منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2025, 12:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,544

يوم الأحد من الأسبوع الرابع (يو ٤ : ١ – ٤٢ ) هل تدرك عطايا الله لك


لقداسة البابا تواضروس الثاني :

يوم الأحد من الأسبوع الرابع
(يو ٤ : ١ – ٤٢ )
هل تدرك عطايا الله لك ؟

أحد السامرية هو أحد النصف ” منتصف الصوم “، وفي السامرية القصة المعروفة ، حيث هذه المرأة السامرية التي ذهبت لكي ما تستقي ماء ، واسمها غير مذكور في الكتاب المقدس ، لكن الله أراد أن يستر عليها باعتبار أنه في أثناء الحوار مع السيد المسيح ظهر بعض الضعف عندها ، ولذلك لم يذكر اسمها ، ولكنها قصة تصلح لنا جميعاً ، فعندما يذكر الكتاب المقدس حـدث بالاسم فيعتبر هذا الحدث خاصاً ، ولكن عندما يذكر الحدث بدون اسم فيكون الحدث للجميع ولا بد أن تطبقه على كل واحد فينا .

إن كـل قـراءات الصـوم هـي مـن أجـل التـوبـة ، ومـن أجـل نـقـاوة الإنسان ، وفـي أحـد السامرية السيد المسيح يذهب لكي ما يتقابل مع هذه المرأة ، وعليك أن تنتبـه فـي أن يقصد أن القصة محددة لكن لها معناها الواسع جدا لأسباب كثيرة :

(١) السيد المسيح تعب وكان لا بد أن يجتاز السامرة ، والمسافة من اليهودية إلى السامرة كانت حوالي ٤٠ ميلا (حوالي ٦٤ كيلو متراً ) قطعها سائراً على الأقدام ، وكان يقصد يتوقف في السامرة لكي ما يقابل هذه المرأة .

(۲) ظهـر أنـه عطشان ، وكلمـة عطشان يقصد بها الماء دائماً ، لكن المسيح أيضاً على الصليب قال : ” أنا عطشان “، والعطش هنا للنفوس التائبة ، فلا يروي عطش المسيح سوى النفوس التائبة

(٣) إن السيد المسيح عندما قابـل المرأة السامرية قصد أن يقابلها في الساعة الثانية عشر ظهراً ، أي الساعة السادسة من النهار وهي ساعة الصلب .

(٤) إن التلاميذ تركوا المسيح وذهبوا لكي ما يبتاعوا طعاماً ، تماماً مثلما فعلوا عندما تركوا المسيح وقت الصليب ، وكأن قصة مقابلة المسيح مع السامرية هـي الصليب ومقابلة الله المخلص مع الإنسان الخاطئ . قصة هذه الأحداث تمهد للصليب ، وهذه المرأة تُمثل الإنسان الذي يبدو أنه عارف ، فماذا كانت هذه المرأة ؟ لقد كانت المرأة السامرية تعرف قليلاً ..

(۱) معرفة التاريخ : حيث كانت تعرف العداوة التي كانت بين اليهود والسامريين من أيام رحبعام بن سليمان ، وانقسمت المملكة إلى قسمين : قسم شمالي يضم ١٠ أسباط وأخذوا العاصمة السامرة ، وقسم جنوبي يضم سبطين وأخذوا أورشليم كعاصمة ، وصارت قطيعة بين الاثنين . وبما أنها كانت تعرف تلك العداوة ، فعندما تقابلت مع السيد المسيح قالـت لـه ” كيف تطلب مني لتشرب وأنـت يهودي وأنا امرأة سامرية ؟ لأن اليهود لا يعاملون السامريين ” (يو ٤ : ٩). حتى أن التقليد اليهودي معروف بأن الرجال لا يتكلمون مع النساء في الأماكن العامة حتى لو كانوا أزواج.

