![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الرب يرجع عن غضبه 7 فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُمْ تَذَلَّلُوا، كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا قَائِلًا: «قَدْ تَذَلَّلُوا فَلاَ أُهْلِكُهُمْ بَلْ أُعْطِيهِمْ قَلِيلًا مِنَ النَّجَاةِ، وَلاَ يَنْصَبُّ غَضَبِي عَلَى أُورُشَلِيمَ بِيَدِ شِيشَقَ، 8 لكِنَّهُمْ يَكُونُونَ لَهُ عَبِيدًا وَيَعْلَمُونَ خِدْمَتِي وَخِدْمَةَ مَمَالِكِ الأَرَاضِي». 9 فَصَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ، أَخَذَ الْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَتْرَاسَ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ. 10 فَعَمِلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضًا عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ وَسَلَّمَهَا إِلَى أَيْدِي رُؤَسَاءِ السُّعَاةِ الْحَافِظِينَ بَابَ بَيْتِ الْمَلِكِ. 11 وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَلِكُ بَيْتَ الرَّبِّ يَأْتِي السُّعَاةُ وَيَحْمِلُونَهَا، ثُمَّ يُرْجِعُونَهَا إِلَى غُرْفَةِ السُّعَاةِ. 12 وَلَمَّا تَذَلَّلَ ارْتَدَّ عَنْهُ غَضَبُ الرَّبِّ فَلَمْ يُهْلِكْهُ تَمَامًا. وَكَذلِكَ كَانَ فِي يَهُوذَا أُمُورٌ حَسَنَةٌ. فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُمْ تَذَلَّلُوا، كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمَعْيَا: قَدْ تَذَلَّلُوا، فَلاَ أُهْلِكُهُمْ، بَلْ أُعْطِيهِمْ قَلِيلاً مِنَ النَّجَاةِ، وَلاَ يَنْصَبُّ غَضَبِي عَلَى أُورُشَلِيمَ بِيَدِ شِيشَقَ [7] إذ تذلل الملك والشعب، لم يسمح الله بإبادتهم إنما بتأديبهم، فكل ما صنعه أبوه في إقامة هيكل جميل للرب أفسده رحبعام، حيث سلب شيشق ملك مصر زخارفه وكل خزائنه، وأفسد مجد العبادة الماضية. لم يسمح الله بدمار أورشليم وإفنائها تمامًا [7، 12]. لكن تركهم تحت ضيقٍ مؤقت، لأن توبتهم لم تكن كاملة تمامًا، إنما قيل: "وكذلك كان في يهوذا أمور حسنة" [12]. بمعنى أنه وُجِدَ في يهوذا خدام صالحون وشعب صالح وعائلات صالحة، الذين استجابوا لنداء النبي، وأدركوا ما وراء المصائب التي حَلَّت بالبلاد. يقول المرتل: "تأْديبًا أدَّبني الرب، وإلى الموت لم يُسَلِّمني" (مز 118: 18). v "تأديبًا أدبني الرب، وإلى الموت لم يسلمني"... لا يشكر المرتل لأنه يتحرر (من الضيق)، وإنما يدرك أيضًا النعمة العظيمة التي حلَّت عليه، فأشار إلى فائدة التجربة. ما هي؟ يقول: "تأديبًا أدَّبني الرب". هذه هي قيمة المخاطر، فإنها تجعل الإنسان في حالة أفضل. v هكذا يعمل الله، بكونه الآب المُعتنِي بنا وليس المُنتقِم، إنما يُسَلِّمنا للتجارب كما لو كانت نظار مدارس ومدرسين، لتأديبنا وتمتعنا بالتعقُّل، فنُظهر الصبر، ونتعلم كل تدبيرٍ صالحٍ، ونرث ملكوت السماوات. v الأمراض والمصائب تُعَلِّمنا. ألم يُعَلِّمك أب أو مُعَلِّم أو أمير أو مُشَرِّع أو قاضٍ أن تخاف؟... فإنه حين يحلُّ المرض الجسدي غالبًا ما يرد لك صوابك... علاوة على هذا، فإن المصاعب المُرَّة التي تحل ليس فقط علينا، بل وحتى على الآخرين أيضًا لها منافع كبرى بالنسبة لنا. فقد لا نعاني نحن من ألمٍ، لكننا إذ ننظر الغير يُؤدَّبون نتعقَّل نحن أكثر منهم. القديس يوحنا الذهبي الفم يظهر المعلِّم هذا التوبيخ حين يقول في الكتاب: "كم مرَّة أردتُ أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت 23: 37). ويقول الكتاب أيضًا: "زَنوا وراء الأصنام والحجر، وقرَّبوا مُحرَقاتهم للبعل". إنه لدليل عظيم على حُبِّه، فمع أنه يعرف خزي الذين رفضوه، وأنهم جروا بعيدًا عنه، مع ذلك يحثَّهم على التوبة. ويقول لحزقيال: "أماأنتياابنآدم،لاتخف أن تكلِّمهم،فربَّما يسمعون" (راجع حز 2: 6). ويقول لموسى: "اذهب وقُلْ لفرعون أن يُطلِقَ شعبي. ولكن أنا أعلم أنه لن يُطلقهم." هنا يظهر كلا الأمرين: أُلوهيَّته، التي تظهر من سابق علمه بالذي سوف يحدث، وحبُّه، بإتاحته الفرصة لهم أن يختاروا التوبة لأنفسهم. باهتمامه بالشعب وَبَّخهم في إشعياء، قائلاً: "هذا الشعب أكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمُبتعد عنِّي" (إش 29: 13). ويقول أيضًا: "باطلاً يعبدونني، وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس" (مت 15: 9). هنا رعايته المُحِبَّة تظهر خطاياهم والخلاص جنبًا إلى جنب. القديس إكليمنضس السكندري القديس أمبروسيوس الأب أنسيمُس الأورشليمي بكلمات الصبر سبَّح الله عندما ضُرِبَ. لقد صوَّب سهامًا كثيرة في صدر خصمه، وأصابه بجراحات أكثر مرارة من التي سقط هو تحتها. فإنه بمحنته فقد الأرضيات، وباحتماله لها بتواضع ضاعف بركاته السماوية. البابا غريغوريوس (الكبير) |
![]() |
|