![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَأَجَابَ إِيلِيَّا: وَقَالَ لَهُمْ: إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ. فَنَزَلَتْ نَارُ الله مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ، هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ. [12] v أرسل أيضًا قائد الخمسين ومعه خمسون، قسا قلبه وكان وثنيًا أكثر من الأول. صعد هو أيضًا إلى إيليا، وقال له: "يا نبي الرب، يقول الملك: انزل من هناك". لعل القائد الأول الذي صعد عند إيليا لم يكن مُلامًا مثل القائد الثاني الذي أُرسل. لم يشاهد الآخرين الذين احترقوا كما احترق هو. الأول داهمته النار دون أن يشعر. ما حدث له لم يحدث لآخر قبله حتى يخاف من المشهد الذي كان قريبًا منه. لم يكن يعلم بأن النار تنقض عليه، وعندما انقضت صار مثلاً مملوءًا بالمخاوف. كانت وقاحة الوثني الثاني الذي أُرسل أعظم، لأنه تجاوز الواجب كثيرًا. رأى الجثث مطروحة كالفحم على الجبل، ولم يخَف قلبه من سلوك الطريق إلى إيليا. تفوح رائحة رفيقه القائد الذي احترق، ولم ترعبه ليعود إلى الوراء لئلا يصعد. الفوج الذي قبله دمَّرته النار وطرحته، وها هو يدوس عليه، ويصعد بغضبٍ إلى إيليا. العظام التي أكلها اللهيب تبعثرت على الطريق، مع ذلك كان يخطو بشجاعة نحو الغيور الذي أحرقها. من دخان الفوج الذي احترق كان الجبل مضطربًا، ومع ذلك قسّى قلبه، ولم يكن ينظر إلى ما جرى. اكتسب إرادة شريرة وقاسية ومتوحشة، ولم يرتجف من النار التي أكلت رفاقه. قسّى وجهه كمن يحارب الله، وكان يهدد كأنه ينتصر على النار. طريقه رهيبة كمن لا يخاف من اللهيب، وصوته يرتفع إلى إيليا لينزله معه. يا نبي الرب، الملك يقول: انزل. فأجابه أيضا إيليا، وقال له: لو كنت نبيًا، لتأكلك النار أنت والخمسين، فاتقد اللهيب واشتعل وسحقهم... هجم عليه اللهيب وسحقه، لأنه تخطَّى الحريق المخيف الذي رآه. قلب قاسٍ، كان يُجلد بقضيب النار، ولم يشأ أن يتعلم من تأديب (القائد) الأول. وإذ لم يقبل أن يخاف، أصبح رعبًا، وإذ لم ينظر إلى من احترق، أصبح مثالاً. راعي الشعب وقف على الجبل مثل نشيط ليحرس قطيعه بقوات وعظائم ومذهلات. عندما تجمعت الذئاب صعدت لتفترسه، فأنزل نارًا من بيت ربه والتهمتها. جُعل اللهيب له قضيبًا عظيمًا، وبه كان يطرد الحيوان المفترس من رعيته. أنزل على الكرمل نارًا، والتهمت ذبيحته، وبها جمع غنم يعقوب عند إلهه. هنا دعا النبي النار مرتين ليجمع القطيع المبدد بالأعجوبة. خضعت له النار، وعرفت صوته، وكلما تكلم استجابته، لتُنَفِّذ كل ما يقول لها. القديس مار يعقوب السروجي |
|