![]() | ![]() |
|
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
||||
* ربما يسأل أحد: أما يتعارض [ما ورد في أفسس: "لنكون قديسين وبلا لوم قدامه" (أف 4:1)] مع القول النبوي: "لن يتبرر قدامك أحد" (مز 143: 2)...؟ يجيب لنلجأ إلى المعنيين في النبوة، فإنه ليس أحد يتبرر أمام عيني الله في كل الأمور عبر كل حياته، لأنه حتمًا يخطئ أحيانًا. ولكن هذا لا يمنع من أن البعض في أوقات معينة يكونون قديسين وبلا لوم قدامه (أف 1: 4)، إن صاروا هكذا خلال إصلاحهم. العلامة أوريجينوس |
|
||||
![]() لأَنَّ الْعَدُوَّ قَدِ اضْطَهَدَ نَفْسِي. سَحَقَ إِلَى الأَرْضِ حَيَاتِي. أَجْلَسَنِي فِي الظُّلُمَاتِ، مِثْلَ الْمَوْتَى مُنْذُ الدَّهْرِ [3]. جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "لأن العدو اضطهد نفسي، وأذل في الأرض حياتي". ما أصعب على نفس داود أن يحتل ابنه المحبوب لديه أبشالوم مركز العداوة، فيستخدم كل وسيلة لا ليغتصب منه كرسي الحكم فحسب، بل ويطلب نفسه، أي يقتله ويذله أمام الشعب والجيش. لا ينكر النبي أنه اضطرب وصار كمن يجلس في الظلمات مثل الموتى. صار المرتل في موقفٍ خطيرٍ. صار كمن في ظلمة القبر، كالميت ليس من يسنده أو يترجى إنقاذه. ما هو هدف عدو الخير من مقاومته للمؤمن؟ إن يسحقه إلى الأرض، وأن يجلسه في الظلمات مثل الموتى! إن كان السيد المسيح يود أن يحملنا إلى سماواته، فإن عمل عدو الخير أن ينزل بنا إلى الأرض، ويربط أذهاننا وقلوبنا بالأرضيات لا السماويات. وإن كان السيد المسيح هو شمس البرّ الذي يشرق على الجالسين في الظلمة، فإن عدو الخير يود أن يعزلنا عنه، فننحدر كما إلى القبور حيث ظلمات الشر والخطية. يرى القديس أغسطينوس أن عدو الخير اضطهد السيد المسيح ليجلسه في الظلمات، ويجعله مع موتى العالم الذين يموتون بسبب خطاياهم. لقد قبل السيد هذا الاضطهاد لكي بإرادته وليس بسبب خطية ما ارتكبها، يموت عنا، فيحررنا نحن الذين صرنا موتى العالم بسبب خطايانا. لا يزال عدو الخير يضطهد الكنيسة جسد المسيح، لكي يجلس الكل في ظلمات الجحيم بكونهم موتى العالم، لكن من يلتصق بالسيد المسيح، يموت بالجسد، ويتمتع بالقيامة خلال صلب المسيح وموته وقيامته! * "لأن العدو قد اضطهد نفسي، سحق إلى الأرض حياتي". هنا نحن نتكلم؛ هنا يتكلم الرأس عنا. واضح أن الشيطان اضطهد كل من نفس المسيح ونفس يهوذا، والآن أيضًا لا يزال الشيطان يضطهد جسد المسيح، ومن يخلف يهوذا أيضًا... ماذا يطلب من كل من يضطهدنا إلا أنه يسعى ليجعلنا نفقد رجاءنا السماوي... ونخضع لمضطهدنا ونحب الأرضيات؟ "أجلسني في الظلمات، مثل الموتى منذ الدهر". هذا تسمعونه بالأكثر من الرأس، تدركونه بالأكثر بالنسبة للرأس. فإنه بالحقيقة مات لأجلنا، ومع هذا فهو ليس بأحد الذين ماتوا من العالم. لأنه هم موتى العالم؟ وكيف لم يكن أحد موتى العالم؟ موتى العالم هم أولئك الذين ماتوا عن استحقاقهم، فقبلوا جزاء إثمهم، نالوا الموت كثمرة الخطية التي انتقلت إليهم، كما قيل: "بالآثام حبل بي" (مز 51: 5)... أما هو فبموته قال: إني اتمم مشيئة أبي، لكنني لست أستحق الموت. لم أفعل شيئًا لأموت. إنما هذا من عملي أن أموت لكي بموت البار يتحرر أولئك الذين يلزم أن يموتوا. القديس أغسطينوس يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن من يسقط في فخاخ عدو الخير، يحرم نفسه من شمس برّ، ويجلس في الظلمات كالميت، وتصير روحه في حالة إعياء ويتحير قلبه في داخله، فلا يجد راحة، لا يستطيع أن يتحدث معه أحد كي يعزيه. عمل عدو الخير أن يُفسد البصيرة، فلا نستطيع التطلع إلى شمس البرّ. يقول أيضًا القديس يوحنا الذهبي الفم عن هؤلاء الساقطين في يأس الخطية [لن يكون لهم سلام، ولا روح متحررة من القلق، بل بالحري يصير لهم الوقت عصيبًا أكثر من أي محيط. لا يجدون نهارًا وليلًا يعفيهم من العاصفة. إنها تضربهم من كل جانب، حتى وإن لم توجد أي قلاقل من الخارج، وكأن العدو مقيم في داخلهم. فإنهم لا يتمتعون بما نالوه فعلًا، ويهلكهم القلق مما لم يحدث لهم بعد، معذبون وقلقون في كل الأمور، محبون للاستطلاع نحو ما يتمتع به كل أحدٍ من خير، تتألم أذهانهم لنجاح كل إنسانٍ، يفزعون عندما يمدح إنسان آخر، يُكرهون الغير على عمل معين الخ.] * "لأن العدو قد اضطهد نفسي". بينما يمكن أن يُفهم ذلك بخصوص شاول، إذ كان عدوًا وكان يتعقبه، يُمكن أيضًا أن تُفهم بمعنى روحي عن العدو الذي هو الشيطان. إنه لا يكف عن تعقبه للذين ينتمون لله. كيف يمكننا التخلص من هذا التعقب؟ إن كنا نجد موضعًا لا يقدر أن يدخله. قد تسأل: وما هو هذا الموضع؟ أي نوع من المكان سوى السماء؟ وكيف يمكننا الصعود إلى السماء؟ أنصت إلى كلمات بولس مظهرًا ذلك، فإننا وإن كنا مرتبطين بالجسد، غير أننا نستطيع أن نعيش هناك: "اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله" (كو 3: 1)، وأيضًا: "سيرتنا نحن هي في السماوات" (في 3: 20). القديس يوحنا الذهبي الفم * "لأن العدو قد اضطهدني" لا حاجة لتوضيح هذا، فإن الكل يعرف أن العدو هو الشيطان. "سحق في الأرض حياتي". قبلًا كان لي جناحان واستطعت أن أطير. أما الآن فإن العدو يضطهدني ويأسرني، وقد قيَّد قدمي ويدي. إنني مثل طائر اصطاده إنسان، إنه أشبه بميت لا حرية لجناحيه. هكذا يقول المرتل، فإن الشعور بخطاياي قد أسرني. "أجلسني في الظلمات مثل الموتى منذ الدهر". مثل أولئك الذين ماتوا منذ زمن بعيد، وإن كانوا ليس بالحقيقة هم أموات. كيف هذا؟ لأنه منسحق القلب، إن أخطأ أحد ولم يتب فهو ميت منذ زمن طويل. إنه لا يشبه هؤلاء الموتى، بل بالحقيقة هو ميت. هذا ما أراد العدو أن يضمنه في حالتي، ألا أندم على خطاياي التي حثني على ارتكابها. القديس جيروم * للمذلة أنواع كثيرة، منها مذلة صالحة وهي التي يذل بها الإنسان ذاته متواضعًا. ومنها التي يُذل بها الإنسان بسبب كبريائه، وكما قال ربنا: إن ارتفع يتذلل ويتواضع. ومنها المذلة بسبب مصائب الدهر، فيُذل الإنسان ويُهان. وأيضًا يُذل ويتواضع من فعل الخطية. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|
||||
