ماذا يقول الكتاب المقدس عن الصبر مع الله

[Mary Naeem]

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الصبر مع الله؟

أبنائي الأحباء في المسيح، إن مسألة الصبر مع الله تمس جوهر رحلتنا الإيمانية. إنها تدعونا إلى استكشاف السر العميق للتوقيت الإلهي والشوق البشري. دعونا نتعامل مع هذا الموضوع بتواضع وانفتاح على حكمة الكتاب المقدس وبصيرة الخبرة البشرية.

الكتاب المقدس مليء بأمثلة لأفراد مؤمنين يتصارعون مع توقيت الله. نرى إبراهيم وسارة ينتظران عقودًا من الزمن للحصول على الطفل الموعود، وبني إسرائيل الذين تاهوا في الصحراء لمدة أربعين سنة، والأنبياء يصرخون قائلين: "إِلَى مَتَى يَا رَبُّ" (مزمور 13: 1). تذكرنا هذه القصص أن الصبر مع الله هو جانب شائع وغالبًا ما يكون صعبًا في الحياة الروحية.

من من منظور نفاد صبرنا مع الله غالبًا ما ينبع من فهمنا المحدود ورغبتنا في السيطرة. يجب علينا أن نتذكر، كما يعبر النبي إشعياء بشكل جميل، "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ" (إشعياء 55: 8). يمكن أن تساعدنا إعادة الصياغة المعرفية هذه على تنمية موقف أكثر صبرًا تجاه خطة الله.

يقدم لنا الكتاب المقدس العديد من الأفكار الرئيسية حول الصبر مع الله:

ثق في توقيت الله المثالي
يذكرنا سفر الجامعة 3: 11 بأن الله
"صنع كل شيء جميل في وقته".
وهذا يدعونا إلى الإيمان بحكمته،
حتى عندما لا نستطيع رؤية الصورة الكاملة.
ثابروا على الصلاة:

يعلمنا يسوع أن "صَلُّوا دَائِمًا وَلَا تَسْأَمُوا" (لوقا 18:1).
فالصلاة المستمرة، حتى في أوقات الصمت الظاهر،
تقوي علاقتنا مع الله وتغذي الصبر.
اغتنموا الانتظار كوقت للنمو:

يشجعنا يعقوب على "فَلْيَكُنْ لِلصَّبْرِ عَمَلُهُ الْكَامِلُ،
لِكَيْ تَكُونُوا كَامِلِينَ كَامِلِينَ، لَا يَنْقُصُكُمْ شَيْءٌ" (يعقوب 1: 4).
يمكن أن تكون أوقات انتظارنا فرصًا للنضج الروحي.
تذكّر أمانة الله:

كثيرًا ما تدعونا المزامير
إلى تذكُّر أعمال الله السابقة في الخلاص.
وبينما نتذكر أمانته،
نجد القوة لانتظار تدخلاته المستقبلية بصبر.

وبصفتي راعيكم ورفيقكم في الحج، أحثكم على أن تنظروا إلى الصبر مع الله ليس كاستسلام سلبي، بل كثقة نشطة. إنه فعل إيمان عميق أن تعلن، مثل النبي حبقوق، "وَلَوْ لَمْ تُزْهِرْ شَجَرَةُ التِّينِ وَلَمْ يَكُنْ ثَمَرٌ عَلَى الْكُرُومِ... لَكِنِّي أَفْرَحُ بِالرَّبِّ" (حبقوق 17:3-18).

في لحظات نفاد الصبر، دعونا نرجع إلى مثال مريم، والدة الإله، التي كانت تتأمل في قلبها في طرق الله الغامضة (لوقا 2: 19). لقد قادها إيمانها الصبور من شك البشارة إلى أقدام الصليب وفرح القيامة.

أصدقائي الأعزاء، ونحن نخوض في تعقيدات الحياة، عسى أن ننمو في الصبر مع الله، واثقين أنه يعمل كل شيء للخير (رومية 8: 28). ليكن انتظارنا مملوءًا بالرجاء، وتساؤلاتنا بالخشوع، وقلوبنا مفتوحة دائمًا للطرق المدهشة التي يكشف بها الله محبته لنا.