![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أَو سَأَلَهُ بَيضَةً أَعطاهُ عَقرَباً؟ "أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟" (لوقا 11: 12). تُشِيرُ إِلَى ٱلتَّعَارُضِ ٱلصَّارِخِ بَيْنَ ٱلْعَطَايَا ٱلصَّالِحَةِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْآبُ ٱلسَّمَاوِيُّ (كَٱلْبَيْضَةِ)، وَٱلْعَطَايَا ٱلْمُمِيتَةِ ٱلَّتِي لَا تَلِيقُ بِٱلْبُنُوَّةِ (كَٱلْعَقْرَبِ). وَلَيْسَ مِنَ ٱلْمُصَادَفَةِ أَنْ يُدْرِجَ لُوقَا ٱلْإِنْجِيلِيُّ ذِكْرَ ٱلْحَيَّاتِ وَٱلْعَقَارِبِ، فَهُوَ يَسْتَوْحِي ذٰلِكَ مِنْ قَوْلِ يَسُوعَ: "وَهَا قَدْ أَوْلَيْتُكُمْ سُلْطَانًا تَدُوسُونَ بِهِ ٱلْحَيَّاتِ وَٱلْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةٍ لِلْعَدُوِّ، وَلَنْ يَضُرَّكُمْ شَيْءٌ" (لوقا 10: 19). هٰذَا يُضْفِي عَلَى ٱلتَّعَارُضِ بَيْنَ "ٱلْبَيْضَةِ وَٱلْعَقْرَبِ" بُعْدًا رُوحِيًّا يَتَجَاوَزُ ٱلصُّورَةَ ٱلْحِسِّيَّةَ، لِيُظْهِرَ أَنَّ ٱللهَ لَا يُعْطِي أَبْنَاءَهُ مَا يُهْلِكُهُمْ، بَلْ يُعْطِيهِمْ قُوَّةً تَغْلِبُ ٱلْمَوْتَ وَٱلْخَوْفَ. يَرَى ٱلْقِدِّيسُ أَوْغُسْطِينُوس فِي رُمُوزِ "ٱلْخُبْزِ، وَٱلسَّمَكَةِ، وَٱلْبَيْضَةِ" أَبْعَادًا لَاهُوتِيَّةً ثُلَاثِيَّةً مُرْتَبِطَةً بِٱلْفَضَائِلِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ: ٱلْخُبْزُ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْمَحَبَّةِ، فِي حِينَ أَنَّ ٱلْحَجَرَ يَرْمُزُ إِلَى قَسَاوَةِ ٱلْقَلْبِ؛ ٱلسَّمَكَةُ تَرْمُزُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ، فِي حِينَ أَنَّ ٱلْحَيَّةَ تَرْمُزُ إِلَى ٱلضَّلَالِ وَٱلْجُحُودِ؛ ٱلْبَيْضَةُ تَرْمُزُ إِلَى ٱلرَّجَاءِ، فِي حِينَ أَنَّ ٱلْعَقْرَبَ تَرْمُزُ إِلَى ٱلسُّمِّ وَٱلْيَأْسِ. |
|