![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v لم يعفُ عنه فحسب، بل قدَّم له أعذارًا. انظروا كيف كان فهيمًا وحكيمًا، بالرغم من أنه في فحصه لحياة شاول، لم يجد فيها شيئًا صالحًا. مع هذا لم يستطع (داود) أن يُقدِّمَ دعوى ضده في شيء أخطأ في حقه، أو أنه أساء إليه، مع أن العسكريين الذين معه كانوا مُستعدِّين أن يناقضوا هذا، إذ يعرفون شرَّه عن خبرة عملية. اتجَّه (داود) إلى طريق آخر ليُبَرِّرَ هذا (العفو) على أساس مركزه وعمله، فلجأ إلى شرعيته، قائلاً: "هو مسيح الرب". إنه يعني: ماذا تقولون؟ إنه بغيض، رديٍء تمامًا، يحمل رائحة جرائم بلا حصرٍ، ويحمل حقدًا شديدًا ضدنا؟ مع هذا فهو ملك؛ إنه حاكم، عُهِدَ إليه أن يرأسنا. عوض دعوته ملكًا، ماذا قال؟ "إنه مسيح الرب"، مُزَوِّدًا إيّاه بالكرامة ليس على أساس مركزه هنا على الأرض، بل على أساس القرار الصادر من العُلو. إنه يقصد: هل تظهرون استخفافًا في الكرامة بالعبد رفيقكم؟ احترموا الرب. خافوا ذاك الذي منحه السلطة. إن كنا نخشى ونهاب الضباط الذين يُقِيمهم الملك، حتى إن كانوا فاسدين، حتى إن كانوا جشعين، حتى إن كانوا ظالمين وما إلى ذلك، فلا نحتقرهم من أجل شرورهم، بل نهابهم من أجل كرامة الذي أقامهم، كم بالأكثر يليق بنا أن نفعل هذا فيما يخص الله. v وجَّه هذا الرجل صلاته في طريق مُضَاد (لما طلبه رجاله)، فسأل الله ألا يسمح له بالانتقام لنفسه، مُعَبِّرًا عن هذا بقوله: "حاشا لي من قِبَل الرب أن أمدَّ يدي إليه"، مُتحدِّثًا عن العدو كما لو كان ابنًا، كما لو كان طفلاً نبيلاً. القديس يوحنا الذهبي الفم |
![]() |
|