![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "وأوصِ الشعب قائلًا: أنتم مارون بتخم إخوتكم بني عيسو الساكنين في سعير، فيخافون منكم، فاحترزوا جدًا. لا تهجموا عليهم. لأني لا أعطيكم من أرضهم ولا وطأة قدم، لأني لعيسو قد أعطيت جبل سعير ميراثًا" [4-5]. أعطاهم حق المرور في تخم إخوتهم، وقدّم لهم مهابة ومخافة في أعينهم، لكن يلزمهم ألاَّ يُسيئوا مثل هذه الحقوق. يؤكد لهم "احترزوا جدًا"، لا لئلاَّ يهزمهم بنو عيسو، وإنما لئلاَّ يفقدوا روح الحق والعدالة، ويسقطوا في عدم الطاعة للوصية الإلهية. إنسان الله مهوب للغاية، لكن ليحذر لئلاَّ يظن في نفسه شيئًا فيفقد روح التواضع أمام الله، وبالتالي عوض الكرامة يحل به الهوان. يلاحظ في هذا الأصحاح أن الله خالق الكل ورب الجميع كلما تحدث عن أمرٍ ما يقدم توضيحًا لتصرفاته، فنراه هنا يكرر كلمة "لأني" [5، 9، 19]. أنه أب عجيب يود أن يتحدث مع أولاده لا بلغة الأوامر والنواهي، بل بروح التفاهم ليدركوا ما وراء كل تصرف، ويتعرفوا على أسراره الخفية. أنه يشتهي أن يتحدث معنا كما فعل مع موسى، إذ قيل: "ويكلم الرب موسى وجهًا لوجه كما يكلم الرجل صاحبه" (خر 33: 11). قدم لهم في هذه الوصية احترام ملكية الغير بدقة شديدة، إذ يطالبهم ألاَّ يتعدوا جبل سعير "ولا وطأة قدم" [5]. فقد نبدأ بوطأة قدم، لكن سرعان ما نتعدى أكثر فأكثر فنشتهي أن تقتني ما هو ليس من حقنا، لهذا تؤكد الوصية: "لا تمس، لا تذق"، كن بعيدًا تمامًا. حقًا عندما قدم الله الوصايا العشر لم يقدم شرحًا لكل وصية. فإنه إذ يقول "لا تسرق"، لا يوضح لماذا ذلك لأنه قدمها لأطفال صغار يعجزون عن إدراك المفاهيم الروحية للوصية، لكنه سرعان ما قدم التفاسير لها. فأوضح ألاَّ نسرق، لا من أجل أمر صادر لنا بهذا، وإلاَّ فإننا نسرق بفكرنا وقلبنا حتى وإن لم تمتد يدنا للسرقة. إنما قَدَّم لنا تفسيرًا: [كُونُوا قِدِّيسِينَ لأن أباكم قدوس.. كُونُوا كَامِلِينَ لأن أَبَاكُمُ كَامِلٌ]. فالقداسة أو الكمال، أو التشبه بالله هو علة عدم السرقة(*). لهذا يقدم الله الوصية ليتبعها الإعلان الإلهي. طرد نسل عيسو أو أدوم الحوريين وسكنوا في أرضهم [12]. وكان حكام أدوم في البداية رؤساء قبائل أو أمراء (تك 36: 15-19)، صاروا فيما بعد ملوكًا (تك 36: 31-39)، قبل قيام مملكة إسرائيل. وكان الأدومي يُعتبر أخًا للعبراني حتى أن من يُضم إليهم يحسب الذي في الجيل الثالث عبرانيًا (تث 23: 7-8). حاربهم شاول الملك (1 صم 14: 47)، وانتصر عليهم داود الملك (2 صم 8: 14)، لكنه لم يطردهم من أرضهم بل أقام عليهم حراسًا. واستعادوا استقلالهم في أيام يهوشافاط (2 مل 8: 20-22). ابتهج الأدوميون لغزو نبوخذنصَّر أورشليم، وكانوا يأسرون الهاربين ويبيعونهم (عوبديا). |
![]() |
|