![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() نظرة شاملة للسفريْن أخبار الأيام يُشَكِّل السفران نظرة تعود بنا إلى زمن الخلق، وتمتد بنا إلى القرن الخامس ق.م. وهو يضم أربعة أقسام. القسم الأول: سلسلة أنساب (1 أي 1-9)، تقع في تسعة أصحاحات. يُقَدِّم لنا لوائح من الأنساب منذ آدم إلى الأسباط الاثني عشر، ومن الأسباط الاثني عشر حتى داود، وغايته أن يصل بسرعة إلى داود الذي اختاره الله. لماذا يروي أخبارًا يعرفها القارئ؟ لأنه يريد أن يربط داود بأول إنسان على الأرض، وبالتالي يهيئ اليهود لقبول الأمم الإيمان عند مجيء المسيا ابن داود، كما يربط البشرية بابن داود. تبدو هذه الفصول التسعة جافة للقارئ، لكنها تُعَبِّر عن فكرة عميقة وهي أن بناء الهيكل وتنظيم العبادة فيه يعودان إلى بداية البشرية. وقد لعب كل من سبط يهوذا (داود) وسبط لاوي (الكهنوت) وسبط بنيامين (حيث بُنِي الهيكل) دورًا هامًا في تهيئة الحدث الهام ألا وهو بناء الهيكل، حتى يأتي كلمة الله المتجسد القائل: "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 19). القسم الثاني: الملك داود مؤسِّس العبادة في الهيكل (1 أي 10-29). يبدأ خبره مع موت شاول، وينهيه مع موت داود. يحتوي على بعضٍ من أعمال داود. سرد الأحداث في هذا القسم يكون في بعض الأحيان مُطابِقًا لما جاء في سفري صموئيل. في هذا القسم يظهر داود الملك التقي الذي تهمه مصالح الرب والهيكل والكهنوت والتسابيح الدينية والاحتفالات. داود ملك، لكنه في خدمة الرب يهوه، لأن الرب وحده ملك في إسرائيل، وداود وكيله، وشعب إسرائيل هو بيت الرب ومملكته. عرش داود هو عرش الرب في إسرائيل، ما يشغل داود هو تمجيد الرب. لذلك لم يكتفِ بالتفكير في بناء الهيكل، بل هيَّأ التصميم ولم ينسَ حتى آنية الخدمة والسرج والمنائر (1 أي 28: 11-18). نظم كل شيءٍ قبل موته. لقد تأهَّل داود أن يأتي من نسله كلمة الله المتجسد. القسم الثالث: الملك سليمان باني الهيكل (2 أي 1-9). يتحلَّى سليمان الملك بالكمال والتقوى، لهذا يَحِقُ له أن يبني بيتًا لاسم الرب (2 أي 6: 8-9). ويطيل الكاتب كلامه عن بناء الهيكل، ولا يتوقَّف إلا قليلاً على نشاط سليمان السياسي. وحين أنهى الملك سليمان العمل الذي هيَّأه له أبوه، رقد بسلام غير خائف على المستقبل، واثقًا في كلام الرب: "أقيمه (أي سليمان) في بيتي وفي ملكوتي إلى الأبد، ويكون كرسيه ثابتًا إلى الأبد" (1 أي 17: 14).غير أن ما بناه سليمانلا يدوم أبديًا، إنما يأتي ملك السلام ليفتح أبواب السماء، ويُقَال عنها: "لأن الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها" (رؤ 21: 22). القسم الرابع: ملوك يهوذا الصالحون والأشرار (2 أي 10-36) من رحبعام إلى صدقيا، مع سرد ما ورد في سفر الملوك في أكثر تفصيًل. يرافق مملكة يهوذا منذ موت سليمان حتى السبي إلى بابل وبداية الرجوع إلى أورشليم. بَنَى داود وسليمان صرحًا عاليًا، ولكنه بدأ ينهار. انشقت أسباط الشمال، وتمرَّدت على بيت داود (2 أي 10: 19)، فما عاد الكاتب يتحدث عنها إلا قليلاً. كما أن بعض ملوك يهوذا حادوا عن طريق داود، فلامهم الكاتب، وأكَّد لهم: "إذا سهرت على تنفيذ الأحكام التي أمر بها الرب موسى شعبه تنجح" (1 أي 22: 13). هذا ما قاله داود لابنه، وقال له أيضًا: [إن طلبت الرب وجدته، وإن تركته خذلك إلى الأبد] (1 أخ 28: 9). ويقول عزريا النبي للملك آسا وشعبه: "الرب معكم مادمتم معه. إن طلبتموه وجدتموه، وإن تركتموه ترككم" (2 أي 15: 2). في الحديث عن رحبعام وعزريا ويوشيا، نراهم قد نجحوا ما داموا أمناء للرب، وحين تركوا الرب عرفوا الشقاء والهزيمة. ويكلم الرب الملوك والشعب بواسطة أنبياء يُرسلهم إليهم. أرسل شمعيا إلى رحبعام وشعبه، فقال لهم: قال الرب: تركتموني، وأنا أيضًا تركتكم في يد شيشيق: فخشعوا وقالوا: بار هو الرب (2 أي 12: 5- 6). وإلى آسا أرسل عزريا بن عوديد ( 2 أي 15: 1-7). وحنانيا الرائي الذي قال للملك: اتكلت على ملك آرام، ولم تتكل على الرب إلهك، لذلك أفلت من يدك جيش ملك آرام (2 أي 16: 7). وإلى يهوشافاط أرسل ياهو بن حنانيا (2 أي 19: 1-3) ويحزئيل (2 أي 20: 14-17). وحين حلَّ روح الله على زكريا بن يهوياداع الكاهن، وقف أمام الشعب، وقال لهم: هكذا يقول الله لماذا تتعدُّون وصايا الله؟ فلا تُفلحون، لأنكم تركتم الرب قد ترككم، ففتنوا عليه، ورجموه بحجارةٍ بأمر الملك ( 2 أي 24: 20). هؤلاء الأنبياء أرسلهم الله، لأنه أشفق على شعبه وعلى مسكنه، ولكن الشعب لم يفهم، والملوك لم يتوبوا، فحلَّت الكارثة. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كُتِبَ هذان السفران بالأكثر للملوك والقادة الدينيين |
ماذا تعني عبارة "الرفقة السيئة تفسد الخلق الحسن" بالنسبة للصداقات المسيحية |
السفران والعهد الجديد |
الرسم والنحت والمسرح في السفران |
تاريخ كتابة السفران |