اسم مقرون بالمسيحية مند نشأتها ,
فقد كان تقديم الذات منذ الايام الاولى لبزوغ فجر
الخلاص هو النموذج الحى للحب والبذل والايمان والاحتمال ومحبة الاعداء ..
وقصة الاستشهاد
هى المرادف لقصة الكرازة بالانجيل للخليقة كلها ..
اذ كان انتشار المسيحية
واتساع رقعة الايمان على خريطة العالم بشهادة الدم اكثر من انتشاره بالوعظ والتعليم .
ولم يكن الاستشهاد مرتبطا بنوعية خاصة من المسيحين كالرسل او الاباء الكبار , او
المعلمين ذوى الدرجة العالية ..
بل كان ولايزال فلسفة ايمانية عميقة اشتركت فيها كل
مستويات الفكر والفلسفات والثقافات والطبقات والاجناس والاعمار ..
والشهداء لهم سير عطرة ,
لا نمل استرجاعها لانها هى الوقود الذى يشعل فينا الروح
الباذلة حتى الدم , فنتعزى ونحن لم نزل فى جسد غربتنا ,
ونستطيع ان نقف فى
مواجهة التجارب والمحاربات التى تعترض طريقنا بقوة هذا الحب حتى الموت ..
ان المسيحين فى هذا العالم يقعون منه موقع الروح من الجسد ,
فالجسد يبغض الروح
بينما الروح تحبه ..
كذلك المسيحيون يبغضهم العالم وهم يحبون العالم ..
وكما ان الروح كائنة فى الجسد وهى ليست منه
فكذلك المسيحيون يقيمون فى العالم وهم ليسوا
من العالم ..
لذلك
ليس مستغربا لنا كمسيحيين ان نلقى للوحوش ولانقهر ..
ويموت منا من يموت , وعددنا يزيد ,
وكأن الاستشهاد رحم ام ولاد متدفق الخصوبة ..
والمسيحية هى
ديانة الحب ,
فالهنا هو الحب ذاته ..
والمسيحية فى شخص الهنا
قد سعت بالحب فى طريق الالم الذى صار شرطا اساسيا للتلمذة للرب , وطريقا للمجد
"ان اراد احد ان يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى مت 16 : 24 ..
وهكذا صار صليب العار رمزا للمجد والغلبة والنصرة ..
وصار الاضطهاد يسير جنبا الى جنب
مع المسيحية
يحاول عرقلتها كنيسة وافرادا
" فجميع الذين ان يريدون ان يعيشوا بالتقوى
فى المسيح يسوع يضطهدون" 2 تى 3 : 12 ..