![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حِينَئِذٍ أَصْعَدَ سُلَيْمَانُ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ، الَّذِي بَنَاهُ قُدَّامَ الرِّواقِ. [12] أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ مِنَ الْمُحْرَقَاتِ حَسَبَ وَصِيَّةِ مُوسَى، فِي السُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَالْمَوَاسِمِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ، فِي عِيدِ الْفَطِيرِ وَعِيدِ الأَسَابِيعِ وَعِيدِ الْمَظَالِّ. [13] لم يقف دور سليمان عند بناء الهيكل والاحتفال بتدشينه، إنما استمر في تقديم الذبائح المقدسة حسب شريعة موسى [12-13]. كانت تُقَدَّم ذبائح يومية بلا توقُّف، وذبائح أسبوعية في كل سبتٍ، وهي ضِعْفُ ما يُقَدَّم يوميًا، وأيضًا ذبائح إضافية شهرية في الأهِلَّة، وذبائح سنوية في الأعياد الثلاثة الكبرى. كان قلب سليمان المُلتهِب بالاشتياق للعبادة اليومية وتقديم المُحرَقات والبخور والتسابيح يتمُّ حسب الشريعة خلال الكهنة واللاويين. في هذه الفترة قبل انحرافه وراء النساء الوثنيات لم يكن يمارس العبادة في عملٍ روتينيٍ حرفي، إنما مع التزامه بالتدبير الحسن حسب الناموس والنظام كان يشترك بكل كيانه الداخلي مُتمتِّعًا بالشركة مع الله وتقديم الصلوات والتمتُّع بالفكر السماوي خلال ظلال العهد القديم. كان مُلتصِقًا بالله ومحبًا له، يشعر مع إرميا النبي بأن مراحم الرب جديدة كل صباحٍ (مرا 3: 23). وكأنه يُرَدِّد معه قوله: "نصيبي هو الرب، قالت نفسي، من أجل هذا أرجوه" (مرا 3: 24). v ما هي المُحرَقات؟ احتراق الذبيحة بالنار بكاملها؛ عندما يُوضَع الحيوان على المذبح ويحترق بالنار، فيُدعَى مُحرَقة. ليت النيران الإلهية ترفعنا بكليتنا إلى فوق، ونلتهب بالكامل... ليس فقط نفوسنا ترتفع بنار الحكمة هذه، بل وجسدنا أيضًا، إذ ينال الخلود. ليُقدَّم إذًا كمُحرَقة فيُبتلع الموت! القديس أغسطينوس v لنُقَدِّم نفوسنا ذبيحة بالصوم. فإننا لا نستطيع أن نُقَدِّمَ لله ما هو أفضل من هذا. يؤكد النبي ذلك بقوله: "الروح المنسحق ذبيحة لله، والقلب المتواضع لا يرذله الله". قَدِّمْ يا إنسان نفسك لله. قَدِّمْ تقدمة الصوم. افعلْ هذا لتجعل نفسك ذبيحة طاهرة، ذبيحة مقدسة، ذبيحة حية تبقى لك وأنت تُقَدِّمها لله. الأب بطرس خريستولوجوس رسالة برناباس القديس جيروم v كنت أخاف من كل أعمالي، عالمًا أنك لا تبرئني، عندما أكون مذنبًا". ما هي الأعمال التي مارسها الطوباوي أيوب، هذه قد أوضحها هذا التاريخ المقدس. فقد تَعَلَّم أن يسترضي خالقه بتقديم مُحرَقات كثيرة. بحسب عدد أبنائه - كما هو مكتوب - كان يُبَكِّر في الصباح، ويُقَدِّم مُحرَقات عن كل واحدٍ منهم، مُطَهِّرًا إياهم ليس فقط من الأعمال الدنسة، بل ومن الأفكار الشريرة. سَجَّل لنا ذلك بشهادة الكتاب المقدس: "لأن أيوب قال ربما أخطأ بني، وجَدَّفوا على الله في قلوبهم" (أي 1: 5). البابا غريغوريوس (الكبير) وأيضًا أظن أنه يلزم مراعاة هذا هنا (أن يحمل الصليب)، لأنه عندما صعد الطوباوي إبراهيم على الجبل الذي رآه ليقدِّم إسحق مُحرَقة كأمر الله وضع الحطب على الابن، وكان ذلك رمزًا للمسيح الحامل صليبه على كتفيه مرتفعًا إلى مجد صليبه. فقد كانت آلام المسيح هي أمجاده كما علَّمنا بنفسه: "الآن تَمَجَّد ابنالإنسان، وتَمَجَّد الله فيه" (يو 13: 31). القديس كيرلس الكبير |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سند للعبادة والعمل |
إذ التهب بالاشتياق نحو أورشليم السمائية |
المحبة هى مقياس للعبادة |
صلوات للعبادة العائلية ج 1 |
عندما تشعر بالاشتياق لشخص بشدة |