![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: قَدْ سَفَكْتَ دَماً كَثِيراً، وَعَمِلْتَ حُرُوبًا عَظِيمَةً، فَلاَ تَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي، لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي. [8] داود يخبره لماذا لم يَقُمْ هو نفسه بالعمل، فقد كان في قلبه أن يعمله[7]، ولكن الله منعه، لأنه سفك دمًا كثيرًا [8]، وهذا هو الدم الذي سفكه في حروبه، فقد كان رجل حرب منذ حداثته، وقد سفَك هذا الدم بعدلٍ وشرفٍ في خدمة إله إسرائيل، ولكن هذا جعله غير لائق لهذه الخدمة، أو بالحري أقل لياقة من آخر لم يُدْعَ لعمل دموي. بالرغم من أن داود خاض هذه الحروب دون إرادته ولم يكن المعتدي، فإن الله اعتبره رجل دماء، فالله ضد الحروب ويُرِيد السلام وابنه يسوع المسيح هو ملك السلام الذي يأتي بالسلام إلى الأرض. الله لم يسمحْ لداود ببناء الهيكل لأنه رجل حرب، والله أعطى هذا السبب لتنحية داود عن هذا العمل، مُظهِرًا كم ثمينة هي حياة البشر لديه، وأنه يريد مثًلا له أن: الذي سيبني هيكل الإنجيل ليس بإفناء حياة البشر بل بخلاصهم (لو 9: 56). كان العمل المطلوب من داود أن يحارب الحروب اللازمة لتثبيت المملكة، كما أن العمل الذي دعا الرب سليمان إليه هو بناء الهيكل. الحرب حتى وإن كان لها ما يُبَرِّرها أحيانًا وتكون ضرورية، إلا أنها لا تليق بعبادة الله المقدسة. لقد طلب الرسول أن يُقَدِّمَ المؤمنون الصلاة بأيادٍ مقدسة بلا غضبٍ (1 تي 2: 8). الدم في الكتاب المقدس أمر مقدس، من يسفكه بغضب كما في الحرب، يحسب أنه أمر غير أخلاقي، فهو غير لائق بعبادة الله الطاهرة، لهذا تمنع قوانين الكنيسة أن يستخدم الكاهن الضرب. لماذا لم يُسمَحْ لداود ببناء الهيكل؟ v لأنه كان رجل الدم –ليست الإشارة هنا– كما يظن البعض - إلى حروبه، وإنما إلى جريمة [قتل أوريّا]" – لم يُسمَحْ له ببناء هيكل الرب. القديس جيروم v غرس بنشاطٍ في كرم بيت الله، وبلغ الزمن ليستريح فيه العامل المُرهَق من تعبه. ولما علم الماهر في المعرفة بأن أجَلَه قد حلَّ، أراد أن يُظهِرَ حبه للرب بوضوح. رأى أن الموت أتى ليحلّ هيكل جسده، فأراد أن يبني هيكلاً مُقدَّسًا للرب إلهه. رأى النبي أن نسيج جسده كاد أن يتهرأ، فأراد أن يبني قدس الأقداس لضابط أقاصي الأرض. ولما أظهر فكرة تشييد هيكل، تكلم ربُّه معه بالروح، قائلاً: "يا ابن يسى، لا تبنِ لي هيكلاً من الحجارة، لأن قلب الأبرار وحده يقدر أن يسعني لأُكرَّم فيه (2 صم 7: 5؛ إش 66: 1؛ أع 7: 46-50). لا تسعني السماء والأرض بحدودهما، لأن قلب الأبرار فقط وليس آخر يمكن أن يحويني. أنا أُكرَّم وأُقدَّس في النفس الطاهرة، ولا يقدر أن يسعني بناء بأيادي الناس. السماء التي هي عرشي لا تسعني في حضنها، والأرض وحدها هي موطئ قدميّ (1 أي 28: 2؛ مز 99: 5). قستُ سماء العلى بشبري مثل عارف الكل، وكِلت بحفنتي تراب الأرض مثل الكلي السلطان (إش 40: 12). أنت لا تشيِّد لي هيكلاً لمجدي حيث أُكرَّم، لأن أصابعك سفكتْ دم الناس كثيرًا (1 أي 22: 8؛ 28: 3). ابنك يبني لي بيتًا لأسكن فيه وأتقدَّس فيه، ولو حسن لدي أكون معه كما كنتُ أيضًا معك (2 صم 7: 12-13؛ 1 مل 8: 19؛ 1 مل 6)". القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
|