(۲) معرفة الكتب : يبدو من هذه الإنسانة إنها كانت تعرف الكتب ، ففي وسط الحـوار قالت للمسيح : ” أبينا يعقوب الذي شـرب مـن البئـر هـو وبنـوه ومواشيه “، لذلك هي لديها معرفة دينية إلى حد ما.

(٣) معرفة العبادة : لقد كان يشغلها موضوع العبادة ، خاصة عن السجود هل يكون فـي السامرة أم في أورشليم ؟ وبالمجمل يمكن أن نقول عنها إن لديها قدر من المعرفة .

ولكن ما مشكلة هذه المرأة ؟

مشكلة هذه المرأة إنها لم تكن تُدرك عطية الله الكاملة للإنسان بسـكنى الـروح القدس فيه ؛ فأحيانا الإنسان يكون عايش في النعمة لكنه لا يدرك قيمة هذه النعمة ، لذا السؤال الذي يقدمه لنا المسيح هو : هل ثدرك عطية الله لك ؟ هل تُدرك النعمة التي أعطاها الله لك ؟ الله يعطي لكل أحد نعمة ما . فمثلاً نعمة الصحة ، هل تُدرك قيمة عطية الصحة ؟ هناك أيضاً نعمة الخلاص ، فهل تُدرك هذه النعمة وما فعله السيد المسيح لأجلك على الصليب ؟

أذكركم دائما بأيوب الصديق الذي لم يكن يدرك الله كاملاً ، وفـي وقـت مـن الأوقات قال ” بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني ” (أي ٤٢ : ٥). وهذا معناه أن هناك مرحلة لم يكن يشعر بها .

عندما تقابل السيد المسيح مع هذه المرأة ، وهذه المقابلة تُظهر لنا كيف تعامل المسيح معها ، فنجد أن هناك تدرج فـي الحـوار كي تعرف عطية الله ، ففي أول المقابلة كان بالنسبة لها رجل يهودي بينه وبين السامريين عداء ، ثم ترتفع المعرفة قليلا حتى أنها قالت له عبارة : ” يا سيد “، ثم ارتقى الحوار ووصل عندها أنه ” نبي “، بعد ذلك قالت له : ” المسيا “، وفي النهاية قالت عنه : ” إنه المسيح “، وعندما ذهبت لتُبشر أهل السامرة فـي نهاية زيارة المسيح لهم عرفت أنه ” المسيح مخلص العالم “، هذه المراحل الست تسميها بناء المعرفة ، لذلك لكي تُدرك عطيـة اللـه مـن الممكن أن تـدرس أو تقـرأ ، لكن المهم أن تدرك وتشعر وتحس في قلبك بهذه النعم الكبيرة . نحن نصلي في صلاة الشكر ونقول : ” نشكرك يا رب لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة “، فهل تُدرك معاني هذه النعم السبعة ؟ هل تُدرك معنى أن ربنا ساتر عليك ؟ هل تُدرك أن ربنا حافظ عليك إلى الآن ؟ هل تُدرك إنه أتى بك إلى هذه الساعة المقدسة ؟ هل تُدرك كل هذا الكلام ؟ والمرأة السامرية بالحوار الجميل فـي (يو ٤) في النهاية أدركت .

لقد رتّب السيد المسيح هذه المقابلة مع المرأة السامرية ، ومن خلال توبتهـا صـارت كارزة لمدينة السامرة ، وكأن المسيح يتواصل مع امرأة ليخلص مدينة السامرة ، لذلك يمكننا أن نقول أن هذه المرأة كانت بمثابة المفتاح لتوبة مدينة السامرة بأكملها .

