رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عرف المصرى القديم العبادة والصلاة والشكر وترجم عقائده واحتفالات فى طقوس وترتيبات منظمة كان لها الفضل فى استمرارية الاحتفالات الوطنية ذات الطابع الابتهالى التى باتت فى داخل الشخصية المصرية تعزف على اوتارالتراث المصرى الموروث من قديم الزمن الذى لايمكن باى حال من الاحوال ان يتغاضى عنه . ولكن لان مصر ام الدنيا وكانت مشتهى امم وشعوب كثيرة وفتحت ابوابها على مر العصور لكل من جاء اليها راغبة ام لم ترغب ومنهم من اراد ان يؤثر على هويتها او ينال منها او يطمث حقيقتها والبعض الاخر خطى بخطوات واضحة مؤمنا بالتراث المصرى وعاملا بالحفاظ عليه وكان عيد النيروز القبطى من المناسبات التى جار عليها الزمان واعتدى عليها البعض وقدسها البعض الاخر واحتفظ بتراثها. ونستطيع بكل فخر ان نقول نحن المصريين ان تاريخنا وتراثنا يحيا فينا وله جذور لايمكن ان تنسى او تندثر مهما طال الزمان كلمة نيروز قبطية اصيلة اطلقها المصرى القديم على عيد راس السنة القبطية الزراعية وهو اول شهر توت لانه كان يقام فى هذا اليوم احتفال كبير عند نهر النيل الذى كان يروى الارض ويدعى باللغة القبطية (نيارو) وكان له طقوس خاصة ابتهاجا بزيادة مياه النهر التى كان يطلب لها البركة فى ابتهال دينى كان به قرار شعرى يقول : نيارو ازمو اروؤو" الذى اختصاره كحسب قواعد اللغة (نياروز) كما اطلق بعد ذلك الاستعمار فى اللغة اليونانية (نياروس) واكد لنا هذه المفهوم اللغوى العلامة نيافة الانبا لوكاس اسقف منفلوط المتنيح قائلا " ان كلمة نيروز لاهى فارسية ولا صهيونية بل كلمة مصرية قديمة اصلها نياروز وهى اختصار لجملة مكررة فى الصلاة "نيارو ازمو اروؤو" وكانت عبارة عن قرار ابتهالى شعرى يردد لمباركة النهر النيل وتبعا لقواعد اختزال اللغة القبطية فعوضا عن تكرار القرار الشعرى كاملا بنصه واقتصادا فى الكتابة كان يكتفى بكلمة واحدة او كلمة وجزء من الكلمة الثانية ويوضع فوقها خط افقى يعنى الاشارة التى توحى الى القارىء بتكميل الجملة المختزلة وبتكرار القرار بوضعه " نياروس او نياروز " فى يوم راس السنة القبطية ومعناه عيد مباركة الانهار والمقصود به نهر النيل وروافده فى كل ربوع مصر . النيروز وهويتنا المصرية سجل لنا التاريخ ان توت المنعوت به اول شهور السنة المصرية القديمة ولد مدينة خمنو "الاشمونين" التى تتبع مركز ملوى حاليا محافظة المنيا وهى كانت مركز عبادة الاله تحوتى اله الحكمة وعاش توت اله العلم والمعرفة فى مكان قرية منتوت حاليا التابعة لمركز ابو قرقاص محافظة المنيا وله الفضل فى احياء روح الانتماء والحب لنهر النيل وجعل فى قلوب المصريين مكانا مقدسا لنهر النيل لانه شريان الحياة ومصدر البركة والخير كما اضاف لنا المقريزى نقلا عن ابن وصيف شاه الذى قال ان الملك مينا الاول وهو احد ملوك مدينة منف هو من احتفل بالنيروز رسميا فى حوالى سنة 4000 ق. م وقال ايضا ان المصريين كانوا يقيمون سبعة ايام يأكلون ويشربون عند النهر اكراما للنجوم والجدير بالذكر ان البطالمة اثناء وجودهم بمصر من 323 ق. م الى 30 ق. م ساهموا فى الاحتفال بعيد النيروز واقاموا الهياكل التى كان من اهمها هيكل دتدرة بجوار مدينة قنا بالوجه القبلى وهو شاهد حتى الان على ان عيد النيروز عيدا مصريا كان يحتفل به اكثر من مليون زائر يستحمون فى نهر النيل صباح عيد النيروز ويرتدوا الملابس الجديدة ويكرمون من يستحق التكريم وكان من عادتهم ان يأكلوا خبز الزلابية الخالى من الخميرة ويزوروا حقل النيروز من منتوت الى الاشمونيين حاملين اغصان النخيل وثماره