* ينبغي أن نحذر غير الأمناء حتى يدركوا ثقل الذنب الذي يعاني منه المنافقون. إنهم يحاولون الدفاع عن أنفسهم بخزي، مدفوعين دومًا بالخوف والتوجس. والآن ليس هناك أكثر أمنا من أن نحمي الأمانة، وليس هناك أسهل من النطق بالحق. عندما يضطر الإنسان أن يدافع عن الزيف والكذب، يثقله قلبه بالتعب لذلك كُتب: "فشقاءُ شِفَاهِهِم يُغَطِيهم" (مز 140: 9). إن الذي يمتلئون به الآن في داخلهم سيطفح بعدئذ ويقيدهم بقيودٍ، وما يعتري قلوبهم الآن من قلق بسيط سيقهرهم بجزاءٍ مريرٍ. هكذا يقول إرميا: "عَلَّموا ألسنتهم التكلم بالكذب، وتَعِبوا في الافتراء" (إر 9: 5). بمعنى أنه من كان يمكن أن يكون صديقًا للحق دون تعب، يجتهد الآن ليقع في الخطيئة، وبينما يرفض حياة الأمانة، فإنه يرهق نفسه بالهلاك الوعر.
الأب غريغوريوس (الكبير)