ما كان يشغل قلب داود، لا أن يسكن ويستقر في وسط شعب الله، بل يجتمع مع كل القادة والشعب في حضرة الله. فقد أدرك أن الله هو سرُّ حياته وبنيانه الدائم ونجاحه في كل ما تمتد إليه يداه وفرحه وسعادته ومجده. أدرك أن الله هو مصدر البركات، بل ويجعل منه بركة لكل من يلتقي به.
رأينا في الأصحاح السابق كيف صار فرحٌ في كل إسرائيل، واشتهى داود أن تُسَبِّحَ الأرض كلها الرب وتُبَشِّر بخلاصه (1 أي 16: 23).
الآن وقد بذل حيرام ملك صور كل جهده ليبني قصر داود، لم يحتمل الأخير أن يجد نفسه ساكنًا في قصرٍ عظيمٍ بينما يُوضَع تابوت العهد المُمَثِّل للحضرة الإلهية في خيمة. اشتهى داود أن يبني لله بيتًا علامة حضور الله وسط شعبه، بل دعوة للقاء العالم كله مع الله.