لم افكر ابدا فى التأمل فى قصة هذا الرجل ( زكا العشار ) ولماذا اتأمل فيها وما الداعى للتأمل وهى قصة عرفتها وحفظتها منذ الطفولة ؟
ما المشكلة فيها ؟ وما الجديد الذى يدفعنى للتأمل ؟
لكن لا اعلم لماذا اليوم قررت التأمل ولو للحظات فى قصة هذا الرجل بل والمقارنة بينه وبينى
مالفرق بينى وبين زكا ؟
هذا الرجل زكا ( رئيس العشارين ) فاحش الثراء , ظالم الفقراء , مكروه ومنبوذ من الشعب
كيف لى انا اقارن بينى وبين رجل بهذة الصفات ؟ بكل المقاييس انا افضل ( او هكذا اعتقدت )
لكن اتعلمون ان هذا الرجل فعل ما توقفت انا عن فعله منذ زمن ؟
زكا , اراد ان يرى يسوع , كان لديه هذا الاشتياق ان يرى هذا الذى يسمع عنه انه يشفى كل مرض وكل ضعف فى الشعب
لا اعلم ماذا كان يريد زكا من المسيح ؟ لكن اعلم انه كان يوجد بقلبه اشتياق غامر لرؤية المسيح ( هذا الاشتياق الذى فقدته انا )
لكى يرى يسوع كان يوجد امامه معوقات تمنعه , اولا قصر قامته فكيف له ان يرى يسوع وسط هذا الجمع ؟
ثانيا هذا الجمع حول المسيح , فكيف سيلحظه المسيح وسط هذة الجماهير الغفيرة التى تحيط به ؟
لكن هذة المعوقات لم تمنع زكا من تحقيق اشتياقه لرؤية المسيح ولو مرة واحدة فالعطش الذى بداخلة كان اقوى من كل المعوقات
فما كان منه الا ان صعد على جميزة لكى يحقق ما يشتاق اليه لكى يطفئ بداخله ذلك الشوق لرؤية المسيح
كيف لرجل فى مركزه وعمره يصعد على جميزة غير مبالى بما يقوله الناس عنه , غير مبالى بضحكات الناس وسخريتهم
الهذة الدرجة كان الشوق والجوع والعطش يحرقه داخليا ؟ للدرجة التى بها لم يهتم ماذا يقول الاخرون عنه , بل لم يهتم لقصر قامته ؟
ولهذة الدرجة لم اعد انا ابالى ؟ لم اعد اشتاق اليك يارب كما كنت اشتاق اليك قبلا ؟ الهذة الدرجة لا يوجد لدى اى استعداد لتحدى اى معوقات تمنعنى من الوصول اليك ورؤيتك والجلوس معك ؟
معوقات زكا لم تمنعه فشوقه كان اكبر من كل المعوقات التى قابلته فى رحلته للمسيح
وانا لم اعد استطيع تحدى اى معوقات صغيرة تمنعنى عن الوصول اليك
بل اننى اصبحت اختلق هذة المعوقات ان لم تكن موجودة
لم اكن اعلم اننى اسوأ من زكا رئيس العشارين
لم اكن اعلم ان محبته لك اكبر من محبتى
لم اكن اعلم ان شوقه تحدى كل العراقيل
اما انا فشوقى الباهت بات يخلق العراقيل بينى وبينك .
وامام هذا الاكتشاف لا املك الا ان اقول " الا تعود يارب فتحيينا فيفرح بك شعبك