![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَإِنِّي أَقْلَعُهُمْ مِنْ أَرْضِي الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَهَذَا الْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاِسْمِي أَطْرَحُهُ مِنْ أَمَامِي، وَأَجْعَلُهُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ. [20] وَهَذَا الْبَيْتُ الَّذِي كَانَ مُرْتَفِعًا كُلُّ مَنْ يَمُرُّ بِهِ يَتَعَجَّبُ، وَيَقُولُ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هَكَذَا لِهَذِهِ الأَرْضِ، وَلِهَذَا الْبَيْتِ؟ [21] فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمِ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْر،َ وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا، لِذَلِكَ جَلَبَ عَلَيْهِمْ كُلَّ هَذَا الشَّرِّ. [22] إن كان الله قد سُر ببناء بيت له، ليسكن فيه إلى الأبد في وسط شعبه، فإن ما يشغل قلب الله قداسة شعبه. فالهيكل لا يحميهم من الدمار الذي يحل عليهم إن عصوا الوصية الإلهية. وكما يقول إرميا النبي: "لا تتكلوا على كلام الكذب، قائلين: هيكل الرب، هيكل الرب، هيكل الرب هو" (إر 7: 4). v "ويكون حين تقولون لماذا صنع الرب إلهنا بنا كل هذه. تقول لهم كما أنكم تركتموني وعبدتم آلهة غريبة في أرضكم، هكذا تعبدون الغرباء في أرض ليست لكم" (إر 5: 19). يجب علينا أن نفهم المعنى الحرفي، ويكفي الآن، كما تقول الآيات، تنشيط ذاكرة الذين يريدون أن يفهموا. كان بنو إسرائيل يمتلكون الأرض المقدسة، والهيكل، وبيت الصلاة. وكان يجب عليهم أن يقدموا عبادتهم لله، لكنهم خالفوا الشريعة والوصية الإلهية، وعبدوا الأوثان، وكانوا يستقبلون عندهم الأوثان من دمشق كما هو مكتوب في سفر الملوك، وقبلوا أوثانًا أخرى في الأرض المقدسة. وبما أنهم كانوا يستقبلون الأوثان الأممية في أرضهم، استحقوا أن يُطرَحوا في بلاد الأوثان، وأن يهبطوا إلى حيث تُعبَد الأصنام. لذلك قال الرب لهم: "كما أنكم تركتموني، وعبدتم آلهة غريبة في أرضكم، هكذا تعبدون الغرباء في أرض ليست لكم". أي أن كل إنسان يتخذ له إلهًا من أي شيء كان، فهو بذلك يعبد آلهة غريبة. هل تُؤلّهِ المأكولات والمشروبات؟فإن إلهك يكون بطنك (في 3: 19). هل تحسب فضة هذا العالم وغناه خيرًا عظيمًا؟ إذًا المال هو إلهك، حيث قال عنه السيد المسيح إنه سيد الذين يحبون الفضة، حينما قال: "لا تقدرون أن تعبدوا الله والمال، لا يقدر أحد أن يخدم سيدين" (لو 16: 12). v الله في تهديده، يهدد بحيث إذا رجعت الأمة وتابت لا ينفذ فيها تهديده، كما أنه في وعوده، يعد بحيث إذا فسدت الأمة وصارت غير مستحقة، تحرم من تلك الوعود. إن التدبير الإلهي الذي يختص بالبشر في هذا العالم، يدور أساسًا حول أمتين رئيسيتين. تأتي الأمة اليهودية أو الشعب الإسرائيلي في المقام الأول، ثم من بعد مجيء السيد المسيح تأتي أمتنا نحن في المقام الثاني. قام الرب بتهديد الأمة الأولى، وظهر آثار هذا التهديد: فقد تم سبيها، وخُرِّبت مدينتهم، وهُدم الهيكل، ودُنِس المذبح، ولم يبقَ عندهم شيئًا من المقدسات التي كانوا يملكونها، لأن الرب قال لهذه الأمة: ارجعي إليَّ، فلم ترجع. ثم يتحدث الرب إلى الأمة الثانية عن بنائها وغرسها، لكنه يرى أن تلك الأمة مكونة من أناس قابلين أيضًا للسقوط والفساد؛ لذلك يهددها ويقول لها: بالرغم من أنني تكلمت عليكِ في البداية بالبناء والغرس، إلا أنكِ إن أخطأتِ فسوف يحدث لك ما حدث مع غيرك حينما أخطأوا. العلامة أوريجينوس |
![]() |
|