يرى القديس أغسطينوس أن عدو الخير اضطهد السيد المسيح ليجلسه في الظلمات، ويجعله مع موتى العالم الذين يموتون بسبب خطاياهم. لقد قبل السيد هذا الاضطهاد لكي بإرادته وليس بسبب خطية ما ارتكبها، يموت عنا، فيحررنا نحن الذين صرنا موتى العالم بسبب خطايانا. لا يزال عدو الخير يضطهد الكنيسة جسد المسيح، لكي يجلس الكل في ظلمات الجحيم بكونهم موتى العالم، لكن من يلتصق بالسيد المسيح، يموت بالجسد، ويتمتع بالقيامة خلال صلب المسيح وموته وقيامته! * "لأن العدو قد اضطهد نفسي، سحق إلى الأرض حياتي". هنا نحن نتكلم؛ هنا يتكلم الرأس عنا. واضح أن الشيطان اضطهد كل من نفس المسيح ونفس يهوذا، والآن أيضًا لا يزال الشيطان يضطهد جسد المسيح، ومن يخلف يهوذا أيضًا... ماذا يطلب من كل من يضطهدنا إلا أنه يسعى ليجعلنا نفقد رجاءنا السماوي... ونخضع لمضطهدنا ونحب الأرضيات؟ "أجلسني في الظلمات، مثل الموتى منذ الدهر". هذا تسمعونه بالأكثر من الرأس، تدركونه بالأكثر بالنسبة للرأس. فإنه بالحقيقة مات لأجلنا، ومع هذا فهو ليس بأحد الذين ماتوا من العالم. لأنه هم موتى العالم؟ وكيف لم يكن أحد موتى العالم؟ موتى العالم هم أولئك الذين ماتوا عن استحقاقهم، فقبلوا جزاء إثمهم، نالوا الموت كثمرة الخطية التي انتقلت إليهم، كما قيل: "بالآثام حبل بي" (مز 51: 5)... أما هو فبموته قال: إني اتمم مشيئة أبي، لكنني لست أستحق الموت. لم أفعل شيئًا لأموت. إنما هذا من عملي أن أموت لكي بموت البار يتحرر أولئك الذين يلزم أن يموتوا. القديس أغسطينوس |
|
||||
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن من يسقط في فخاخ عدو الخير، يحرم نفسه من شمس برّ، ويجلس في الظلمات كالميت، وتصير روحه في حالة إعياء ويتحير قلبه في داخله، فلا يجد راحة، لا يستطيع أن يتحدث معه أحد كي يعزيه. عمل عدو الخير أن يُفسد البصيرة، فلا نستطيع التطلع إلى شمس البرّ. يقول أيضًا القديس يوحنا الذهبي الفم عن هؤلاء الساقطين في يأس الخطية [لن يكون لهم سلام، ولا روح متحررة من القلق، بل بالحري يصير لهم الوقت عصيبًا أكثر من أي محيط. لا يجدون نهارًا وليلًا يعفيهم من العاصفة. إنها تضربهم من كل جانب، حتى وإن لم توجد أي قلاقل من الخارج، وكأن العدو مقيم في داخلهم. فإنهم لا يتمتعون بما نالوه فعلًا، ويهلكهم القلق مما لم يحدث لهم بعد، معذبون وقلقون في كل الأمور، محبون للاستطلاع نحو ما يتمتع به كل أحدٍ من خير، تتألم أذهانهم لنجاح كل إنسانٍ، يفزعون عندما يمدح إنسان آخر، يُكرهون الغير على عمل معين الخ.] * "لأن العدو قد اضطهد نفسي". بينما يمكن أن يُفهم ذلك بخصوص شاول، إذ كان عدوًا وكان يتعقبه، يُمكن أيضًا أن تُفهم بمعنى روحي عن العدو الذي هو الشيطان. إنه لا يكف عن تعقبه للذين ينتمون لله. كيف يمكننا التخلص من هذا التعقب؟ إن كنا نجد موضعًا لا يقدر أن يدخله. قد تسأل: وما هو هذا الموضع؟ أي نوع من المكان سوى السماء؟ وكيف يمكننا الصعود إلى السماء؟ أنصت إلى كلمات بولس مظهرًا ذلك، فإننا وإن كنا مرتبطين بالجسد، غير أننا نستطيع أن نعيش هناك: "اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله" (كو 3: 1)، وأيضًا: "سيرتنا نحن هي في السماوات" (في 3: 20). القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
||||
