إنّ اتّباع المسيح لا يعني الإلتجاء إلى المعبد، برفع الأكتاف أمام تطوّر المجتمع، وأمام نجاحات أو شذوذ البشر والشّعوب.
بل على خلاف ذلك، إذ إنّ الإيمان المسيحيّ يدفعنا إلى رؤية العالم خليقة للرّبّ، وبالتّالي إلى تثمين، كلّ ما هو شريف وكلّ ما هو جميل، والإقرار بقيمة كلّ شخص، مصنوع على صورة الله، والإعجاب بـهذه الـهبة الخاصّة الا وهي الحرّيّة، الّتي تجعلنا أسياد أعمالنا الخاصّة، قادرين، بنعمة السّماء، على بناء مصيرنا الأبديّ.
إنّه تصغير للإيمان، أن نعتبره إيديولوجيّة أرضيّة وحسب، بشهر راية سياسيّة – دينيّة، دون أن نعلم باسم أيّة تولية إلـهيّة، لإدانة أولئك الّذين لا يفكّرون بنفس الطّريقة مثلنا، حول مسائل قابلة، بطبيعتها، لحلول عديدة ومختلفة.