![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَرَفَعَ رِدَاءَ إِيلِيَّا الَّذِي سَقَطَ عَنْهُ، وَرَجَعَ وَوَقَفَ عَلَى شَاطِئِ الأُرْدُنِّ. [13] سبق أن أخذ رداء إيليا يوم دعاه للخدمة (1 مل 19: 19)، ثم ردَّه إليه، لأن لم يكن قد حان الوقت لكي يخلفه. سقوط الرداء يشير إلى عبور الروح والقوة من إيليا إلى أليشع. هكذا اجتاز رداء المسيح إلى الكنيسة بعد أن صعد إلى السماء. ففي يوم الخمسين حلَّ الروح القدس على الكنيسة، معطيًا معنى حقيقيًا للكلمات التي تكلم بها المسيح لتلاميذه: "من يؤمن بي، فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها، لأني ماضٍ إلى أبي" (يو 14: 12). يرى القديس جيروم في سقوط الثوب الجلدي من إيليا عند إصعاده إلى السماء صورة حيَّة للمؤمن الذي يريد أن يرتفع قلبه إلى السماء، أن يخلع عنه شهوات الجسد، فكما ارتدى آدم بعد سقوطه القميص الجلدي يريدنا عدو الخير – الحيَّة القديمة – أن نرتدي الشهوات المميتة. v عندما صعد إيليا في مركبة نارية إلى السماء ترك رداءه الذي من جلد الغنم على الأرض... مادمنا مشغولين بأمور العالم، ما دامت نفوسنا مُقيَّدة بممتلكات وإيرادات مالية لن نقدر أن نُفكِّر بحرية في الله... الآن فإن إلقاء المال جانبًا هو للمبتدئين في الطريق وليس للذين صاروا كاملين... أما أن يقدم الإنسان نفسه لله فهذه علامة المسيحيين والرسل. هؤلاء يشبهون الأرملة التي ألقت من أعوازها فلسيْها في الخزانة. وبتقديم كل ما لديهم للرب، يُحسَبون أهلاً لسماع كلماته: "تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" ( مت 19: 28). v ألا يليق بنا أن نبكي ونتنهد عندما تدعونا الحيَّة كما سبق أن دعت أبوينا الأولين، أن نأكل من الثمرة الممنوعة. وبعدما طُردنا من فردوس البتولية تريد أن تُلبسنا رداءً من الجلد، ذلك الذي تركه إيليا خلفه على الأرض عند عودته إلى الفردوس. قل لنفسك: ماذا أفعل بملذات الحواس التي سرعان ما تنتهي؟ ماذا أفعل بأغنية السيرانة Sirens[55] العذبة والخطيرة جدًا على من يسمعها؟ v هذا هو السبب لماذا يجد الأغنياء صعوبة في ملكوت السماوات. لأنه ملكوت يتطلب من مواطنيه نفسًا تُحلِّق في الأعالي، متحررة من كل الأربطة والمعوقات. يقول الرب: "اذهب وبع"، ليس جزءًا مما لك، بل "كل مالك، وأعط الفقراء"، وليس أصدقاءك أو أقاربك أو أنسباءك... عندما تضع يدك على المحراث لا تنظر إلى الوراء (لو 9: 62). عندما تقف على السطح، لا تفكر في ثيابك التي في البيت، لكي تهرب من يد سيدتك المصرية (تك 12:39). اُترك ثوب هذا العالم. حتى إيليا في انتقاله السريع إلى السماء لم يستطع أن يأخذ معه ثوبه، بل ترك في العالم ثياب العالم. القديس جيروم بالحقيقة طرح ثوبه قبل أن يرتفع، أما المسيح فتركه لنا من أجلنا، واسترده عند صعوده. ليتنا لا نطرح نحن (ثوبه). ليتنا لا نحزن ولا نخاف من صعوبة الأزمنة؛ فإن ذاك الذي لم يرفض أن يُسفك دمه من أجل الجميع، وسمح لنا أن نشترك في جسده ودمه مرة أخرى، ماذا يرفض أن يفعله من أجل أماننا؟! القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الروح الذي حمل إيليا في مركبة وطلب منه أليشع الضعف |
لقد خلع إيليا الرداء، ولبسه أليشع |
عندما رأى إيليا أليشع |
أليشع كان يخدم إيليا |
أليشع والقوة المضاعفة |