* "لأن العدو قد اضطهدني" لا حاجة لتوضيح هذا، فإن الكل يعرف أن العدو هو الشيطان. "سحق في الأرض حياتي". قبلًا كان لي جناحان واستطعت أن أطير. أما الآن فإن العدو يضطهدني ويأسرني، وقد قيَّد قدمي ويدي. إنني مثل طائر اصطاده إنسان، إنه أشبه بميت لا حرية لجناحيه. هكذا يقول المرتل، فإن الشعور بخطاياي قد أسرني. "أجلسني في الظلمات مثل الموتى منذ الدهر". مثل أولئك الذين ماتوا منذ زمن بعيد، وإن كانوا ليس بالحقيقة هم أموات. كيف هذا؟ لأنه منسحق القلب، إن أخطأ أحد ولم يتب فهو ميت منذ زمن طويل. إنه لا يشبه هؤلاء الموتى، بل بالحقيقة هو ميت. هذا ما أراد العدو أن يضمنه في حالتي، ألا أندم على خطاياي التي حثني على ارتكابها. القديس جيروم |
|
||||
* للمذلة أنواع كثيرة، منها مذلة صالحة وهي التي يذل بها الإنسان ذاته متواضعًا. ومنها التي يُذل بها الإنسان بسبب كبريائه، وكما قال ربنا: إن ارتفع يتذلل ويتواضع. ومنها المذلة بسبب مصائب الدهر، فيُذل الإنسان ويُهان. وأيضًا يُذل ويتواضع من فعل الخطية. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|
||||
![]() أَعْيَتْ فِيَّ رُوحِي. تَحَيَّرَ فِي دَاخِلِي قَلْبِي [4]. شعر المرتل أنه قد بلغ إلى أقصى درجات المرارة، فقد صارت نفسه في حالة إعياء، في عجزٍ تامٍ؛ وفقد قلبه حيويته، وصار كمن في حالة لاشعور. بإرادته قبل السيد المسيح الموت، واجتازه حقًا، لكي يقيمنا معه. لقد صرخ: "نفسي حزينة جدًا حتى الموت". * تذكروا: "نفسي حزينة جدًا حتى الموت" (مت 26: 38). هنا نسمع صوتًا واحدًا. ألا نرى بوضوح الانتقال من الرأس إلى الأعضاء، ومن الأعضاء إلى الرأس؟ القديس أغسطينوس |
|
||||
![]() تَذَكَّرْتُ أَيَّامَ الْقِدَمِ. لَهَجْتُ بِكُلِّ أَعْمَالِكَ. بِصَنَائِعِ يَدَيْكَ أَتَأَمَّلُ [5]. يقصد بأيام القدم معاملات الله معه ورعايته له في الماضي، وأيضًا معاملاته مع المؤمنين. مثل كل رجال الله في العهد القديم يجد المرتل رجاءه في الرب خلال وعوده مع آبائه. "تصنع الأمانة ليعقوب، والرأفة لإبراهيم، اللتين حلفت لآبائنا منذ أيام القدم" (مي 7: 22). أما مؤمنو العهد الجديد، فمع تذكرهم لمعاملات الله ووعوده مع رجال الله، يمتلئون رجاءً في المسيح يسوع، الذي فيه تحققت الوعود الإلهية مع الآباء، وتحققت غاية الناموس، كقول الرسول: "لأن غاية الناموس هي المسيح للبرَّ لكل من يؤمن" (رو 10: 4). يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن المرتل يتأمل في أيام القدم من خلال الكتاب المقدس، حيث يقدم لنا معاملات الله مع المؤمنين الأولين، فيمتلئ رجاءً. لذلك يقول الرسول بولس أيضًا: "كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب. الذي في البرّ" (2 تي 3: 16). ويرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح قد قبل الآلام حتى أعيت فيه روحه لكي بآلامه الحقيقية النابعة لا عن خطية ارتكبها، بل عن خلاصه وحبه لنا، فإننا نحن بدورنا نشاركه آلامه بكل حب، ونلهج بأعماله، ونتأمل بصنائع يديه في إبداعه بخلقتنا وخلاصنا. * "تذكرت أيام القدم" إنني أتذكر الأيام التي عبرت، وكيف كنت في ثقة، أما الآن فأنا في ليل كلي السواد. القديس جيروم |