+ ماذا فعل السيد المسيح مع هذه المرأة ؟

١- النفس الإنسانية غالية جداً عند ربنا ، وعندما قال السيد المسيح : ” أنا عطشان ” وهو على الصليب لم يكن عطشاناً للماء ، ولكنه كان عطشاناً لكل نفس أن تتـوب وتقبل عطية الخلاص ، فالله يبحث عن نفس كل إنسان حتى وإن كان فـي بـيـت مثل سمعان الأبرص الفريسي ، فهو دخل هذا البيت لكي يظهر قيمة هذه المرأة التي أخطأت ، وأتـت وسكبت الدموع على قدميه ومسحتهما بشعر رأسها ، ويتكلم معها المسيح وليس هذا فقط بل يعقد مقارنة بين هذه المرأة الخاطئة الفائزة وبين سمعان الفريسى . ثم يعود ويمر في الأماكن التي يعمل فيها العشارون ويأتي أمام شخص عشار ويقول له : ” اتبعني ” (مت ٩ : ٩ )، وتكون النتيجة أن متى العشاريصير متى التلميذ الرسول صاحب أول بشارة فـي الإنجيـل وصاحب خدمات كثيرة جدا حتى بعد صعود ربنا يسوع ؟، وبالمثل زكا العشار.

النفس غالية عند المسيح ، وإن سألت لماذا يتألم المسيح ؟ نقول لك أنه يتألم من كل إنسان بعيد عنه يعيش في الخطية ، في حين أنه يفرح بكل إنسان يأتي إليه بقلب نقي ” إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة ” (لو ١٥: ٧)، فالمسيح يشعر دائماً أن النفس الإنسانية غالية ، وفي مثل الابن الضال كان أكثر شيء واضح في المثل أن الأب يقابل ابنه العائد التائب ويأخذه في حضنه ، لكن هناك بعض البشر أفكارهم قد تضيعهم ، وفي نفس الوقت يجب أن يعرف كل إنسان أن باب التوبة مفتوح ، والمثل الأكبر للنفس الغالية أمام المسيح هو ” القديس بولس الرسول ” الذي كان ” شـاول الطرسوسي ” مضطهد كنيسة الله ، وعاش ٣٦ سنة بعيدا عن ربنا ويفتخر أنه يهودي وفريسي ، ولكن نفسه غالية جداً عند ربنا ، فقد ظل الله منتظراً توبته وعودته ، والله يعطيه الفرصـة يـوم وراء يـوم ، وسـنة وراء سـنـة ليـتـوب ويرجـع ، ويقابـل شـاول المسـيـح فـي طـريـق دمـشـق ويعطيه نوع من العمى المؤقت ويبدأ يعرف طريق المسيح ، ويبدأ طريقا جديدا ويصير بولس الرسول الكارز .

٢ـ عندما يتعامل السيد المسيح مع أي إنسان يتعامل معه بمنتهى الرقة ، فكان رقيقاً جدا مع المرأة السامرية رغم أنها في بداية الحديث كانت جافة معـه فـي الحديث ، ورقة السيد المسيح جـاءت مـن الآيـة ” تعلمـوا مـني ، لأنـي وديع ومتواضع القلـب ” (مت ۱۱ : ۲۹) فرقة السيد المسيح نابعـة مـن تواضعه ، ودائماً الإنسان المتضع يصير رقيقاً ، ويمكن أن أُذكركم بأيام السيد المسيح عندما ذهب ليوحنا المعمدان ليعتمد ، وامتنع يوحنا المعمدان في البداية ، لكن ما حدث أن السيد المسيح قال له : ” اسمح الآن “، فبمنتهى الرقة السيد المسيح يقتحم النفس البشرية باتضاعهً، وعندما قابل هذه المرأة السامرية أدرك أن مـدخل قلبها الماء ، فظهر أمامها كالمحتاج وقال لها : ” أعطيني لأشرب “، وبدأ الحوار برقة متتالية ، ويبحث المسيح عن شعاع النـور فـي هـذه المرأة ، وفي النهاية تقول له : ” أنا أعلم المسيا الذي يقال له المسيح يأتي “، فيقول لها : ” أنا الذي أكلمك هو “. المسيح رقيق جداً في تعامله مع النفس ، وهو أحياناً يتعامل معنا بحركات رقيقة ، وأحياناً تكون الحركات ثقيلة وهذا بسبب جمود الإنسان .

