منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 03 - 2025, 06:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,191

استخدم شاول قوته وإمكانياته لحساب ذاته وشهوته وشعبيته


وَكَانَ دَاوُدُ يَتَزَايَدُ مُتَعَظِّمًا،
وَرَبُّ الْجُنُودِ مَعَهُ [9]
سرُّ قوة داود هو الرب، فقد قيل عنه: "وكان داود يتزايد متعظِّمًا، ورب الجنود معه" [9].
استخدم شاول قوته وإمكانياته لحساب ذاته وشهوته وشعبيته وسلطانه فانهار، وسعى داود نحو التمتُّع بالحضرة الإلهية، فازداد علوّ شأنه، لأن القدير معه. سرُّ نجاح داود اتكاله على الله، وسرُّ انحدار شاول هو اعتزازه بنفسه، متجاهلاً الله (1 صم 15: 17-26). ما كان يشغل داود مجد الله والتصاقه به، لذا كان الله يرفعه من مجدٍ إلى مجدٍ.
يرى القديس أغسطينوس في هذه العبارة التناغم بين الإرادة الحُرَّة التي يهبها الله للإنسان، والعمل الإلهي في حياة مؤمنيه، ليهبهم الإرادة والكلمة والعمل. هكذا لا نتجاهل دور داود في نجاحه، لكنه لا يتم ذلك بدون نعمة الله التي وهبته إرادة مقدسة وقدرة على العمل حسب إرادة الله.
v بلا شك لا تقدر الإرادات البشرية أن تقاوم إرادة الله، الذي يفعل ما يسرّه في السماء وعلى الأرض (إش 45: 11).
لا تقدر الإرادة البشرية أن تمنعه من عمل ما يريده، متطلِّعًا إلى أنه حتى بالإرادات البشرية يفعل ما يريده، حين يريد أن يفعل هذا...
هذه هي حالة داود الذي أقامه الله على المملكة بحصيلة مفرحة.
نقرأ عنه: "وكان داود يتزايد متعظِّمًا، ورب الجنود معه" [9]. بعد قليل قيل: "فحلَّ الروح على عماساي رأس الثلاثين (الثوالث)، فقال: لك نحن يا داود، ومعك نحن يا ابن يسّى. سلام، سلام لك، وسلام لمساعديك، لأن إلهك معينك" (1 أي 12: 18).
هل كان يمكن لعماساي أن يعارض إرادة الله، بالرغم من إتمامه لإرادته، حيث أن الله من خلال روحه الذي التحف به عماساي عمل في قلبه أنه هكذا يريد، وهكذا يتكلم، وهكذا يفعل؟
بنفس الطريقة بعد ذلك بقليل يقول الكتاب: "كل هؤلاء رجال حرب يصطفّون صفوفًا أتوا بقلبٍ تامٍ إلى حبرون ليُملِّكوا داود على إسرائيل (1 أي 12: 38).
واضح أنهم بإرادتهم أقاموا داود ملكًا؛ هذه الحقيقة واضحة، ولا يمكن إنكارها. ومع ذلك فإن الله هو الذي يعمل في القلوب البشرية حسبما يريد، الذي يريد ويعمل هذه الإرادة فيهم. هذا هو السبب الذي لأجله قال الكتاب أولاً: "وكان داود يتزايد متعظِّمًا، ورب الجنود معه" .
الرب الإله الذي كان مع داود جلب هؤلاء ليقيموا منه ملكًا. كيف جعلهم هكذا؟ بالتأكيد، ليس بأن قيَّدهم بأية سلاسل مادية. إنما بالحري عمل فيهم وأمسك بقلوبهم، وسحبهم بواسطة إرادتهم التي خلقها فيهم. لذلك عندما يريد الله أن يُقِيمَ ملوكًا على الأرض، يمسك بإرادات الجماعة بقوته أكثر من القوة البشرية ذاتها.
إن كان الأمر هكذا، بالتأكيد أنه هو وليس آخر، الذي يُقَدِّم نصائح مفيدة، ويصنع تعديلات في قلب الذي يُقَدِّم له النصيحة، حتى يقيم في الملكوت السماوي.
القديس أغسطينوس
يعود فيؤكد القديس أغسطينوس أن الله لا يُلزِم إنسانًا ليعمل إرادة الله قسرًا، إنما حين يُسَلِّم الإنسان حياته في يد الله، يعمل الله أن يريد هذا الإنسان ويعمل حسب مشيئة الله.
يُبرِزُ هذا الأصحاح عظمة شخصية داود والأبطال الملتصقين به:
1. داود قائد من الرب: اختار الله داود من أجل نقاوة قلبه وإخلاصه في القليل، أي في رعاية غنم والده. الآن يختاره كل رجال إسرائيل، لأنهم أدركوا كيف كان الرب معه، أما شاول فمع إقامته ملكًا لم يكن أمينًا للرب.
2. داود يسند يوآب ليكون قائدًا: كان لداود دوره في مساندة يوآب واستلام العمل القيادي. كان داود قائدًا قديرًا، لكنه لا يقدر أن يُتَمِّمَ كل شيءٍ بنفسه. القائد الناجح يُقِيم قادة ناجحين وأمناء يعملون معه.
3. أبطال يتمجَّدون في عمل بسيط: قام يوآب بعملٍ عظيمٍ، إذ ضرب اليبوسيين [6]. أما هؤلاء الثلاثة فلم يستنكفوا من تقديم عمل بسيط، بأن يقدموا ماء من بئر بيت لحم، التي عند الباب [18]. فكثيرًا ما تظهر عظمة البعض في ممارسة أمور صغيرة.
4. عظماء يسقطون في أمورٍ قد لا يسقط فيها ضعفاء، مثل قتل داود لأوريّا الحثِّي [41] ليأخذ امرأته.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فقد عُرِفَ شاول بأنانيته يطلب مجده الشخصي وشعبيته لا مجد الله
قدرة الله مصدرها ليس خارجًا عنه بل يحمل في ذاته قوته وقدرته
رمز الإنسان الأناني الذي يعمل لحساب ذاته وحده
صموئيل النبي | استخدم شاول الحكمة البشرية في حماقة
رمز الانسان الأناني الذي يعمل لحساب ذاته


الساعة الآن 11:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025