v الله في تهديده، يهدد بحيث إذا رجعت الأمة وتابت لا ينفذ فيها تهديده، كما أنه في وعوده، يعد بحيث إذا فسدت الأمة وصارت غير مستحقة، تحرم من تلك الوعود. إن التدبير الإلهي الذي يختص بالبشر في هذا العالم، يدور أساسًا حول أمتين رئيسيتين. تأتي الأمة اليهودية أو الشعب الإسرائيلي في المقام الأول، ثم من بعد مجيء السيد المسيح تأتي أمتنا نحن في المقام الثاني. قام الرب بتهديد الأمة الأولى، وظهر آثار هذا التهديد: فقد تم سبيها، وخُرِّبت مدينتهم، وهُدم الهيكل، ودُنِس المذبح، ولم يبقَ عندهم شيئًا من المقدسات التي كانوا يملكونها، لأن الرب قال لهذه الأمة: ارجعي إليَّ، فلم ترجع. ثم يتحدث الرب إلى الأمة الثانية عن بنائها وغرسها، لكنه يرى أن تلك الأمة مكونة من أناس قابلين أيضًا للسقوط والفساد؛ لذلك يهددها ويقول لها: بالرغم من أنني تكلمت عليكِ في البداية بالبناء والغرس، إلا أنكِ إن أخطأتِ فسوف يحدث لك ما حدث مع غيرك حينما أخطأوا.