![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() «السيد المسيح» وداعته تحدث «السيد المسيح» عن الوداعة، ففى العظة على الجبل قال: «طوبى للودعاء، لأنهم يرثون الأرض»، وإذا هو يدخل أورشليم وديعًا ومتواضعًا كما ذُكر عنه «... هوذا ملكك يأتيك وديعًا، راكبًا على أتان وجحش ابن أتان». فيقدِّم رسالة الوداعة هذه المرة بطريقة عملية، فهو لم يدخل المدينة فى مظاهر العظمة التى كانت تواكب الملوك والحكام، وإنما دخلها محوطًا بمحبة واحتفاء الشعب البسيط، فى مظهر بسيط لا يرضى به فكر العظماء المتعالين. وقد أدرك التلاميذ والرسل هذا الأمر، فأصبحت الوداعة تعليمًا ومنهجًا وسلوكًا فى حياتهم مرتبطًا بالحكمة: «من هو حكيم وعالم بينكم، فليُرِ أعماله بالتصرف الحسن فى وداعة الحكمة». إن الوداعة هى كَنز عظيم يَكفى الإنسان كثيرًا من الشرور. تأثرتُ بإحدى القِصص التى تحكى عن الأب الذى كان يقوم بتلميع سيارته الجديدة. فإذا ابنه البالغ من العمر أربع سنوات يُمسك بحجر ويخدش به أحد جوانب السيارة! وحينما رأى الأب فِعلة ابنه، غضِب بشدة وضرب يده عدة مرات، دون أن يشعر بالأداة الحادة، ما أدى إلى بتر أصابع الابن فى المستشفى!! وكان الابن يسأل الأب: متى تنمو أصابعى؟ ما سبَّب ألمًا شديدًا لأبيه. عاد الأب إلى السيارة، فنظر إلى الخُدوش التى أحدثها الابن ليجده قد كتب: «أنا أحبك، يا أبى»!! ما أيسر أن ينفعل الإنسان، ويتخذ المواقف والقرارات، ويعامل الآخرين بجفاء شديد! وما أصعب أن يحتمل الإنسان، ويسلك طريق الوداعة! إنه الفارق بين الضعف والقوة، والموت فى مقابل الحياة. تواضعه فى بساطته وتواضعه، قدِم السيد المسيح إلى أورُشليم على جحش، ولم يختَر أن يأتى على فرس حرب أو خيل، أو مركَبات، إنه التواضع الذى أرادنا أن نسلك على مثاله: تواضُع القوة! فالتواضع فى عينى الله له ثمن كثير، وهو، تبارك اسمه، يرفع المتواضعين ويساندهم فى كل أمور حياتهم. لذلك قيل: «فتواضعوا تحت يد الله القوية لكى يرفعكم فى حينه...». |
![]() |
|