![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إنّ الحياة الروحيّة ليست مجرّد جهاد سلبيّ ضدّ الخطيئة ، وإنّما لها عنصر إيجابيّ وهو النموّ في الروح حتّى يصل الإنسان إلى الملء. فمسكين ذاك المجاهد الذي يقضي حياته في صراع مع الخطيئة. يشتهي ويقاوم شهوته، ويقع ثمّ يقوم، ثمّ يقع ليقوم إلى غير استقرار، دون أن ينظر ويذوق ما أطيب الربّ. فالذي لم تدخل محبّةُ الله إلى لبّه لا تنتظر أن يقف على قدميه في طريق الملكوت، فهو متعثّر أبدًا، وبناؤه الروحيّ على غير أساس متين، ولا يحتمل أن يقاوم صدمات الريح وسيول الأمطار. لذلك كان لا بدّ لكلّ أحد أن ينمو في محبّة الله، وتكون هذه المحبّة الأساس الذي يرتكز عليه كلّ عمله الروحيّ. ولكنّ الإنسان لا يمكنه، مطلقًا، أن يسلك في طريق الروح من دون معونة الله ونعمته، إذ يضحي كلّ عمله اتّكالاً باطلاً على قوّته البشريّة. ولمّا كانت للنعمة وسائط روحيّة عن طريقها تقدّم عطاياها لمحبّي الله، لذلك ينبغي لكلّ سائر في طريق الله أن يمارس هذه الوسائط الروحيّة كالصلاة والقراءة الروحيّة والتأمّل والصوم وغيرها. ☦️من حكم وأقوال آباء القديسين ☦️ |
![]() |
|