![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v تُشرِق أيامُ البرِّ وكثرة السلام لمُحبِّي اسم الرب. أما الأشرار، فلهم نورهم الخاص الذي تشرق منه بدون شك "أيام الشر". هل تريدون أن أثبت لكم ذلك من الأسفار المقدسة؟ اسمعوا إلى ما هو مكتوب: "العدل دائمًا فيه نور، ونور الأشرار ينطفئ" (راجع أم 13: 9؛ أي 18: 5-6). أنتم تنظرون إذن أن "نور الأشرار" سوف ينطفئ، أما "نور الحق" فيستمر إلى الأبد. لا أعلم إن كان أحد يعتقد في جنونٍ مفترضًا وجود نور أساسي يمكن أن يقال عنه من ناحية إنه "نور الشر" ومن ناحية أخرى "نور الحق". هذا لا يمكن بالتأكيد أن يكون صحيحًا على أي حال. لأن نور العالم الذي خلقه يشرق دائمًا للكل وبالتساوي. لكن كما شرحنا سابقًا، من المفهوم أن نفوسنا، إما تستنير بالنور الحقيقي (يو 1: 9) الذي لا ينطفئ أبدًا، الذي هو المسيح، أو تستنير بالنور الذي لا يملك في نفسه ما هو أزلي. فبدون شك تستنير (النفس) بهذا النور المؤقت الذي ينطفئ بواسطة ذاك الذي "يغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور" (2 كو 11: 14)، وينير قلب الخاطئ بنورٍ مخادعٍ حتى تخيل له هذه الأنوار الحاضرة والزائلة أنها صالحة وساطعة جدًا. بهذا النور يستضيء القائلون إن المتعة هي الخير الأعظم. بهذا النور يستنير الذين يبحثون عن الثروة والكرامات العالمية والمجد الأرضي كما لو كان الآن هو عصر الأبدية. وبالتالي فإنهم أيضًا "في أيام" نوره "الذي سينطفئ" يستنير الهراطقة أيضًا بهذا النور مُعلنين للملأ العلم الكاذب الاسم (1 تي 6: 20). استنار مرقيون بهذا النور، فدعا إله الناموس الحق (العهد القديم) ليس صالحًا. لهذا إذا فهمنا بالصواب ما هي الأيام المستنيرة بربنا يسوع المسيح "النور الحقيقي" والأيام التي ينيرها ذاك "الذي يُغَيِّر شكله إلى شبه ملاك نور" والذي سينطفئ نوره، يمكننا الفهم الصحيح "لأيام يشوع" التي قيل عنها: "وعَبَدَ الشعب الرب كل أيام يشوع". لأن من المؤكد أن من يقتني في نفسه "أيام يشوع" يخدم الرب. لا يمكن أن يخدم الشيطان أو الطمع من اقتنى في نفسه "أيام يشوع" ونور المسيح. ولا لمن استنار بنور الحق أن يخدم الكذب، ولا الذي استنار بنور الطهارة يكرس نفسه للشهوة أو النجاسة. بالحقيقة أعلن الرسول الآتي: "لأنه أية خلطة للبرّ مع الإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟" (2 كو 6: 14-15). لهذا فلنُصلِّ كي يجعل فينا المسيح الذي هو "النور الحقيقي" (يو 1: 9) دائمًا أيامًا صالحة، ولا نقتني أبدًا في أنفسنا "أيامًا شريرة" (بإنارة الشيطان فينا) التي قال عنها الرسول: "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أف 5: 16). إننا نقتني أيامًا شريرة عندما نبحث عن الشهوات عوض الأمور الروحية، والأرضيات عوض السماويات، والأمور الزائلة عوض الأبديات، والأمور الحاضرة عوض العتيدة. فعندما ترون إذن مثل هذه الشهوات تثور فيكم، تأكدوا إنكم واقفون في أيام "فاسدة وشريرة". من أجل هذا كرِّسوا أنفسكم للصلوات، كي تتحرروا من "الأيام الشريرة" وتمامًا كما قال الرسول تُنتشَلوا من "العالم الحاضر الشرير" (غل 1: 4). لأنه بحسب ما تكلمنا سابقًا، ليس فقط تكون أيامنا شريرة، إنما يصير العمر شريرًا. العلامة أوريجينوس |
![]() |
|