منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 08 - 2025, 04:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,587

تَعْميقُ مَعْنى مَوْتِ المَسيحِ


تَعْميقُ مَعْنى مَوْتِ المَسيحِ
إنّ الإستطراد الّذي قمت به لا هدف له سوى تسليط الضّوء على حقيقة محوريّة: ألتّذكير بأن الحياة المسيحيّة تجد معناها في الله. لم يُخْلَقِ البشر فقط لبناء العالم بأعدل طريقة ممكنة: لقد جُعِلْنا على الأرض لنكون على اتّصال مع الله نفسه. لم يعدنا يسوع لا بالرّاحة الزّمنيّة ولا بالمجد الأرضيّ، بل بمنـزل الله الآب، الّذي ينتظرنا في نـهاية الطّريق.
وليتورجيّة نـهار الجمعة المقدّس تتضمّن نشيدًا رائعًا: “الصّليب المخلص”. هذا النّشيد يدعونا إلى تمجيد نضال الرّبّ المجيد ، غنيمة الصّليب، وانتصار المسيح البهيّ والإحتفال به: فادي الكون منتصر، وهو المُضَحَّى به. والله، سيّد كلّ ما هو مخلوق، لا يؤكّد وجوده بقوّة السّلاح، ولا حتّى بسلطة ذويه الزّمنيّة، إنّما بِعِظَمِ حبّه اللاّمحدود.
لا يحطّم الرّبّ حرّيّة الإنسان: فهو من جعلنا أحرارًا حقّاً. لذلك، فهو لا يريد أجوبة متصنّعة، بل يطلب قرارات تنبع من حميميّة القلب. هو ينتظر منّا، نحن المسيحيّين، أن نعيش بطريقة تجعل الّذين يعرفوننا، يستشفّون، خلف بؤسنا الشّخصيّ وأخطائِنا ونواقصنا، صدى مأساة محبّة الجلجلة. كلّ ما نملكه، تلقّيناه من الله، لنكون ملحًا يعطي الطّعم، ونورًا يحمل إلى البشر هذه البشرى السّارّة : ألله هو أب محبّ بلا حدود. ألمسيحيّ هو ملح ونور العالم، لا لأنّه يفوز وينتصر، بل لأنّه يشهد لحبّ الله. ولن يكون ملحًا إذا لم يُستَعملْ للتّمليح، ولن يكون نورًا إذا لم يقدّمْ شهادة ليسوع ، بمثله وعقيدته، وإذا فقد ما يكوّن علّة وجوده.
يجدر بنا أن نمتلىء بما يكشفه لنا موت المسيح، دون التوقّف على أشكال خارجيّة أو عبارات تفتقر للأصالة.
ينبغي أن نستغرق في التأمّل حقًّا بالمشاهد الّتي نحياها هذه الأيّام: وجع يسوع، دموع والدته، هرب تلاميذه، شجاعة النّسوة القدّيسات، جرأة يوسف ونيقوديمس، اللّذين يطلبان جسد الرّبّ من بيلاطس.
باختصار، فلنقترب، من يسوع المائت، من هذا الصّليب البارز في أعلى الجلجلة. لكن فلنقترب منه بصدق، عارفين أن نجد هذا الخشوع الباطنيّ الّذي هو علامة النّضج المسيحيّ. وهكذا تتغلغل في نفسنا أحداث الآلام، الإلـهيّة منها والبشريّة، مثل كلمة يخاطبنا الله بـها، ليكشف أسرار قلبنا ويعلن لنا ما ينتظره منّا في حياتنا.
منذ بضع سنوات رأيت لوحة بقيت محفورة بعمق في ذاكرتي. كانت تمثّل صليب المسيح وإلى جانبه، ثلاثة ملائكة: ألواحد كان يبكي بمرارة، والثّاني كان يمسك مسمارًا في يده، كمن يودّ الإقتناع بأنّ كلّ هذا كان صحيحًا، والثّالث كان غارقًا في الصّلاة. إنّه بالنّسبة إلى كلّ منّا، نـهج آنيّ على الدّوام: بكاء، إيمان وصلاة.
فلنتألّمنّ لخطايانا، وخطايا البشريّة،أمام الصّليب،وقد قادت يسوع إلى الموت. فلنعلن إيماننا، ولندخل هذه الحقيقة السّامية، الّتي تفوق كلّ إدراك ولنندهش أمام حبّ الله. ولنصلِّ كيما تغدو حياة المسيح، وموته، المثال والحافز، لحياتنا وسخائنا. حينها فقط نستطيع أن نُدعى منتصرين؛ لأنّ المسيح القائم سوف ينتصر فينا، والموت يغدو حياة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَوْتُ المَسيحِ حَيَاةُ المَسيحِيِّ
أَنْتِ أُمٌّ وَمَليكَة أَنْتِ خِدْرٌ لِلْإِلَهْ
يا بتول أَنْتِ بِكْرٌ أَنْتِ بَدْرٌ بَدْرُ تَمٍّ لا يَغيبْ
النُّمُو والحُصُولِ على المَزيدِ
مَنْ سيَفصِلُنا عن مَحَبَّةِ المَسيحِ


الساعة الآن 01:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025