
12 - 04 - 2025, 03:46 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195
|
|
يحتلّ أحد الشعانين الذي تفسيره "هوشعنا أي خلّص يا رَبّ" ذروة حياة يسوع العلنيّة السّائر إلى آلامه وموته كما يُبيّن لنا الإنجيليّ يوحنّا. في هذه المناسبة وللمرّة الأولى، يعلن يسوع عن ذاته أنّه "ملك إسرائيل" الدّاخل إلى عاصمة مُلكه أورشليم. في وسط تلك الهتافات توجّه يسوع إلى هيكل الله ليعيده بيت صلاة ومقرّاً للعبادة الحقيقيَّة. فملكيَّة يسوع بشكلها الشّامل هي على مثال ملكيّة الله نفسه في أورشليم، وهذه الملكيّة تنطلق من إسرائيل لتصل إلى سائر الشّعوب........
لذلك يقدّم لنا الإنجيليّ يوحنّا أنَّ دخول يسوع إلى أورشليم وتطهيره للهيكل في تلك الظروف الصّعبة كان بمثابة التحدّي الصّريح لأعدائه. فيسوع كان مصمِّمًا على ذلك وقد شرح لتلاميذه مُسبقـًا سبب إقدامِه على مثل هكذا عمل. وهذا ما سيكون سببًا مباشرًا للحكم عليه بالموت من قبل السّلطات اليهوديَّة التي رفضت أن يملك عليها.
"لا تخافي يا ابنة صهيون هوذا ملكك يأتي راكبًا على جحش ابن أتان" عندما نقرأ نَصَّ إنجيلِ مرقس ومتّى ولوقا يتبيَّن لنا أنّ دخول يسوع إلى أورشليم تمّ قبيل عيد الفصح. أمّا الإنجيليّ يوحنّا فيُظهر لنا أنَّ يسوع جاء إلى أورشليم إلى المدينة المقدَّسة مِرارًا عديدة مع أفواج الحُجّاج عَملاً بأوامر الناموس، لأنّه هناك أعيادٌ للحجّ غير عيد الفصح كعيد العنصرة وعيد المظال في الخريف حَيث هُدِّد يسوع في تلك المناسبة بالرّجم على أثر خطبته في هذا العيد، ثمّ تذكار تدشين الهيكل في الشتاء (يو10 /22).
وكان له هناك مع اليهود المحافظين مناقشات حادّة وقد وجد فيها المعارضة الشّديدة، لأنَّ ما تناوله من برهان قاطع عن مسيحانيَّته وألوهيَّته كان أكثر حرجًا وأشدَّ صعوبةً لرسالته الإلهيّة. ثمّ جاءت أعجوبة قيامة لعازر من بين الأموات لتزيد رؤساء الكهنة واليهود حسدًا منه وحقدًا عليه وكرهًا له. وكان الخلاف بين يسوع والكتبة والفريسيِّين قد بلغ ذروته وكانوا قد شرعوا يبحثون عن طريقة حتى يتخلّصوا منه.
وقبل دخول يسوع إلى أورشليم عاصمة داود ومملكته كان يسوع قد تنبّأ لتلاميذه عمَّا سيجري له من أمور هناك، فأدركوا ما سوف يترتّب على هذا التصميم وعلى هذه الزيارة، ما دامت تحدِّيًا للمعارضة اليهوديَّة في عقر دارها. كان يسوع يعرف جيدًا ما كان ينتظره في أورشليم ومع ذلك سار ثابتًا في طريقه دون أنْ يخشى الوقوع في المأساة التي أنهت حياته في هذه المدينة المقدَّسة إذ بلغ به الحبّ إلى أقصى حدوده أي المَوت على الصَّليب.
في دخول يسوع أورشليم يبيِّن يوحنّا ظاهرة الجموع الكثيرة التي كانت تتبعه في العيد وهم يحملون سعف النخل والزّيتون ليستقبلوه كما كان يُستقبل السّلاطين والملوك في العهد القديم وكانوا يهتفون: "هوشعنا مبارك الآتي باسم الرَّب" هذا ما كان يحدث عندما كان الكهنة يهتفون حين يدخل رؤوساء المواكب إلى هيكل أورشليم في الأعياد الكبرى خاصّة في عيد المظالّ.
|