التى ارتبطت بالنيروز بعد ذلك ومستمرة حتى الان . ارتبط النيروز بعيد الشهداء والكنيسة المصرية اعتبارا ان النيل روى ارض مصر ودم الشهداء رواها ايضا فى عهد اضطهاد الرومان الذين احتلوا مصر 30 ق. م ولاسيما فى عهد الامبراطور الجاحد دقلديانوس واعوانه من 284م – 305 م الذى جعل من دم مسيحى مصر انهارا اخر قريبا من نهر النيل فكما ارتوت ارض مصر بنهر النيل ويحتفل بثماره فى النيروز هكذا ارتوت ارض مصر بدماء الشهداء المصريين المؤمنيين بالله واثمرت ثمار سمائية ونهجت الكنيسة المصرية بنهج الاجداد فى الاحتفال بالنيروز كوطنية وعقيدة واحتفظت به كعيد وطنى يتوحد فيه كل المصريين وهم فى زهو وفخرا ان اجدادهم صنعوا تاريخا وطنيا تتوحد فيه المشاعر والقلوب نحو نعمة من نعم الله يتمتع بها كل انسان على ارض مصر بصرف النظر عن عقيدته وكأن الله يريد ان يقول لانسانيتا لكل منكم حق فى الحياة والمواطنة ومن هنا كان يهتم بالنيروز كثير من الحكام حتى عهد المماليك فكان الحكام يوزعون مبالغ كبيرة من المال وكميات من الهدايا والملابس الحريرية والفاكهة لكبار رجال الدولة وكانت توزع مساعدات على يد فئات متخصصة اطلقوا عليها لقب " امير النيروز" ووصف لنا المقريزى الاحتفال بالنيروز فال " النيروز القبطى جملة من المواسم تتعطل فيه الاسواق ويقل فيه سعى الناس فى الطرقات وتوزع فيه الكسوة لرجال الدولة واولادهم ونسائهم والرسوم من المال وحوائج النيروز" وهكذا استمر النيروز عيدا مصريا اصيلا فكان محمد على الكبير يحتفل به وطنيا وتدق الطبول وتعطل فيه جميع الاعمال وامر سعيد باشا والى مصر مصر بمرسوم صدر فى يوم السبت 7يوليو عام 1855م ان التاريخ القبطى (المصرى) هو التاريخ الرسمى للبلاد فى دوواين الحكومة وظل معمولا به لمدة عشرين عاما حتى جاء اسماعيل باشا ونقض هذا الامر وتحول الى التقويم الافرنجى ولكن ظل الفلاح المصرى الاصيل محتفظا بالتاريخ المصرى والاحتفال بعيد نيل مصر وبقيت معه الكنيسة المصرية الام تحتفل بهذا اليوم كعيدا وطنيا وكنسيا تذكارا لاولادها اولاد مصر الشهداء الغاء الاحتفال رسميا ويؤسفنى كمواطن مصرى ان اذكر مايذكره التاريخ الذى لايكذب ولا يتجمل ان فى عهد ثورة يوليو وبالتحديد فى عام 1962 م صدر القرار رقم 14 لسنة 1962م بالغاء عطلة النيروز وعدم الاحتفال به كعيد وطنى ولسنا نعرف من وراء هذا القرار اللعين الذى من اهدافه سلب المواطن المصرى هويته وسعادته بالاحتفال بعيد تأسس فى عهد الاجداد لمباركة النيل الذى نشرب من مائه جميعا ان هذا الضياع التراثى لم يكن هو الوحيد فكم من حقبات تاريخية اسقطها المغرضون وكم شواهد وطنية ضاعت مع صرخات تدوى فى التاريخ وتقول لمصلحة من ننسب النيروز للفرس وهم يحتفلون به بعد المصريين ويختلفون عنا فى الاحتفال فنيروز الفرس هو يوم 21 أزار عيد الربيع وعرفوه عندما كانوا فى مصر ولمصلحة من نخفى الحقبة التاريخية المسيحية فى مصر ولمصلحة من ؟ ومن ؟ومن ؟. اكيد هؤلاء الفعلة غرباء عن مصر وعن نيلها وكنيستها الام التى تحتفظ لنا بتاريخ مصر القويم اننى اوجه دعوة لكل مصرى غيور على وطنه مصر بصرف النظر انه مسلم او مسيحى انما يكفى انه مصرى يجب ان نطالب بتعديل القرار 14 لسنة 1962م وان يعاد النظر فى اعادة الاحتفال برأس السنة المصرية ( القبطية ) كعيد وطنى فيه نرد لنهر النيل كرامته واحترامه ونعرف اولادنا والاجيال القادمة اننا نحب نيلنا ووطننا ويكفى ان المصرى فى كل مكان يدعى (ابن النيل ) فكيف لايكرم النيل فى عيد مباركته عند اجدادنا عيد اول توت راس السنة المصرية التى يحترمها كل العالم . القمص روفائيل سامى |
|