
12 - 08 - 2025, 01:08 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|

الصَّلَاةُ
إِنَّ السَّهَرَ فِي انْتِظَارِ عَودَةِ الرَّبِّ لَا يَكْتَمِلُ إِلَّا بِالصَّلَاةِ، فَهِيَ النَّفَسُ الَّذِي يُبْقِي القَلْبَ مُتَّقِدًا، كَمَا فَعَلَ الخَادِمُ الأَمِينُ (لُوقَا 12: 35)، وَالعَذَارَى العَاقِلَاتُ اللَّوَاتِي حَفِظْنَ مَصَابِيحَهُنَّ مُوقَدَةً (مَتَّى 25: 1-8).
1. السِّرَاجُ المُوقَدُ عَلامَةُ الصَّلَاةِ: المُؤْمِنُ مَدْعُوٌّ أَنْ يَكُونَ سِرَاجًا مُضِيئًا وَسَطَ عَالَمٍ فَاسِدٍ: "لِتَكُونُوا بِلَا لَوْمٍ وَبِلَا عَيْبٍ... تَتَلَأْلَأُونَ كَالأَنْجُمِ فِي الكَونِ" (فِيلِبِّي 2: 15). كَمَا أَنَّ إِيلِيَّا النَّبِيَّ كَانَ كَلَامُهُ مُتَوَقِّدًا مِثْلَ المِشْعَلِ: "كَلَامُهُ تَوَقَّدَ كَالمِصْبَاحِ" (يَشُوعُ بْنُ سِيرَاخَ 48: 1). وَيُوحَنَّا المَعْمَدَانُ كَانَ: "السِّرَاجَ المُوقَدَ المُنِيرَ" (يُوحَنَّا 5: 35)، لِيَشْهَدَ لِنُورِ الحَقِّ (يُوحَنَّا 1: 7-8). هٰكَذَا تُصْبِحُ الصَّلَاةُ زَيْتًا يُبْقِي المِصْبَاحَ مُتَّقِدًا، فَلَا يَخْبُو نُورُ المُؤْمِنِ أَمَامَ تَحَدِّيَاتِ العَالَمِ.
2. الصَّلَاةُ كَسَهَرٍ رُوحِيٍّ: يُوصِي بُولُسُ الرَّسُولُ الجَمَاعَاتِ المَسِيحِيَّةَ الأُولَى بِالسَّهَرِ فِي الصَّلَاةِ قَائِلًا: "أَقِيمُوا كُلَّ حِينٍ أَنْوَاعَ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ فِي الرُّوحِ، وَلِذٰلِكَ تَنَبَّهُوا وَأَحْيُوا اللَّيْلَ مُوَاظِبِينَ عَلَى الدُّعَاءِ" (أَفَسُس 6: 18). فَالصَّلَاةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ كَلِمَاتٍ، بَلْ هِيَ حُضُورٌ يَقِظٌ أَمَامَ اللهِ، وَانْتِظَارٌ حَيٌّ لِمَجِيئِهِ، وَاتِّحَادٌ مُسْتَمِرٌّ بِمَشِيئَتِهِ.
3. البُعْدُ الرَّعَوِيُّ: الصَّلَاةُ هِيَ حَارِسُ الإِيمَانِ وَسَطَ لَيْلِ هٰذَا العَالَمِ. هِيَ يَقَظَةُ القَلْبِ أَكْثَرَ مِنْ يَقَظَةِ العَيْنِ، أَيْ اسْتِعْدَادٌ دَاخِلِيٌّ دَائِمٌ لِاسْتِقْبَالِ المَسِيحِ. المُؤْمِنُ الَّذِي يُصَلِّي يَعِيشُ الرَّجَاءَ، فَلَا يُطْفِئُ هَمُّ الدُّنْيَا نُورَهُ، بَلْ يَبْقَى ثَابِتًا فِي اليَقَظَةِ حَتَّى النِّهَايَةِ. إِذًا، فَالصَّلَاةُ لَيْسَتْ وَاجِبًا شَكْلِيًّا، بَلْ هِيَ جَوهَرُ السَّهَرِ المَسِيحِيِّ، تَجْعَلُ القَلْبَ مِصْبَاحًا مُضِيئًا بِالرَّجَاءِ، مُسْتَعِدًّا لِيُعَايِنَ مَجِيءَ الرَّبِّ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ.
|