسرائيلى 0 هذه المجموعة هى التى تميزت بسلطان الكلمة الموحى بها من الله 0
وكان يهود فلسطين قد اعتمدوا قانونية اثنين وعشرين سفرا للعهد القديم بعدد حروف الأبجدية العبرية 0 وهى نفس الأسفار التى اعتمدتها الكنيسة المسيحية ولكن حسبت عددها سفرا0
أ ما الاختلاف فى العدد فيرجع الى أن يهود فلسطين ضموا بعض الأسفار لبعضها فى تجميع خاص بهم 0 فجعلوا سفر راعوث جزء من سفر القضاة 0 والمراثى من سفر أرميا 0 وضموا أسفار : نحميا وعزرا معا 0 وأسفار صموئيل والملوك والأخبار فى سفر واحد 0 وكذلك اثنا عشر سفرا للانبياء الصغار جعلوا سفرا واحدا 0
وقد اتبعت الكنيسة ايضا تقسيم يهودا الأسكندرية لأسفار العهد القديم 0 حيث كانوا يعتبرون الترجمة السبعينية التى قاموا بترجمتها هم فى القرن الثالث قبل الميلاد 0 وكانت هذه الترجمة قد اضافت الى التسعة وثلاثين سفرا فى الترجمة العبرية ، اسفارا مترجمة لكتب عبرية لم يتضمنها الكتاب العبرى وهى :
يشوع بن سيراخ ، يهوديت ، طوبيا ، باروخ ، المكابيين الأول 0
كذلك صمت هذه الترجمة كتابات باليونانية وضعت مثل : الحكمة والكابيين الثانى 0
وايضا اضافات عبرية لبعض الأسفار وهى تتمة سفر استير ، وتتمة سفر دانيال 0
هذه الأسفار التى نسميها : القانونية الثانية 0
نمو الكتاب المقدس العبرى :
التقسيم العبرى للاسفار الى ثلاثة أقسام : الناموس والأنبياء والكتابات المقدسة 0له علاقة وثيقة بتاريخ قانونية هذه الأسفار ومراحل جمعها فى كتاب واحد كما سنرى :
أ أولا : الناموس
وهو أسفار موسى الخمسة كما دراسنا 0 وهى نواة كتاب العهد القديم 0 وكان يحفظ فى بيت الرب بجوارالتابوت 0 وهذه الأسفار لم تكن تحتاج الى سلطة لاعتماد قداستها 0 فقد كان يكفيها كون كاتبها هو موسى رئيس الأنبياء الذى تقبل من الله أول شريعة مكتوبة باصبع الله 0 الأمر الذى جعل من أمة اليهود أمة ذات كيان دينى واجتماعى مستقل تحت حكم ثيوقراطى أى حكم الله نفسة 0
ثالثا : الانبياء
لما استقر يشوع بالشعب فى ارض الميعاد ، قطع يشوع معهم عهدا أن يحفظوا كلام الله 0
"كتب هذا الكلام فى سفر شريعة الله وأقام حجرا كبير شاهدا عليهم "
( يش 24 : 26 )
ثم مر عصر حتى صموئيل الذى قام بدوره
" فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة وكتبه فى سفر ووضعه أمام الرب "
( 1 صم 10 : 25 )
هكذا أضاف يشوع وصموئيل كتابات جديدة الى السفر الذى تسلماه من اسلافهما 0 وانهما حفظاه فى المكان المقدس أمام الرب 0
أما الأسفار الأخرى فقد جاءت متواليه هكذا بالتدريج ، فى شكل أخبار متفرقة أو مذكرات ثم جمعت فى المجلدات الخاصة بها 0 ومنها جمعت الأسفار التاريخية بصفة خاصة 0
اما بالنسبة لاسفار الأنبياء المتأخرين وبالذات سفر أرميا 0 فنلاحظ أن الرب قد أمره أن يكتب ما كلمه به
" 000 خذ لنفسك درج سفر واكتب كل الكلام الذى كلمتك به "
( أر 36 : 2 )
ولما قرىء هذا الدرج فى مسامع الملك مزقه والقاه فى النار ، فعاد الرب وأمر أرميا بكتابته مرة أخرى
" وزيد عليه كلام كثير مثله : ( أر 36 )
وهذا يرينا عناية الله بتسجيل كلماته وحفظها من التلف والضياع رغم كل الأجواء المعارضة