![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() عَلَى ظَهْرِي حَرَثَ الْحُرَّاثُ طَوَّلُوا أَتْلاَمَهُمْ [3]. صورة بشعة لشر الأشرار، إذ يقومون بالحرث بمحراث على ظهر البار، بل ويطولون أتلامهم (ما تشقه سكة المحراث في الأرض)، لكي تصير الجراحات عميقة وممتدة. هذه الصورة تنقل إلينا العنف الذي كان يُمارس بالنسبة لمعاقبة العبيد والمجرمين حيث كانوا يُجلدون بأسواط بها قطع من الحديد، تسبب جراحات عميقة وكثيرة على ظهورهم. سرّ هذا التصرف المرير ضد البار، أن الشرير لا يحتمل أن يجد من لا يتفق معه في شره، حتى وإن لم يضايقه في شيء. يحسب برّ البار شهادة مُرة ضده، فيحاول الخلاص منه. من جهة أخرى استخدم المرتل هذا التشبيه، لأنه وإن كان الأشرار يُسرون بمضايقة الإنسان البار لكن كل ما يفعلونه من شرور ضده، إنما يكون مثل ما يفعل المحراث في التربة، إذ يهيئها بالأكثر للزراعة والإثمار. فالضيق يزيد البار صبرًا خلال نعمة الله، ويزكيه ويمجده، لذلك سبق فقال المرتل: "لكن لم يقدروا عليّ" . تتحول المتاعب إلى أمجاد سماوية. * إنني لم أتفق معهم في الخطية. فإن كل إنسانٍ شريرٍ يضطهد الصالح لهذا السبب: إنه لا يتفق مع الشرير في الشر. القديس أغسطينوس * لقد أظهر أنهم يهاجمون ليس فقط بعنفٍ، وإنما أيضًا بإصرارٍ شديدٍ، يقضون وقتًا طويلًا، ويكرسون أنفسهم للخطة، ويعملون بلا عائقٍ. لا يعود عليهم هذا بنفع، ليس من أجل قوتنا، وإنما من أجل قوة الله. القديس يوحنا الذهبي الفم إن كان الأشرار لا يكفون عن مضايقة الإنسان البار، فإن الأب غريغوريوس (الكبير) يرى في حديثه عن الرعاية أنه يليق بالراعي أن يحتمل أتعاب الرعية وأخطاءهم، مقدمًا ظهره ليحمل أثقالهم، قائلًا: "على ظهري حرث الحرَّاث". * يُختبر صبر الراعي في تحمل أخطاء الرعية أثناء بحثه عن فرصة لإصلاحهم. ولهذا قال صاحب المزامير: "على ظهري حرث الحرَّاث" (مز 129: 3)، لأننا نحمل الأثقال على ظهورنا. وهكذا يشكو داود من أن الخطاة قد أثقلوا ظهره، وكأنه يريد أن يقول إن "أولئك الذين لا أستطيع إصلاحهم، أحملهم كحمل ثقيل". ومع ذلك فإن هناك بعض الأمور السرية التي يجب البحث فيها بتدقيق، فإذا ظهرت بعض الأعراض أمكن للراعي أن يكتشف كل ما يُعمل داخل عقول الرعية، وبالتوبيخ في الوقت المناسب يمكنه أن يستخلص من الأشياء غير المهمة أشياء مهمة. ولهذا قيل لحزقيال: "يا ابن آدم، أنقب في الحائط". ويضيف نفس النبي: "فنقبت في الحائط، فإذا باب. وقال لي: "ادخل وأنظر الرجاسات الشريرة التي هم عاملوها هنا. فدخلت ونظرت، وإذا كل شكل دبابات وحيوان نجس وكل أصنام بيت إسرائيل مرسومة على الحائط". (حز 8: 8-10) الأب غريغوريوس (الكبير) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ان نحيا على الرجاء المبارك بميراث الملكوت السمائى |
احرث حقل ذهني وفكري بمحراث حكمتك |
أرضنا تعطي محصولها عندما تُزرع بمحراث البرّ |
ما المقصود بالحرب الروحية |
الشر يقولون عليه خير والظلمة يقولون نور |