وَأَمَرَ دَاوُدُ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَاعِدُوا سُلَيْمَانَ ابْنَهُ: [17]
هنا يدعو داود قادة إسرائيل ليساعدوا سليمان في العمل العظيم الذي أمامه، فكل منهم يجب أن يمدَّ يدَّ المساعدة لتتميم العمل. فالجالسون على العرش لا يستطيعون تنفيذ العمل الصالح الذي يسعون إليه ما لم يتعاون معهم المحيطون بالعرش، لذلك أوصى داود القادة لينصحوا سليمان ويحثوه ويُسَهِّلوا العمل له على قدر استطاعتهم بتعزيزه كل من ناحيته.
مهما نال سليمان من فهم وفطنة وحكمة، وإمكانيات مادية، وقُدرَات ومواهب، يحتاج إلى الآخرين. لذلك "أمر داود جميع رؤساء إسرائيل أن يساعدوا سليمان ابنه"، مع تأكيد أن العامل هو الله نفسه: "أليس الرب إلهكم معكم؟!" [18].
لقد ركَّز سفرا الأخبار على العمل الجماعي بروح الشركة في الرب!
يوجد فرق شاسع بين الروح التي كان يفكر به داود في الأصحاح السابق بالمقارنة ببداية الأصحاح الحالي، فهناك كان يُحصِي الشعب بسبب كبرياء قلبه، وأما هنا فبتواضع قلبه يقوم بخدمة الله. هناك الفساد كان سائدًا ولكن هنا أخذت النعمة اليد العالية.