٣- التـدرج فـي المعرفة ، فالمرأة السامرية وهـي تتعامـل مـع المسيح ، ولاحظ أن عنـدها اشتياق للمعرفة وهذا ما نسميه ” بإرادة الإنسان “، وتبدأ المرأة في الحوار ويساعدها السيد المسيح على التوبة وتصل لدرجة من درجات كمال المعرفة ، فيقول لنا الكتاب : ” أن هذه المرأة ذهبـت لتتكلم مـع أهـل مـدينتها وتركت جرتهـا “، وهنـا نجـد أن الماء والجرة كانوا كل شيء بالنسبة للمرأة ، فكانوا يمثلون عالمها ، وعندما عرفت المسيح تركت كل شيء وأصبح المسيح هو الأهم ، وهذا ما أوضحه بولس الرسول : ” بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ، الذي من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح” (في ٣ : ٨) ولا بد أن تنتبه للتدرج الذي قد يكون سببا لخلاص المدينة. علينا أن نلاحظ أن المرأة السامرية بعد أن كانت إنسانة مجهولة لا يعرفها أحد ، أصبحت اليوم قديسة كارزة ؛ لأنها شهدت للمسيح في بلاد السامرة .

تقرأ الكنيسة إنجيل المرأة السامرية ثلاث مرات في السنة :

الأولى : في الأحد الرابع من الصوم الكبير ( أحد منتصف الصوم الكبير )، ليركز على اهتداء السامرية وأهل السامرة إلى التوبة والإيمان بالمسيح كمدخل للمعمودية .

الثانية : في الأحد الثالث من الخمسين المقدسة ، ليركز على ” الماء الحي ” كإشارة إلى الروح القدس ” روح الحياة “، الذي يعطينا إياه المسيح القائم من الأموات .

الثالثة : في صلاة السجدة الثالثة ، ليركز على أن السجود أي العبادة الحقيقية لله تكون بالروح والحق .

إن المرأة السامرية تسأل وتطلـب وتشتاق وترغب وتنـال فـي النهاية وتأخذ النعم الكبيرة وتُدرك عطية الله لها .

نحـن جميعنـا فـي حاجة إلى التجديد الروحـي ، فعلى الإنسان أن يجـدد حياته ، فقصة المرأة السامرية تدفعنا لذلك ، فقصتها دعوة لكل إنسان فينا .

افتح قلبك وافهم الكلمة المقدسة التي تقرأها ، واعرف أنه عندما تتقدم للتناول وتأخذ الأسرار المقدسة لكي ما تستنير وتُدرك النعمة ، وإذا أدركت النعمة التي أعطاها لك الله فسوف تكون في حالة من الرضا والشكر الدائم ، أما الإنسان المتذمر فيخسر كل شيء .

السؤال الذي تضعه أمامنا قصة اليوم هل تُدرك عطية الله لك ؟ هل تشعر بها ؟ هذا هو سؤال السامرية التي تقدمه لنا اليوم لأجل حياتنا جميعاً وخلاصنا …..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة -خدمة الطفل- احتفال الكريسماس للأطفال (follow me) ـ ١٤ ديسمبر ٢٠٢٤
بث مباشر .. تمجيد ومعجزات عيد الشهيد #ابوسيفين_مرقوريوس ٤-١٢-٢٠٢٤ #التفت_الى_معونتى
إجتماع مساء الاحد | د/ نورا إدوارد | كيرلس مجدي ١٤ يوليو ٢٠٢٤ | #تكونون_لي_شهوداً
يوم الجمعة العظيمة- القمص لوقا سيداروس- ١٤/ ٤/ ٢٠١٧
أقع في يد الله و لا أقع في يد إنسان 💪🏼 (٢ صم ٢٤ : ١٤)💌


الساعة الآن 02:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025