![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ، وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ. [7] دُعي أليشع النبي رجل الله 11 مرة في هذا الأصحاح (7، 9، 16، 21، 22، 25، 27، 40، 42)(*). كانت المرأة حكيمة وتقية، فإنه إذ امتلأت الأواني لم تتصرف في الحال من عندها، بل سألت النبي عما تفعله. سلكت بروح التواضع، لا تفعل شيئًا بدون مشورة رجل الله. أما بالنسبة للنبي فواضح أنه في أبوَّة صادقة يهتم بالجميع ويشبع احتياجاتهم ويحل مشاكلهم الروحية والاجتماعية والمالية. طلبت المرأة الحاجة العاجلة لكي تنقذ ابنيها من العبودية، فقدَّم لها النبي ليس فقط ما تسد به احتياجها السريع، وإنما ما يسندها في معيشتها: "اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنت وبنوكِ بما بقى". امتلأت كل الأوعية التي قدَّمتها بالزيت، فلم تنشغل بالزيت، ولا انبهرت بالمعجزة، لكنها أسرعت إلى رجل الله تخبره بما حدث حتى تتمم إرادة الله. هكذا يليق في كل أمورنا أن نطلب مشورة الله، ولا نتحرك حسب مشورتنا البشرية. v من الجانب الرمزي يلزم ملاحظة ثلاثة أمور هنا: أولاً: قيل أن الأرملة ملأت أواني جيرانها بزيت تفجر في بيتها، بفضل عطية الله، فإن الكنيسة المقدسة تمثلها الأرملة. في الواقع لم تُهجَر عندما صعد رجلها إلى السماء، إنما ملأت قلوب الأمم بزيت معرفة الخلاص الذي تكاثر وفاض في بيتها بفضل حضور الروح القدس!... ثانيًا: سألت الأرملة عن أوعية فارغة، ملأتها بالزيت، تلك التي قدَّمها لها ابناها، الأواني الكبيرة والصغيرة. هذا يعني أن القديسين الذين رفضوا شهوة زمنية، وامتلأوا بدسم المسحة المقدسة وزيت البهجة، فإن أمهم، أي نعمة الله، تهب زيتًا لكل واحدٍ منهم، للعظماء والصغار. إذ يعطي الله هذه العطايا كما يشاء، فيصير كل شيءٍ هو لنا (1 كو 3: 21-22)، كقول الرسول: [يلزمنا أن ننمو في المسيح حسب عطيته] [راجع أف 4: 15]. أما الذين ينحدرون بسبب الإفراط في الشهوات والسُكْر والاهتمامات الزمنية، هؤلاء الذين – كما يقول الرسول – يسيرون في بطلان روحهم، وفي ظلمة جهالتهم، هؤلاء الذين فقدوا رجاءهم وسلَّموا أنفسهم لممارسة كل نوعٍ من الوثنية والطمع (رو 1: 21-24؛ أف 4: 17-19)، فيتجرَّدون من هذه النعمة. في الحقيقة لا يرغبون في هذا الزيت، وإن رغبوا فيه لا يعدون إناءً يمتلئ به. ثالثًا: بقية الزيت الذي تركه الزوج الميت لأرملته، يعني رحمة ذاك (المسيح) التي أظهرها للقديسين عندما كان يعيش على الأرض. يقول سليمان إن من يلتصق بالرب يرحم الفقير، ويكافئه الرب على أعماله (أم 19: 17). القديس مار أفرام السرياني |
![]() |
|