![]() | ![]() |
|
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() فَأَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ لِرَئِيسَ الْخَمْسِينَ: إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ الله، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ. فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ. [10] سبق أن استدعى إيليا النبي نارًا من السماء تلتهم الذبيحة وتقاوم كهنة البعل (1 مل 18: 36 – 38). الآن يطلب نارًا من السماء ليدرك أخزيا ورجاله أن الله إله إسرائيل له سلطان على الطبيعة ومخوف، وأن إله عقرون لا حول له ولا قوة. يُعَلِّق العلامة أوريجينوس على قول النبي: "َأنَا رَجُلَ"، بقوله إنه يوجد في الكنيسة أناس هم رجال الله كقول إيليا عن نفسه: "إن كنتُ أنا رجل الله، فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك" (2 مل 1: 10)، أما الذين تركوا التعقُّل والفهم ويسلكون ببساطة، فيُحسبون كحيواناتٍ، إذ يقول المرتل: "الناس والبهائم تخلص يا رب" (مز 36: 6). فإن مات أحد هؤلاء البسطاء بالخطية وصار كجيفة، فإن من يمسها ويسلك معها في خطيتها يتدنس. هذا بالنسبة للحيوانات المستأنسة، أما بالنسبة لحيوانات البرية المفترسة، فيرى أن الأسد الميت يُشير إلى الالتصاق بإبليس، الذي يقول عنه الرسول بطرس: "لأن إبليس خصمكم كأسدٍ زائرٍ يجول ملتمسًا من يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان" (1 بط 5: 8-9). أما الذئاب فتُشير إلى الهراطقة، كقول الرسول بولس: "بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تُشفِق على الرعية" (أع 20: 29)، فمن يتبعها في أفكارها الخاطئة يكون كمن تنجس بلمس جيفة ذئبٍ ميتٍ. من أجل مجَّد الله طلب إيليا نزول نار من السماء تلتهم قائد الخمسين ورجاله الذين أصروا على العصيان في تشامخٍ. غالبًا ما تحقق نزول النار من السماء بُناء على توجيه الله لإيليا. أما وقد نزل السيد المسيح إلى العالم، فأقام من مؤمنيه الحقيقيين خدامًا له هم لهيب نار، مملوءين حبًا؛ هذه النار تُحوِّل الأعداء إلى أحباء (رو 12: 14-21). جلبت كلمة إيليا النار المُهلِكة من السماء؛ نفس النار المُهلِكة عُرفت في (عد 11: 1)، وتحدث عنها الرسل (لو 9: 54). سبق أن أعلن الله قبوله الذبيحة من إيليا النبي بنار السماء، وأخزى كهنة البعل (1 مل 18). الآن ذات النار النازلة من السماء أحرقت جنود البعل الذين ظنوا أنهم قادرون أن يلقوا القبض على رجل الله. احتراق القائدين وجنودهما ربما لأنهما قد اشتركا في قرار الملك إن لم يكن ظاهريًا فبقلوبهم الشريرة. كما تمجد الله بواسطة نبيه إيليا حين قدَّم ذبيحة له، فالتهمتهما النار النازلة من السماء، هكذا تمجد أيضًا باحتراق جنود البعل الذين ظنوا في أنفسهم أنهم قادرون على مقاومة الله ونبيه. يقول القديس أفراهاط الحكيم الفارسي: "إن رئيسي الخمسين والمائة جندي احترقوا، لأنهم اقتربوا إلى الجبل الذي كان إيليا جالسًا عليه، هذا الذي ارتفع إلى السماء في مركبة نارية. لهذا أيها الأحباء يُمتحن الأبرار بالنار مثل الذهب والفضة والحجارة الكريمة، أما الأشرار فيحترقون في النار مثل الخشب والقش والعشب، فيكون للنار سلطان عليهم وهم يحترقون". كان البشر بوجه عام حتى شعب إسرائيل في حاجة إلى إدراك مخافة الرب، حتى يتركوا عبادة الأوثان وعصيانهم للوصية الإلهية. ولكن إذ جاء السيد المسيح ليرفع البشرية إلى النضوج الروحي، رفض طلب تلميذيه يعقوب ويوحنا أن يُنزل نارًا من السماء لتفني السامريين الذي لم يقبلوه في قريتهم (لو 9: 51-56)، إذ جاء ليكسب البشرية بحبه المُعلَن خلال الصليب، وليس بحرقهم بالنار. لم تكن شهوة قلب إيليا الانتقام، لكن ما نطق به هو إعلان مع تحذير من واقع كشفه له الرب. هذه النار التي من السماء لا تتعارض مع محبة الله، وإنما يطيل الله أناته على الأشرار، وفي وقت مُعيَّن يسمح بالتأديب ليكون درسًا عمليًا أمام الآخرين. وقد نزلت من السماء ولم تصدر عن الأرض، فلا يجوز للناس أن يحرقوا بعضهم بعضًا، أو يطلبوا لأنفسهم من الله أن ينتقم لهم. v حينئذ أرسل قائد الخمسين إلى إيليا، ومعه خمسين ليأتي به عنده حتى إن رفض. لو كان لهذا الوثني (أخزيا) والدة أخرى، لما كان يلزم أن تكون أمه إلا إيزابل. لو لم يكن ابنها بالحقيقة يشبهها، كم بالأحرى الآن بعد أن ولدته وقامت بتربيته! هذا القلب القاسي الذي يشبه إيزابل بأفعاله، أراد أن يحارب إيليا بخمسين رجلاً. كل المخلوقات ترتعد أمام (إيليا)، فكيف يغلبه الخمسون الذين أُرسلوا إليه؟ العلو والعمق يرهبان هذا القوي، وابن إيزابل يهدد ليأتي به مثل ضعيفٍ. دعا النارَ ونزلت حالما دعاها، واستجابت وأتت، كيف يغلبه القش لينزل معه؟ يعرف اللهيب صوته ويطيعه، فلماذا لم يخف منه المريض الذي يهدده؟ شابه أمه التي هددت أيضًا الجبار، وأرادت أن تقتل ذاك الذي كان الموت يخاف منه. صعد وراءه قائد الخمسين، كما أُرسل، فنظره جالسًا على قمة الجبل بمفرده. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اُنظر لآلام المسيح على الصليب حتى تشعر بحبه لك | Mary Naeem | قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح | 0 | 03 - 03 - 2024 12:24 PM |
الصليب والنفس البشرية | Mary Naeem | قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح | 0 | 15 - 09 - 2023 10:18 AM |
الصليب حافظ كلّ المسكونة الصليب جمال الكنيسة | walaa farouk | قسم المواضيع المسيحية المتنوعة | 2 | 14 - 09 - 2019 08:44 PM |
طلبت من تحبه نفسي.. بالنسبة للنفس البشرية | Mary Naeem | تأملات فى الكتاب المقدس | 0 | 10 - 04 - 2014 04:34 PM |
صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاك | Mary Naeem | موسوعة توبيكات مميزة | 0 | 24 - 08 - 2013 06:28 PM |